وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر
آخر تحديث GMT10:59:24
 العرب اليوم -

منتجاته لا تزال تصدر إلى دول أخرى بينها سورية وليبيا

" وابور الغاز" الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - " وابور الغاز" الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

عم صابر يجلس منكبًا على "باجور غاز" محاولًا إصلاحه
القاهرة - محمد الشناوي

يقوم حرفيون مصريون بتسخين النحاس ثم تشكيله لصناعة مواقد (بريموس) التي كانت تستخدم على نطاق واسع قبل أن تتوفر أسطوانات غاز الطهي في الأسواق بكثرة، فورشة الحرفي جمال عبد الناصر واحدة من بين عدة ورش صغيرة تحرص حتى الآن على تصنيع تلك المواقد التقليدية. 

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

وأكد نجل صاحب الورشة "محمد" إن مواقد بريموس أصبحت نادرة الاستخدام، بعد أن كانت أساسية في كل بيت في السابق، مضيفًا أن تلك المواقد لا تستخدم فقط في تسخين أو طهي الطعام والمشروبات لكنها تستخدم في تدفئة بعض البيوت، وموضحًا أن المناطق الفقيرة في مصر التي لا تتوفر فيها كهرباء تعتمد حتى الآن بشكل أساسي على تلك المواقد التقليدية، وأن منتجاته لا تزال تصدر إلى دول أخرى في المنطقة بينها سورية وليبيا.

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

ويستخدم البعض أيضا تلك المواقد التقليدية اللامعة على سبيل الزينة في بيوتهم،ويوضح محمد جمال عبد الناصر أن بعض عملائه من السائحين الذين يفتنون بعملية تصنيع تلك المواقد، وأشار عبد الناصر " إلى أن عائلته مرتبطة عاطفيا بتلك الصناعة التقليدية منذ بداية عمل والده في تلك الورشة عام 1967، وعلى الرغم من تراجع الطلب على مواقد بريموس فإن عائلة محمد جمال عبد الناصر تحرص على أن تستمر في صناعتها من أجل الحفاظ علىها من الاندثار، كما لا تزال الكنكة (إناء صغيرة لعمل القهوة) موجودة في كثير من البيوت والمكاتب في مصر، حيث يفضل عشاق القهوة التركية عمل القهوة فيها، ومعظم الكنكات مصنوع من النحاس. لكن ارتفاع أسعار النحاس ألقى بظلاله على تجارة عبد الناصر حيث قفز سعر المنتجات التي يصنعها بشكل كبير على مر السنين.

وجلس عم صابر ،في إحدى حواري منطقة الملك الصالح، ، منكبًا على "باجور غاز" محاولًا إصلاحه. ساعات طويلة قضاها في تصليح "عدة" واحدة، ومع ذلك لم يمل ولم ييأس، بين وقت وآخر يضع يديه على ظهره ويحاول "طقطقة" فقراته التي انحنت. هو اسم على مسمى، له من اسمه نصيب، فالصبر وطول البال هما سلاحه لمواجهة مشاكل المهنة القديمة التي لا يزال يعمل بها، وصل سن "عم صابر" إلى الـ75، ومع ذلك لم يفكر في الراحة: "راحة إيه.. ده أنا جسمي يتهد لو قعدت من غير شغل".

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر

وبدأ "عم صابر" الصنايعي القديم، حياته بالعمل في ورشة تصيلح باجور غاز منذ 60 عامًا، وظل بها عشر سنوات، ثم افتتح ورشة خاصة، وظل يعمل بها طوال 20 عامًا، وعندما قل استخدام باجور الغاز في المنازل، ولم يعد هناك زبائن، اضطر إلى هجرة المهنة، بل وهجرة البلد كلها، والسفر إلى ليبيا، لكن إصابته بمرض في الكلى، جعلته يعود إلى مصر، وفتح كشكًا صغيرًا لتصليح المكاوي والخلاطات، لم يمر وقت طويل على عمله في هذه المهنة، إذ تراجع عنها "صابر" لأن مكسبها لا يختلف كثيرًا عن مكسبه من مهنة البوابير: "قلت ليه بقى التعب.. اشتغل في اللي بفهم فيه أكتر".

ويكسب "عم صابر" قليلًا، لكنه يحمد الله، ويبوس جنيهاته القليلة "وش وضهر"، ويرى أنه أفضل من غيره، وفي ظل أزمة البنزين، يزداد نشاط "عم صابر"، ويكثر زبائنه: "أوقات بتكون مصائب الناس فوائد لناس تانية زي ما حصل معايا في أزمة الأنابيب.. الناس بتلجأ للباجور عشان تعرف تطبخ وتحمِّي العيال"، "عم صابر" لديه 6 أبناء و24 حفيدًا، وتوفي من أبنائه اثنان، تولى هو الإنفاق على أبنائهما: "ولادي حاولوا يقعدوني ويصرفوا عليا لكن أنا مش راضي، هما كبروا وبقوا بهوات.. وشكلهم كدة مكسوفين مني.. بس أنا بقى هموت وأنا شغال والعدة في إيدي".

" وابور الغاز"
وابور الغاز، قام بإختراعه طباخ فرنسي يدعى الكس سوير عام 1849م أثناء وجوده في مدينة لندن. كان يسمي الموقد السحري في بادئ الأمر. في عام 1892م، بدأ يصنع في مدينة استوكهلم بالسويد تحت اسم "وابور بريموس"، هو عبارة عن خزان نحاسي صغير للكيروسين محمول على ثلاثة أرجل. به مكبس لضغط الهواء. في أعلاه من الوسط، توجد فتحة تركب بها رأس. الرأس عبارة عن أنبوبة مجوفة ملتفة، في وسطها ثقب رفيع يسمح بخروج الكيروسين، تسمى هذه الفتحة الفونية.

عندما يضغط الهواء في الخزان بالمكبس، يخرج الكيروسين السائل من الفونية في البداية. عند إشعال النار في الكيروسين الخارج من الفونية، تسخن الرأس ومن ثم يخرج الغاز بعد ذلك على هيئة بخار، يشتعل بطريقة متصلة ويعطينا اللهب اللازم للطهي، لم نكن نعرف مواقد وأفران البوتاغاز الحديثة التي تعمل بغاز الميثان، نظرا لرخص ثمن الوابور البريموس، ولم يخل منه بيت في المدن أو الأرياف في ذلك الوقت، لكنه كان سببًا في بعض الحوادث عندما ينفجر بسبب الضغط داخل الخزان وإنفصال قاعدته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر  وابور الغاز الموقد التقليدي الدائم لسكان المناطق الفقيرة في مصر



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab