الرياض - العرب اليوم
أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، عن نجاح المملكة في تسجيل «الفن الصخري الثقافي في منطقة حمى الثقافية بنجران» كسادس موقع سعودي في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» باعتباره موقعا ثقافيا ذا قيمة استثنائية للتراث الإنساني.وينضم الفن الصخري الثقافي في منطقة حمى الثقافية بنجران إلى جانب المواقع السعودية الخمسة المسجلة سابقا ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وهي: الحِجر، حي الطريف بالدرعية التاريخية، جدة التاريخية، واحة الأحساء، مواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل.وأكد وزير الثقافة أن تسجيل منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران يأتي ثمرة طبيعية لما يحظى به التراث الوطني من دعم واهتمام كبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مشيراً إلى أن المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونسكو، إلى جانب العناصر الثمانية المسجلة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، تؤكد المدى غير المحدود الذي يمكن أن تُسهم به المملكة في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك، انطلاقاً من عمقها التاريخي الغني، وتحت مظلة رؤية السعودية 2030 التي أكدت أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يعد التراث الوطني بكل قوالبه المادية وغير المادية واحداً من مكوناتها الرئيسية.
وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان: «إن المملكة غنية بمواقع التراث المهمة على خارطة الحضارات الإنسانية، وأن الجهود تتكامل لتعريف العالم عليها، ولتسجيلها في جميع السجلات الوطنية والدولية، كونها ثروة حضارية وعمقاً ثقافياً للمملكة».
وجاءت عملية تسجيل «منطقة حمى الثقافية» بنجران نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها وفد المملكة لدى اليونسكو برئاسة الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وفريق من وزارة الثقافة، وهيئة التراث، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.وتقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كم مربعاً، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية. وتعد واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، وتقع عند نقطة مهمة في طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسية في شبه الجزيرة العربية القديمة، وتمثل الآبار الموجودة في بئر حِمى آخر نقطة إمدادات الماء على طريق الشمال، والأولى بعد عبور الصحاري على طريق الجنوب.
ويضم موقع حِمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضم نقوشاً بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، بالإضافة إلى النقوش العربية المبكرة (من فترة ما قبل الإسلام) والتي تعد بدايات الخط العربي الحديث.وتمثل فنون ونقوش حمى الصخرية مصدراً لا يقدر بثمن للتوثيق الكتابي والفني والتاريخي وحتى الإثنوغرافي لأحداث التغير المناخي خلال الفترة السائدة، ويتجلى ذلك من خلال البقايا الأثرية الشاسعة التي تم العثور عليها في موقع حِمى بمنطقة نجران على شكل مذيلات ومنشآت ومقابر ركامية، وورش لتصنيع الأدوات الحجرية مثل الفؤوس والمدقّات ورؤوس السهام الحجرية، كما يوجد في الموقع آبار مياه قديمة لا تزال تستعمل حتى اليوم.ويساهم تسجيل منطقة حمى على قائمة اليونسكو في الحفاظ على ثراء المملكة التاريخي والتراثي وإبراز بعدها الحضاري، وتأهيل الموقع وفقاً لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة، وضمان تنميته وتحويله إلى موقع ثقافي واقتصادي وسياحي، كما يؤكد عمق السعودية التاريخي الغني وما يساهم به في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك.
قد يهمك ايضا
السعودية تكشف عن خطة الدفاع المدني خلال موسم الحج
فحص 1914 حافلة تنقل الحجاج إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة
أرسل تعليقك