الطريق إلى الأهرامات رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد
آخر تحديث GMT15:28:11
 العرب اليوم -

"الطريق إلى الأهرامات" رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الطريق إلى الأهرامات" رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد

الفنان الإنجليزي إدوار لير
القاهرة ـ العرب اليوم

كثيراً ما سحرت الأهرامات زوارها على مدى التاريخ، وكثيراً ما قام الفنانون بمحاولة نقل عظمة البناء الشاهق وهندسته المعجزة في لوحات ورسومات لا نهاية لها. وهو ما قام به الفنان الإنجليزي إدوار لير الذي زار القاهرة أربع مرات في القرن التاسع عشر، ولكننا هنا بصدد زيارة محددة له لمنطقة الأهرامات، والتي كان لها عليه أكبر الأثر؛ ما جعله ينتج لوحة من أجمل ما صور الفن الاستشراقي. اللوحة التي تعرضها «دار سوذبيز» في مزادها للفن الاستشراقي والذي يدور حالياً على الموقع الإلكتروني وسيختتم يوم 30 من هذا الشهر، تحمل عنوان «طريق الأهرامات - الجيزة»، وهي لوحة بارعة على كل المستويات وتشهد للفنان ومقدرته وخياله.

اللوحة نطالعها عبر الإنترنت، وهو أمر لا يشبع ولا يغني عن الرؤية الفعلية. ولكن ما باليد ولا للعين حيلة هنا. ولكن ينبغي الاعتراف بأن اللوحة وحتى من خلال شاشة الكومبيوتر تحمل سحرها معها، وتجذبنا لداخلها لنتمعن التفاصيل الصغيرة والكبيرة ونغوص مع الفنان في مشهد عاينه في يوم خريفي من شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 1872.

المشهد أمامنا لطريق ترابية واسعة على مد البصر وتحفّها على الجانبين أشجار الأكاسيا، التي تتضافر بانسجام مبهج للنظر لتكون مظلة خضراء من الأفرع والأوراق لتلقي بظلالها على المارة. الطريق كما نعرف من المعلومات التاريخية كانت حديثة التشييد؛ إذ قام المهندسون الفرنسيون بإنشائها في عام 1868 ضمن الاستعدادات لاحتفالات افتتاح قناة السويس ولتستقبل الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث التي حضرت الاحتفالات لير كتب في مذكراته عن تأثير رؤية الطريق للمرة الأولى عليه «لا يوجد في الحياة شيء مبدع ومثير للاهتمام مثل هذه الطريق الجديدة التي تمتد حرفياً حتى الأهرامات... تأثير وجود هذا الجسر في وسط مجرى مياه واسع - له تأثير متفرد... هناك الكثير من الشاعرية في المنظر».

خلال حديث حول اللوحة والمزاد مع كلود بيننغ، رئيس قسم الفن الاستشراقي بـ«سوذبيز»، عن اللوحة وعن صانعها يشير إلى أن لير كان شخصاً متعدد المواهب والاهتمامات؛ فهو رسام وكاتب وشاعر وعاشق للترحال، وله اهتمام بالهندسة الحديثة. اللوحة كما يذكر هي ملك لمقتنٍ أميركي ابتاعها عام 1993 من «سوذبيز»، وها هي تعود للدار مرة أخرى لتبحث عن مالكها الجديد. للوحة خلفية وقصة تعود بنا إلى صداقة متينة بين لير وبين اللورد نورثبروك الذي كان راعيه الفني قد كلفه برسم اللوحة أمامنا. يقول بيننغ «أمامنا لوحة تشي بعمق ودقة الملاحظة لمشهد عاينه لير على طريق سفره للهند في عام 1872 بناءً على دعوة من صديقه اللورد نورثبروك». وحسب المعلومات التاريخية، فنعرف أن اللورد نورثبروك، وكان حاكم الهند وقتها، أرسل الدعوة لإدوار لير ليتجول في المقاطعات الهندية، ولكن لير اضطر إلى قطع الرحلة والنزول في السويس بسبب إصابته إثر وقوعه على متن السفينة، اتجه بعدها للإسكندرية، ثم عاد للقاهرة، حيث زار الطريق الحديثة نسبياً، وقام برسم بعض الاسكتشات الأولية للمنظر كما رآه. وحسب ما يذكر بيننغ، فيبدو أن لير قام بتنفيذ اللوحة أثناء إقامته في الهند عام 1873.

أقول لبيننغ «هناك صورة فوتوغرافية للطريق نفسها بتاريخ 1880 - 1889 وتبدو فيها الأشجار صغيرة جداً، وليست هناك تلك المظلة الخضراء المتعانقة الفروع والتي تهيمن على لوحة لير»، يقول «اللوحة تعبر عن إعجاب لير بالإعجاز الهندسي المتمثل في بناء جسر على مجرى النيل، ويعبر عن ذلك الإعجاب بالربط بين الأهرامات في خلفية الصورة وهذه الطريق. وإجابة عن سؤالك، فيمكن القول إن لير قد بالغ قليلاً من باب «الرخصة الفنية». أرد قائلة «هي رخصة فنية رائعة إذن».وعودة للوحة ولتفاصيلها، نرى على جانبي الطريق المياه الهادئة المنسابة لنهر النيل، في حين تمنح الطريق الإطار المائي للتأكيد على انبهار الفنان بمعجزة بناء الجسر.

على الطريق نفسها يصور لير أشخاصاً من جميع شرائح المجتمع، فهنا شاب يمسك بلجام حماره بينما يتحدث مع رجل افترش الأرض الترابية بالقرب من حافة الطريق. أمامنا شيخ في مقدمة الصورة يمشي متكئاً على عصاته وقد أحنى رأسه، ونرى تفاصيل ملبسه من «الجلابية» والعمامة الحمراء اللون والشال يلتف حول عنقه وينسدل على كتفيه. هناك أشخاص توقفوا في منتصف الطريق لتبادل الحديث وسيدتان باللباس التقليدي «العباءة والبرقع» على ظهر حمارين على يسار الصورة. هناك تصوير للحركة المستمرة على الطريق مقارنة بالهدوء والثبات الذي يتمثل في مياه النهر على الجانبين، وأيضاً للأهرامات الشامخة في الخلفية. السير هنا مستمر، الجِمال تحمل ركابها بهوادة، هناك من ركب الحمير وهناك من يمشي على قدميه، أو اختار الجلوس للراحة، كما يبدو أن هناك محادثات بين مجموعات مختلفة.

المظلة الخضراء تحمي المارة من أشعة الشمس التي نرى نورها على النباتات الخضراء على الحواف وتوفر لنا نظرة عميقة لآخر الطريق الممتدة والمنتهية بنقطة مضيئة.يجب القول هنا أن اللوحة رغم ما تثيره من حنين للماضي والتاريخ، فإن الفنان رسمها متأثراً بالحياة المعاصرة وبالإنجازات الهندسية التي سجلها أيضاً في اسكتش رسمه أثناء الرحلة لقناة السويس المشيدة حديثاً. اللوحة تعرضها الدار بمبلغ يتراوح ما بين 700 ألف ومليون جنيه إسترليني.

من الأعمال الأخرى في المزاد، لوحة ثانية لإدوارد لير تمثل جبل سيناء والصحراء حوله، الفنان ينقل لنا الإحساس بضخامة الجبل بالمقارنة مع بناء كنيسة سانت كاترين التي تبدو مثل خط أبيض على يمين اللوحة. المقارنة أيضاً مع الأشخاص الجالسين في مقدمة اللوحة تجعلهم يبدون مثل أقزام في حضرة الجبل الهائل، المشهد كما يصفه بيننغ «سرمدي ومحمل بالتاريخ» ومن الأعمال الأخرى لوحة شخصية رسمها الفنان فريدريك لويس وفيها يبدو جالساً بينما يرتدي الزي العربي وهو أمر اعتاده لويس أثناء وجوده في الشرق. اللوحة تبدو مألوفة، وهو ما يؤكده بيننغ بقوله، إن الفنان صور المنظر ذاته ضمن لوحة أكبر له.ويضم المزاد آخر دفعة من «مجموعة نجد للفن الاستشراقي»، ومنها لوحات لعمالقة الفن الاستشراقي، مثل جان ليون جيروم «عازف العود» ولودفيك دويتش «السقاء» وآرثر بريدجمان «سحب القارب على النيل» ورودلف إيرنست «العازفان».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

لوحات الفنان الفرنسي برتيلو تعيد باريس العجوز إلى شبابها

لوحة بانكسي في المزاد لصالح "الخدمات الصحية" البريطانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الأهرامات رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد الطريق إلى الأهرامات رائعة إدوارد لير للبيع في مزاد



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 14:49 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

كريم محمود عبدالعزيز يكشف عن رأي أولاده في أعماله
 العرب اليوم - كريم محمود عبدالعزيز يكشف عن رأي أولاده في أعماله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab