ملامح الزمن الجميل ترتسم في أقدم مطاحن القامشلي
آخر تحديث GMT12:49:32
 العرب اليوم -

تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم

ملامح الزمن الجميل ترتسم في أقدم مطاحن القامشلي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ملامح الزمن الجميل ترتسم في أقدم مطاحن القامشلي

أقدم مطاحن القامشلي
دمشق ـ لامار أركندي

احتضنت مدينة القامشلي  شمال شرقي سورية العديد من المطاحن القديمة التي تناوبت الأجيال القديمة على إدارتها وطحن حاجة الناس من الطحين ، في منطقة زراعية تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم .

وأنشأ المطحنة "آل علي بكً"  قبل أكثر من تسعين عامًا ونسبت إسمها إلى أسم القرية التي ولدت فيها محمقية ، وكانت تغذي من إحدى روافد نهر الجغجغ ، ورغم بدائية مطحنة محمقية القديمة الواقعة في الجهة الشمالية من المدينة المتاخمة للحدود التركية ، لكنها لم تبخل في سد احتياجات أبنائها في إنتاج كميات كبيرة من الطحين.

غير أنها تقاعدت عن العمل وفيضت بذكريات من عاشر أيام المواسم في حقبتها الشابة ، مفعمة بعطاءات ذخرت بعبق إرث ما تركه الأجداد ، وخزنت في ذاكرتها عشرات الأغاني التي دندنها أبناء القرى الذين توافدوا على طريقها حاملين معهم أكياس الطحين على ظهر دوابهم في اتجاه مقصدهم الأخير "مطحنة القرية" البعيدة التي يستذكرها العم عدنان جميل ذو الثمانين عامًا.

وقال إنها مطحنة محمقية كانت أهم المطاحن في أيامها الغابرة ، رغم وجود أربعة مطاحن توزعت في محيط المدينة كمطحنة مانوك ودرباس والمطحنة الكبيرة على مياه نهر جغجغ غير أن مطحنة محمقية  الأقدم بينها والتي يعود بنائها لأكثر من تسعين عامًا.

وأكد في تصريحات لـ"العرب اليوم" توافد العشرات  من كل حدب وصوب على القرية المعطاءة في كرمها ، والمضيافة لمن يضطر للبقاء فيها للنوم فكان الترحاب سيد الموقف دائمًا من سكانها .

وأضافت زوجة العم عدنان : "كانت الأولوية تمنح للقادم من القرى البعيدة ويأخذ الدور الأوّل ، دون منازع ، كانت أجمل الأيام التي كتبت في حياتنا ، نجهد بسعادة وندندن  أغانينا التراثية حتى ساعات الليل المتأخرة ، لا نشعر بتعب النهار المنهك في أجواء تغمرنا فيها السعادة".

وأضاف الباحث التاريخي ، جوزيف أنطي ، عن طريقة تجهيز تلك المطحنة التي اندثرت قائلًا "بنيت المطحنة من الحجر الأسود، والإسمنت، وبعد الحفر، تمّ وضع كل قطعة في مكانها، فالبئر في أعلى منتصف المطحنة، ويجب أن تمتلئ بالماء من النهر الجاري ، وتوجد فراشة حديدية في أعلى البئر تستقبل الماء بقوة، كي يدور الميل الذي في أسفل البئر، فتتحرك الفراشة بشدة، وتقوم بتحويل القمح إلى طحين، وذلك من خلال الخشبة الصغيرة التي تدق أسفل الدلو، فيوضع الطحين في المكان المخصص بالقرب من الفراشة، فالعملية بأكملها بحاجة إلى ضغط الماء فقط في الدرجة الأولى، ولا تحتاج إلا إلى عامل واحد، أمّا المرحلة التي أخذت أكثر جهدًا وتعبًا فهي مرحلة الحفر لأنها تتطلب حفر مساحة طويلة ليتم سكب المياه بقوّة على الفراشة الحديدية، أمّا بالنسبة إلى طقوسها التي تميزت بالمتعة والهدوء، ولأن المطاحن تبنى خارج حدود القرية فالجميع يأخذ راحته".

وأردف الباحث التاريخي والتراثي ، نور الدين عقيل ، اعتبر صناعة طحن الحبوب من أقدم الصناعات الغذائية في العالم، وقد استخدم الإنسان وسائل عدة لهرس الحبوب وطحنها، ، و كانت أولى هذه الوسائل المدقة والجرن الحجري.

وأضاف : "مع تطور البشرية اخترع الإنسان الرحى وهي طاحونة بدائية عبارة عن حجرين منحوتين على شكل دائرتين، من الحجارة البازلتية مثقوبة من وسطها لصب الحبوب المراد طحنها فيها، ويدور القسم العلوي بالقوة العضلية فيهرس هذه الحبوب ويحولها إلى دقيق يخرج من أطرافها ، ومع تطور الحضارة البشرية تطورت هذه الآلة لتصبح أحجار الرحى أكبر وتنتج أكثر وتدار بقوة الماء، فاخترعت المطحنة المائية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملامح الزمن الجميل ترتسم في أقدم مطاحن القامشلي ملامح الزمن الجميل ترتسم في أقدم مطاحن القامشلي



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 08:51 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى

GMT 08:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يفتح خزائن أسراره حول نشأته والشهرة والمال

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل

GMT 13:16 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

الحوثيون يرفضون الاعتراف بالعقوبات بعد تصنيفهم إرهابيين

GMT 12:43 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

كاتي بيري تنجو من تشويه وجهها بالنار بسبب معجبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab