العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية تحافظ على نكهة عيد الأضحى
آخر تحديث GMT07:11:11
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

رغم غزو الألعاب الحديثة والعالم الرقمي للبلاد

العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية تحافظ على نكهة عيد الأضحى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية تحافظ على نكهة عيد الأضحى

تقاليد عيد الأضحى
بغداد – نجلاء الطائي

ما زال العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية ارتبطت بالأعياد الدينية، ولاسيما عيد الأضحى المبارك، من أهمها تقاليد اجتماعية تتمثل في زيارة المقابر والزيارات المتبادلة بين الأهل والأقارب والجيران والمعارف، وسيادة روح التسامح، وتناسي الخلافات، إضافة إلى طقوس مادية تتمثل في إعداد الكعك والحلوى وارتداء الملابس الجديدة والخروج إلى المتنزهات.

ويعتبر العراق من الدول القليلة التي ما زال لنكهة العيد، عبق من الماضي فيها، حيث طرأت القليل من التغيرات على مراكز المدن طيلة الأعوام المنصرمة، وتعد "العيدية" للأطفال من الفعاليات المهمة حيث يحرص الكبار على منحها لصغار ينتظرونها بفارغ الصبر.

وتتهيأ أغلب الأسر العراقية إلى العيد قبل نحو أسبوع من حلوله، حيث تشتري العوائل ميسورة الحال ما تحتاجه، كما تتصدق بما تستطيعه على الجيران الفقراء، ورغم الحروب وما خلفته من مآس اجتماعية، فما زال العراقيون يلتزمون بالكثير من العادات والتقاليد الحميدة، وما يميز المناطق الدينية، انطلاق التكبيرات والأدعية الدينية، بالتزامن مع أداء صلاة العيد في المساجد، حيث يتم تبادل تهاني العيد بعد ذلك.

وتعتبر " كليجة " العيد والكعك والحلوى من أهم مظاهر العيد الذي تضفي عليه خصوصية، ولا زال الكثير من العراقيين لا سيما الأطفال، يحرصون على ارتداء ملابس "العيد " الجديدة التي يتباهى بها أمام رفاقه

واشترى أبو سعد ملابس أطفال لبعض الأيتام، وهي عادة جرى عليها كل عام، وأبو سعد الذي لم يرزق بأبناء طيلة عشرة أعوام من زواجه يعد عمله كل عيد واجبًا دينيًا واجتماعيًا، قائلًا: "إن أي عراقي لا يقبل أن يرى طفلًا لا يرتدي ملابس العيد"، مضيفًا أنه حين يرى أطفال مدينته وهم يرتدون ملابس جديدة يشعر أن الدنيا ما زالت بخير.

أما الحاجة أم عصام فتسهر مع أبنائها وزوجاتهم إلى ساعة متأخرة من الليل لعمل "الكليجة"، حيث يشترك الجميع في إعدادها بعمل النقشات المختلفة من عجينته، حتى إذا اكتمل حملوه إلى الفرن في السوق في طقوس يحرص الجميع على أدائها، كما تحرص الأم العراقية بصورة خاصة على زيارة المقابر وقراءة القرآن الكريم على أرواح الموتى، ولم تنقطع أم سالم عن زيارة قبر ابنها الذي قتل في تفجير إرهابي عام 2004 في أول أيام العيد منذ نحو خمسة أعوام.

*مقبرة النجف
ويحتشد عشرات الناس في مقبرة النجف "160 كم جنوبي بغداد"، في الأعياد باكيين على قبر ابن أو أب أو أخ أو قريب، مترافقًا ذلك مع الحرص على أداء صلاة العيد، فيما هيأ أحمد وهو صاحب متجر في الأربعين، مائدة غنية بأسماك النهر العراقية، حيث دعا فيها في أول أيام العيد نحو 30 فردًا من الأهل والأقارب.

*بين الأراجيح والألعاب الحديثة
وعلى هامش الزيارات العائلية يجتمع الأطفال، ليتعارفوا إلى بعضهم وينطلقوا بعد حصولهم على العيدية إلى السوق الشعبي القريب، حيث تنتشر العربات التي تجرها الخيول و"المراجيح" الخشبية التقليدية، إضافة إلى أخرى أقيمت وفق تقنيات حديثة.

لكن الباحث في الفولكلور شبيب العتابي، يرى أن الانفتاح الذي يشهده العراق منذ عام 2003، يزيل الكثير من ملامح العيد التقليدية والتاريخية، بسبب انتشار مكائن لعب الأطفال الحديثة التي غزت المتنزهات والساحات العامة إضافة إلى الألعاب الرقمية.

وانتقد العتابي في ذات الوقت مطاعم وجبات الأكل السريعة، لاسيما في الأعياد، حيث قضت على الكثير من وجبات المائدة العراقية التقليدية، متابعًا "لم تعد بعض العوائل تحرص على عمل " الكليجة "، بل إن بعضها بسبب المتغيرات الحياتية وتطور وسائل الميديا لا تود تبادل الزيارات، بسبب اعتكافها على مشاهدة قنوات الفضائيات التي تتنوع برامجها إثناء الأعياد، إضافة إلى اعتكاف الأطفال والشباب خلف الحواسيب لممارسة الألعاب الإلكترونية أو الدردشة الرقمية، لكن أم عصام ما زالت تحرص مع بداية أول أيام العيد على أداء الصلاة في جامع أبا حنيفة في الأعظمية بصحبة أبنائها، ثم يعرجون وهم يرتدون أجمل الملابس إلى السوق للتبضع ومن ثم يعودون إلى البيت منتظرين زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء.

ومن العادات الجديدة التي يمارسها أطفال العراق، والتي تعد من معالم الانفتاح الجديد استخدام المفرقعات والألعاب النارية في الاحتفالات، لكن الباحث العتابي يتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة تغيرات جوهرية في عادات وتقليد المجتمع العراقي بسبب الانفتاح الإعلامي والاقتصادي على العالم.

وأضاف العتابي: "طيلة الأعوام السابقة كان العراق بلدًا مغلقًا عن العالم، وعلى رغم الجوانب السلبية لذلك إلا أن الايجابية الوحيدة هو بقاء العادات والتقاليد على حالها، لم يشوبها التغيير بسبب سياسات النظام السابقة المنغلقة على العالم حيث انحسر تأثير الثقافات الأخرى على الثقافة المحلية العراقية".

وتهيئ أم عصام صحون الحلوى و"الكليجة " على المنضدة، كما تهيئ الشاي والمشروبات المختلفة لزائريها، وتتوقع أن تزورها أختها الصغرى التي كانت على خلاف معها طيلة أشهر، لكي تكتمل فرحة العيد بلقائهما من جديد.

وما زالت الحاجة أم عصام إلى الآن حريصة على تنظيف البيت وترتيبه، فتبسط الفراش الجديد وترش البيت بالعطور المخلوطة بالبخور، ويجد التاجر سمير صاحب أحد المتاجر، في موسم عيد الأضحى المبارك فرصة لمساعدة الفقراء، لا سيما وأن المناسبة تدر على التجار أرباحًا مضاعفة بسبب إقبال الناس على الشراء.

ومن جانبه، أوضح الحاج أبو أمين، أنه يتوجه وأبنائه إلى المسجد لأداء صلاة العيد ثم لا يلبث أن يستقبل الأقارب ثم اصطحاب الأهل في جولة إلى المتنزهات، ويتذكر أيام العيد الخوالي وكيف كانت تزدحم حمامات السوق بالزبائن، بعدما يكونوا قد حلقوا رؤوسهم.

بينما يصف سعيد حسين "70 عامًا" التكافل والتكاتف الاجتماعي في عيد أيام زمان، حيث كان الرجال والنساء والأطفال يبدؤون العيد بالصلاة ثم يجتمع الرجال لتبادل التهنئة و تناول القهوة ومن ثم تناول غذاء العيد المكون من اللحم والرز والخبز، وما زالت الحنة مظهرًا مهمًا من مظاهر العيد، تحرص العوائل على ممارستها لاسيما النساء، حيث توضع الحنة بشكل دوائر على راحة الكف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية تحافظ على نكهة عيد الأضحى العراقيون يتمسكون بموروثات تاريخية تحافظ على نكهة عيد الأضحى



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab