جدل حول فتوى تصف استخراج المومياوات بـنبش القبور في مصر
آخر تحديث GMT11:17:19
 العرب اليوم -

جدل حول فتوى تصف استخراج المومياوات بـ"نبش القبور" في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل حول فتوى تصف استخراج المومياوات بـ"نبش القبور" في مصر

فتوى تصف استخراج المومياوات بـ"نبش القبور"
القاهرة - العرب اليوم

كعادته سابحا عكس التيار، جاء الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بفتوى تحرم استخراج جثامين المصريين القدماء "المومياوات" باعتباره "نبش للقبور" وهو أحد الأمور المنهي عنها في الدين الإسلامي.هذه الفتوى أثارت غضب علماء الأثار في مصر، إلى الحد الذي وصفه الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق بـ"الفرقعة الإعلامية"، إلى جانب حالة من اللغط على مواقع التواصل الاجتماعي.

الفتوى جاءت "عرضا"، بحسب كريمة خلال لقائه بأحد البرامج الحوارية المذاعة عبر التليفزيون المصري، حيث قال إنها جاءت خلال حديثه عن الدجل والسحر والشعوذة واعتقاد الشاذ لدى البعض بفتح القبور كعلاج لعدم الإنجاب.وقال: "حرمة قبر الإنسان كحرمة داره في حياته.. والقبر نعمة من نعم الله لأن يكون للإنسان مأوى بعد موته ألا يترك كالحيوانات على جانبي الطرق"، واستدرج: "إنه نفس الحكم بالنسبة لاستخراج (المومياوات) وعرضها في متاحف و(فاترينات)".من جانبه، رفض حواس "استغلال الدين في سبيل إظهار رأي غير علمي" حسب قوله، مضيفا: "نحن لا ننبش القبور نحن علماء نحاول استخراج التوابيت لترميمها، ونحافظ عليها من التحلل، فنحن نعيد أمجاد هؤلاء العظماء، ولن نعرض المومياوات بطريقة مثيرة".

الإفتاء المصرية ترد
فتوى الدكتور أحمد كريمة، لاقت رواجا وتأييدا بين ممثلي التيارات المتشددة والسلفية والتي سبق وأن أصدرت فتاوى لها نفس المعنى استنادا إلى حرمة الموتى وحقوقهم في التكريم.في المقابل رفضت المؤسسات الدينية الرسمية المصرية، وفي مقدمتها دار الإفتاء المنوطة بإصدار الأحكام الفقهية والشرعية، هذه الفتوى.وقال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الديار المصرية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن علينا الاعتبار والاستفادة مما وصل إليه أصحاب الحضارات القديمة الذين بسطوا العمران في الأرض، ولجأوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيا وسياسيا وحربيا نقوشا ورسوما ونحتا على الحجارة.

وأكد نجم  أنه لا مانع شرعًا من قيام الهيئات المختصة بدراسة الآثار عن طريق إخراج المومياوات القديمة، وعرضها في المتاحف، مع الاحتياط التام في التعامل معها مما لا يُخِلُّ بحقوق الموتى في التكريم.وأشار مستشار مفتى الديار المصرية، إلى أن القرآن الكريم حثنا في كثير من آياته إلى السَّيْر في الأرض، ودراسة آثار الأمم السابقة، والاعتبار والانتفاع بتلك الآثار.وأوضح نجم أن القرآن الكريم نبه أيضًا على ضرورة أخذ العبرة والعظة مما حَدَث لبعض الأمم السابقة، فيقول تعالى في شأن فرعون -وهو أحد ملوك مصر القدماء-: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: 92]؛ فإذا كان الاعتبارُ بما حَدَث في الأمم السابقة أمرًا جائزًا شرعًا؛ فإنَّ الانتفاع بما تركوه من علومٍ نافعةٍ ونحو ذلك أولى بالجواز.

وتترقب مصر، حدثا من المنتظر أنه يشهده العالم أجمع، ويعرف باسم "موكب المومياوات الملكية"، حيث تتخذ وزارة السياحة والآثار المصرية، إجراءات خاصة بتنظيم عملية السير بالطرق التي سيمر بها خط سير الموكب من المتحف المصري بمنطقة التحرير بالقاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من ميدان الرماية بمحافظة الجيزة.ويبلغ عدد المومياوات التي سيتم نقلها 22 مومياء ملكية، منها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.ويعتبر مستشار مفتي الديار المصرية، أن عملية نقل المومياوات المرتقبة في مصر في موكب كبير يشهده العالم، ستساهم بشكل كبير في وضع مصر علي الخريطة السياحية العالمية وفي المكانة التي تستحقها".

وشدد على أن "الجهات المختصة في المتاحف وغيرها حريصة على إتمام عملية النقل في احتياط تام، ومَن ثَمَّ تتَحقَّق الاستفادة مما وصل إليه أصحاب الحضارات القديمة الذين بَسَطوا العمران في الأرض، ولجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحَرْبيًّا نقوشًا ورسومًا ونَحْتًا على الحجارة".اختتم بالتأكيد على "أن إقامة الهيئات المختصة للمتاحف أمر ضروري في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار ومومياوات الأمم والحضارات السابقة وتهيئتها للدارسين، وهذا الأمر سبيله التنقيب عن الآثار، وهو لا يتعارض شرعًا مع حرمة الميت؛ لأنَّ الأصل في عملية التنقيب عن الآثار أن يقوم به فريقٌ مُتخصِّصٌ ومُدَرَّبٌ على ذلك، ويكون بعلم الجهات المختصة، ويراعى في عملية التنقيب كل أنواع الاحترام الإكرام لجسد المومياء؛ حيث يتم إخراج تلك المومياوات من قبورها بشكل دقيقٍ؛ ليتم الحفاظ عليها، وحمايتها في المتاحف لدراستها وعَرْضها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

القاهرة تكشف التفاصيل الدقيقة للموكب الملكي التاريخي لنقل المومياوات الملكية

"زواج التجربة" يثير الجدل في مصر ودار الإفتاء تدرس الفكرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل حول فتوى تصف استخراج المومياوات بـنبش القبور في مصر جدل حول فتوى تصف استخراج المومياوات بـنبش القبور في مصر



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab