منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية
أبو ظبي ـ جمال المجايدة
نجحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في إدراج "السدو" في القائمة التمثيلية ل، والتي تحتاج لتعزيز جهود صونها والحفاظ عليها وضمان توارثها للأجيال المقبلة، فيما يعد "السدو" من الصناعات الحرفية ذات الصلة الوثيقة بالإبل كون صوفها هو المادة الأساسية
التي يصنع منها، وقد استقطبت معروضات ومشغولات السدو التي طرزت حياة الإماراتيين بألوانها الزاهية في السوق الشعبي اهتمام الكثير من الزوار، ممن حرصوا على اقتناء القطع التي تعد لوحات فنية رائعة، أو من باب الاطلاع على التقنيات المستخدمة في صناعة هذه الحرفة التي لا تزال المرأة الإماراتية تلون بها حياتها، ومن جانبها قالت مسؤولة تطوير التراث في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومديرة السوق الشعبي صافية القبيسي "إن الهيئة شجعت الحرفيات المتمكنات عبر عرض أعمالهن ونحن بصدد تنظيم مسابقة لأجمل قطعة سدو.
وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد نجحت أخيرًا في إدراج السدو في القائمة التمثيلية لمنظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، والتي تحتاج لتعزيز جهود صونها والحفاظ عليها وضمان توارثها للأجيال القادمة.
وكانت صناعة السدو تعتمد قديماً على وبر الجمال، أما اليوم فالنساء يستخدمن الصوف ويقمن بصبغه، ويصنع السدو بشكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة حادة مصنعة من قرن الغزال، ولابد لصانعته من تعلم الطريقة الصحيحة لمد القطن على آلة النول، وهي آلة خشبية بأحجام مختلفة توضع بشكل عمودي، ثم تستخدم آلة أخرى تسمى النير لتثبيت الخيوط بحيث توزع في الأعلى والأسفل، ثم تأتي عملية تنفيذ الغرز للرسم على السدو، وله أنواع عديدة تجتهد الحرفيات في تنفيذها. وتتطلب صناعة قطعة السدو، من أسبوع إلى أسبوعين.
والسدو تحفة من الماضي الجميل يصنع بخيوط من القطن والصوف، ويتميز بأشكاله وألوانه الزاهية وزخارفه المميزة، وصناعته يدوية بحتة تنفذ باستخدام آلة “النول” حيث تركب الخيوط عليها وتنسج بها، لنحصل في النهاية على الأشكال والزخارف المطلوبة، دون استخدام أية أدوات إلكترونية، وسجادته تحفة فنية وثروة يحرص على اقتنائها الكثيرون وكلما تقدم بها الزمن تحافظ على جودتها ويرتفع سعرها، وتختلف طريقة صناعة السدو عن صناعة السجاد من حيث الآلات المستخدمة والنقوش والزخارف.
وقالت فاطمة المنصوري "إنها تحرص على زيارة المهرجان سنوياً، لشراء عدد من هذه المنسوجات، خاصة أن السوق الشعبي يوفر فرصاً عديدة لاختيار البضاعة ، كما أن السوق يوفر فرصًا للاطلاع على كل جديد في مجال هذه الحرفة وفضلاً عمّا يوفره من تنوع في الإنتاج، فإنه كذلك يوفر فرصًا للتعاقد على بيع كميات كبيرة مباشرة، مشيرة إلى إعجابها بمعروضات هذا العام" .
وقالت مسؤولة تطوير التراث في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، و مديرة السوق الشعبي صافية القبيسي "إن الهيئة شجعت الحرفيات المتمكنات عبر عرض أعمالهن ونحن بصدد تنظيم مسابقة لأجمل قطعة سدو".
و أَضافت القبيسي "إنه وبعد موافقة اليونسكو على تسجيل السدو كتراث إماراتي حي السنة الماضية، فإن الهيئة تعمل على ترويج السدو واعتماد خطط وبرامج لتطوير المنتجات، مؤكدة أن الهيئة تقوم بإعداد قوائم لحصر التراث في إمارة أبوظبي بغية صونه وحفظه للأجيال المقبلة".
وكشفت أن الهيئة تقوم بشكل مستمر خلال كل شهرين بشراء منتجات الحرفيات في هذا المجال لتشجيعهن على الاستمرار، مشيرة إلى أن صندوق خليفة بالتعاون والتنسيق مع الهيئة يقوم بشراء بعض هذه المنتجات.
و تابعت "إنّ المسابقة المقررة تشترط أن تكون القطعة المشتركة من الصوف الطبيعي وأن تكون من عمل السيدة المتقدمة بها أي أن تأخذ السيدة الصوف فتغسله وتغزله كحرفية مكتملة، وأن تنجز داخل السوق وأن تقوم اللجنة باقتطاعها من على النول وبعد ذلك، تقوم اللجنة بالفرز والتقييم وتحديد الفائزات".
مشيرة إلى أن المسابقة كان من أهدافها التركيز على دمج الألوان والنقوش إلا أن النقوش التي لم تعد معروفة كثيرا عند الحرفيات.
وتهدف المسابقة إلى تشجيع الحرفيات لمواصلة صناعة السدو دون الاعتماد على الصوف الجاهز من أجل معرفة قيمة الصوف الطبيعي وتوصيل الحرفة إلى الأجيال الجديدة عبر الأجيال الحالية، وحفظ التراث من خلال إدخال السدو في مجالات التفاعل بين الماضي والحاضر حيث تتمكن الأجيال الجديدة من إضافات عصرية على ما كان موجوداً والتشديد على أهمية الصوف الطبيعي وقيمته في صناعة السدو بالنسبة للمرأة والبيت الإماراتي في الماضي، وأهمية استمرار ذلك في الحياة العصرية بنفس النقوش والألوان والأدوات حتى لا تندثر الحرفة.
وأشارت القبيسي أن الهيئة تكتشف سنويًا من خلال السوق الشعبي والمعارض التي تنظمها، مواهب واستخدامات جديدة لدى مجموعة من الناس لديها مخزون إبداعي كبير في صناعة السدو أو غيره في مهرجان الظفرة أو صناعة الخوص في مهرجان ليوا للرطب وغيرها من المهرجانات.
و من جهتهن، أكدت المشاركات في المسابقة أهمية هذه المسابقة التي ستحدد وبشكل واضح إبداعات الحرفية الشاملة التي ستقوم بصناعة القطع ابتداء من تحضير الصوف وحتى تشكيل القطعة وإنجازها،لما يتميز به السدو من موقع مميز في الذائقة الوطنية ولدورها البارز في ماضي الإماراتيين حيث لا يخلو بيت من أشكاله وألوانه الزاهية وزخارفه المميزة.
أرسل تعليقك