غزة ـ كمال اليازجي
كان جمهور مهرجان "فلسطين الدولي للموسيقى والرقص" للعام 2015، على موعد مساء الخميس مع أغنيات بث فيها الروح أصحابها الأصليون وغيرهم، إضافة إلى الفنان باسل زايد، في عمل حمل عنوان "أصداء الانتفاضة"، وضم أكثر من 20 مغنيًا وعازفًا في عمل موسيقي مشترك يسعى إلى توثيق جانب من التاريخ الفني للشعب الفلسطيني، بانتقاء مقطوعات موسيقية وأغانٍ اشتهرت في الانتفاضة الأولى، وجمع أصحابها الأوائل لإعادة غنائها بقالب حديث.
واجتمع على المسرح في أغنيات منفردة أو مجتمعة، وليد عبد السلام صاحب أغنية "نزلنا على الشوارع" الشهيرة، والتي كتبها برفقة الكاتب أسعد الأسعد، واشتهرت حتى باتت أيقونة خلال انتفاضة عام 1987، أو ما يعرف اصطلاحًا بـ "الانتفاضة الأولى".
وحضر كل من ريم تلحمي، وخالد المبيض، وجميل السايح، بكل ما يحمل الواحد منهم من تاريخ وقدرات فنية متميزة وراقية، وحناجر لم ولن تشيخ كما هي أغنياتهم، حيث ملؤوا سماء رام الله حماسة، في ثالث أيام مهرجان "فلسطين للموسيقى والرقص" في دورته السادسة عشرة، وأزالوا الغبار عن ذاكرة الحضور، بل إنهم فتحوا نوافذ على الجيل الجديد من خلال أغنيات عاش عليها من زاد عمره على 35، أو أقل قليلًا ومن هو أكبر بطبيعة الحال.
وتمت إعادة الاعتبار للأغاني التي تشكل بمجموعها ما أنتجت أعوام الانتفاضة، والتي دعت وفق ما أشار إليه الفنان باسل زايد الذي يقود المشروع، إلى المقاومة أولًا إضافة إلى الوحدة الوطنية، والتكافل الاجتماعي والاقتصادي، لافتًا إلى أنه ورفاقه يحاولون تعميم فكرة استعادة عادة الاستماع إلى أغاني الانتفاضة، عبر العمل الفني "استعادة الانتفاضة"، كاشفًا عن أن بعض هذه الأغنيات لم تعمم في ذلك الوقت بأسماء مغنيها، حرصًا على سلامتهم، ومنعًا لملاحقتهم أو اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحاول زايد والمطربون الأصليون ومن رافقهم وضع الأغنيات الأصلية في قالب جديد يتناسب وطبيعة التغيرات التي رافقت الذائقة العامة للفلسطينيين في العقود السابقة، وخصوصًا الشباب واليافعين منهم، ولكن ووفق ما أكد، وما لمسه الحضور، دون مساس بأصالتها وكينونتها، أي دون تشويه أو اقتطاع أو استطالات، مشددًا على أهمية مشاريع كهذه.
ويسلط مهرجان فلسطين الدولي الضوء في هذا العام على قضية "التمييز" بأشكالها المختلفة، كالتمييز ضد الأقليات العرقية والدينية، وبين المهاجرين والسكان الأصليين، وكذلك التمييز ضد النساء أو ذوي الإعاقة، وستتناول كل ليلة في المهرجان أحد هذه المواضيع، في مسعى لاستقطاب الاهتمام الدولي بهذه القضية من منظور فني وثقافي فلسطيني.
ويستضيف مهرجان فلسطين الدولي نخبة من الفنانين المحليين والعرب الصاعدين، والفرق الفلسطينية والأجنبية الراقصة، بما يبرز موضوع المهرجان "التمييز"، من خلال توزيع الأمسيات على مشاركات من فلسطين وكردستان العراق وأرمينيا وإيرلندا إضافة إلى الأردن.
وجرى الإعداد لتنظيم فعاليات نسخة هذا العام من المهرجان بذات التنوع الفني والتوزيع الجغرافي المعتاد، لتشمل مدن رام الله والناصرة وجنين والخليل.
أرسل تعليقك