يدخل ناديا الأهلي والزمالك مباراة نهائي كأس السوبر المصري لكرة القدم بدوافع عديدة وضغط كبير، يختلف عن الضغوطات التي يتعرض لها كلا الجانبين قبل مواجهتهما سويًا، في أي مباراة تجمع الناديين الكبيرين في مصر.الأهلي الأكثر تتويجا بالألقاب في مصر يواجه الزمالك الثاني في الترتيب، بعد فوزهما في نصف نهائي البطولة، إذ تغلب الأهلي على سيراميكا كليوباترا بهدفين لهدف، وفاز الزمالك على بيراميدز بركلات الترجيح بعد نهاية المباراة بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما.
وتقام البطولة على ستاد محمد بن زايد في الإمارات العربية المتحدة للمرة الثامنة في آخر عشر سنوات، وتجري بنظام خروج المغلوب، إذ أن البطولة التي شهدت تاريخيًا مواجهة بطل الدوري المصري مع بطل كأس مصر في مباراة واحدة، شهدت هذا العام للمرة الثانية فقط مشاركة أربعة فرق، يوجد الأهلي بطل الدوري، وبيراميدز بطل الكأس، وسيراميكا كليوباترا بطل كأس الرابطة، مع الزمالك الذي شارك ببطاقة دعوة، وهو الذي غاب عن السوبر المصري في النسختين الأخيرتين.
ويسعى الأهلي للفوز بالبطولة للمرة الرابعة تواليًا والخامسة عشرة في تاريخه، إذ فاز بها 14 مرة من قبل، مقابل أربع مرات فقط لأقرب الملاحقين وهو الزمالك، الذي كانت آخر تتويجاته في البطولة عندما تغلب على الأهلي في 2020 على ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
الأهلي والزمالك يدخلان المباراة بدوافع مختلفة، فبعيدًا عن المقابل المادي للفوز، إذ يحصل الفائز بالمباراة على 250 ألف دولار، مقابل 125 ألف دولار يحصل عليها الخاسر، يسعى الأهلي لعدم خسارة بطولة جديدة أمام الزمالك، والذي يرغب في تكرار فوزه على الأهلي تحديدًا، بعدما تغلب عليه في نهائي كأس السوبر الأفريقي بركلات الترجيح قبل أقل من شهر، ليحسم مواجهة الفريقين الثانية في بطولة السوبر الأفريقي، بعدما انتهت الأولى في 1994 بفوز الزمالك أيضًا.
أما في السوبر المحلي فالأهلي يسيطر على مواجهات الفريقين، إذ أن الأهلي والزمالك التقيا في نهائي السوبر المصري من قبل في ثمان مناسبات، فاز الأهلي في ست منها، مقابل انتصارين فقط للزمالك جاء كلاهما بركلات الترجيح.
يواجه الفريقان العديد من المشكلات الداخلية قبل النهائي، إذ تعرض لاعبان من الزمالك وهما مصطفى شلبي ونبيل عماد دونجا، مع لاعب الفريق السابق والإداري الحالي عبد الواحد السيد، تعرضوا للحبس بعد الأحداث التي تبعت مباراة الزمالك في نصف النهائي أمام بيراميدز، واشتباك الثلاثي مع أحد الأفراد المنظمين للمباراة ، والتي شهدت قرارات تحكيمية جدلية، رأى البعض أن الزمالك انتفع بها وكان ليخرج خاسرًا للقاء.
أما الأهلي فبعد المستوى غير المقنع الذي ظهر به في الفترة الأخيرة، كان ترحيل لاعب الفريق محمود كهربا لمصر وخصم مليون جنيه من مستحقاته بسبب غضبه خلال مباراة فريقه أمام سيراميكا كليوباترا في نصف النهائي.
كل هذه العوامل، بخلاف ضغط الفريقين ورغبتهما في الفوز بالديربي والبطولة أدت حسب المحللين لقلة التركيز في معسكري الناديين قبل النهائي، الذي جرت العادة أنه لن يكون عرضة للتوقعات.
ويقول الصحفي الرياضي أحمد يماني: "دائما ما تكون مباريات القمة متكافئة بين الفريقين، ولا تخضع للتوقعات، فبالرغم من أن الأهلي متفوق على الزمالك محليًا وأفريقيًا بأكثر من ضعف عدد الألقاب، إلا أن الأهلي متفوق في 60% فقط تقريبًا في المواجهات المباشرة بين الفريقين في المباريات النهائية، التي يكون الوضع فيها مختلفًا ولا تخضع لمستوى الفريقين".
كيف يدخل الفريقان اللقاء؟
قوة الأهلي تتمثل في أجنحته، وإمكانيات لاعبي خط وسطه عند الوصول لمنطقة جزاء الخصم، إلا أن الفريق يعاني أمام الفرق التي تستحوذ على الكرة في وسط الملعب، وتظهر مشكلته في بناء اللعب ونقل الكرة من الخلف للأمام خاصة بعد رحيل كل من محمد عبد المنعم وأليو ديانج.
على الناحية الأخرى فالزمالك تتمثل نقاط قوته في خط الوسط ووجود لاعبيّ الأهلي السابقين عبد الله السعيد وناصر ماهر، وهو ما ظهر في مواجهات الزمالك الثلاث التي خاضها مديره الفني جوزيه جوميز أمام الأهلي، وفيها استحوذ على الكرة وكان أخطر وفاز بمباراتين وخسر الثالثة في نهائي الكأس في وقت متأخر بعدما كان متفوقا في أغلب فترات المباراة، إلا أنه سيعاني بغياب لاعب الوسط دونجا وهو العنصر الأساسي في خط الوسط.
توتر ما قبل المباراة والضغوط الكبيرة ستلقي بأثرها على معسكري الأهلي والزمالك، إلا أنها قد يكون له دور إيجابي في تحفيز لاعبي الزمالك لإثبات جدارتهم بالفوز، ولاعبي الأهلي للعودة للأداء الجيد الذي لا يقدموه منذ فترة.
يقول الصحفي الرياضي أحمد يماني: "الزمالك هو صاحب الاحتمالية الأقل في الفوز بالمباراة وخاصة بعد الأحداث الأخيرة، إلا أن ذلك قد يضفي مزيدًا من الهدوء في المباراة بالنسبة للفريق، وسيجعله غير مكترث بالنتيجة، وهو ما سيساعد اللاعبين لخوضها بأريحية أكثر ويجعل نتيجة المباراة غير متوقعة أكثر".
ويضيف: "على الناحية الأخرى فالنادي الأهلي يعاني فنيًا مع مارسيل كولر المدير الفني للفريق، وقد تكون مباراتا الزمالك ثم العين الإماراتي في بطولة الإنتركونتيننتال هما الفرصة الأخيرة له لإثبات ذاته من جديد مع الأهلي، لأنه في حالة هزيمة الأهلي أمام الزمالك والعين سيرحل كولر عن الأهلي، وبالتالي فهي مباراة صعبة على الفريقين ولا يمكن التكهن بنتيجتها وتبقى دائما الحظوظ متكافئة بين الأهلي والزمالك".
مواجهة الأهلي والزمالك دائما ما تحظى بالندية بين الفريقين، وتمتلئ فيها المدرجات بمشجعي كليهما، وهو ما سيتكرر في نهائي السوبر المصري 2024، بعدما تم الإعلان عن نفاد التذاكر، ما يعني أن ستاد محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي سيكون ممتلئًا، لضمان إضافة المزيد من الإثارة على اللقاء.
قد يهمك أيضــــاً:
الأهلي المصري يقبل استقالة عدلي القيعي رسميًا
الأهلي يعود لتدريباته الجماعية استعدادًا لكأس السوبر المصري
أرسل تعليقك