صنعاء - خالد الشاهين
قُتِل أربعة جنود ومدني وأصيب 15 آخرون، الثلاثاء، في المعارك المستمرة بين الجيش اليمني المسنود بقوات قبلية سنية وجماعة الحوثيين في محيط مدينة عمران (شمال) وفي بلدة "همدان" الواقعة على بعد 22 كم شمال العاصمة صنعاء، حيث تتصاعد مخاوف السكان من اندلاع حرب أهلية طائفية داخل المدينة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص في ظل تزايد الاحتقان المذهبي والسياسي بين أطراف الصراع في هذا البلد المضطرب منذ كانون الثاني/ يناير 2011.
وتواصلت المواجهات المسلحة، الثلاثاء، في مناطق عدة في محيط مدينة عمران، 50 كم شمال صنعاء، حسب ما أفاد سكان ومسؤول محلي.
وأكّدوا أن المقاتلين الحوثيين قصفوا موقعا للجيش في منطقة "الجميمة" الجبلية غرب مدينة عمران، فيما استمرت المواجهات والقصف المدفعي المتبادل في مناطق أخرى في شمال وجنوب وشرق المدينة التي تشهد صراعا مسلحا منذ 20 أيار/ مايو الماضي خلف مئات القتلى.
وأكّد مسؤول محلي مقتل أربعة جنود ومدني وإصابة 11 جنديًا وأربعة مدنيين بينهم امرأتان في قصف شنه المقاتلون الحوثيون على منطقة "بيت بادي"، غرب المدينة، مشيرًا إلى أن قوات اللواء 310 مدرع المرابط في جنوب عمران أفشلت محاولة اقتحام للمدينة من قبل الحوثيين عبر منطقة "شبيل" القريبة من "بيت بادي".
ولَفَتَ إلى مقتل وجرح عدد من الحوثيين خلال قصف مدفعي للجيش استهدف مركزا لإيواء الأيتام في منطقة "شبيل" احتله مقاتلو الجماعة المذهبية المتمردة في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية منذ العام 2004، وبالتزامن تواصلت الاشتباكات بشكل متقطع بين الحوثيين ووحدات من قوات احتياط الجيش، معززة بمسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح في مناطق عدة في بلدة "همدان" التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن مطار صنعاء.
وأوضح سكان أن وساطة قبلية محلية نجحت، الإثنين، في إقناع الطرفين المتصارعين بهدنة قصيرة لإجلاء جثث القتلى المتناثرة على طرقات ومزارع البلدة البالغة عدد سكانها حوالي مائة ألف شخص وفّر ما لا يقل عن عشرة آلاف منهم منذ اندلاع الصراع هناك في 15 حزيران/ يونيو الجاري، وأشار أحدهم إلى وجود بعض الجثث مرمية في مناطق المواجهات "ولم يتجرأ أحد على انتشالها".
وتمّ، الثلاثاء، في صنعاء في مراسم عسكرية جنائزية تشييع جثامين عقيد في القوات الجوية وثلاثة جنود من قوات احتياط الجيش قُتلوا في المواجهات المسلحة الدائرة في شمال صنعاء.
وبات هاجس اندلاع حرب أهلية في صنعاء يقض مضاجع سكان المدينة في ظل التمدد المسلح للحوثيين، الذي بات على بعد كيلومترات من العاصمة التي تعاني انفلاتا أمنيا غير مسبوق منذ منتصف 2011.
وحذّرت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية، حورية مشهورة، الثلاثاء، من عواقب استمرار الصراع المسلح خصوصا بعد تعثر جهود وقف إطلاق النار مرتين، وأوضحت أن "التنازع على السلطة يكاد يودي بالبلاد وبأمنها واستقرارها"، داعية الأطراف المتصارعة إلى "ترك الناس تعيش بأمان".
وهدّد ممثل جماعة الحوثيين في مفاوضات الحوار الوطني العام الماضي، عبدالكريم الخيواني، باستهداف منازل مسؤولين في الحكومة والجيش في صنعاء بعد محاولة قوات أمنية اقتحام مكتب الجماعة في العاصمة، السبت الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات أسفرت عن إصابة 17 عسكريًا وإعطاب آلية تابعة للشرطة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية في بيان نُشر على موقعها الالكتروني، إنها "ملتزمة بجميع توجيهات رئيس الجمهورية والتي تقضي بالتهدئة" مع الحوثيين، نافية تقارير إعلامية زعمت باعتزام السلطات الأمنية ضبط المسلحين الحوثيين الذين هاجموا رجال الأمن، السبت.
أرسل تعليقك