دمشق- ميس خليل
وجّه وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، رسالة إلى المشاركين في اللقاء التشاوري السوري السوري الثاني في موسكو، أكّد فيها تمسك روسيا بإنجاح الحوار السوري- السوري، بناء على بيان جنيف ودون أي تدخل خارجي وأنها ستواصل العمل على ذلك.
ورحب لافروف في كلمته التي تلاها المبعوث الخاص الروسي عظمة الله كولمحمدوف، بجميع المجتمعين في اللقاء التشاوري السوري السوري الثاني في موسكو وقال "بوصولكم إلى موسكو تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي وبجلوسكم وراء الطاولة الواحدة في هذه الصالة أقدمتم على خطوة مهمة جدا تجاه بعضكم البعض".
وأوضح "إن لقاءكم الثاني في موسكو في نيسان يعتبر دليلا واضحا على تقدم عملية موسكو التي لا تقتصر على لقاءات موسكو لأن الاتصالات السورية السورية كما نعلم تجري في كل من القاهرة وباريس واستوكهولم ودمشق".
وأضاف "لقد أتت السنوات الأربع من النزاع المسلح بمعاناة ومحن لا تحصى للشعب السوري الصديق وتسببت في الكارثة الإنسانية على التراب السوري، وقد برزت ملامح الخطر الحقيقي لتحطم مؤسسات الدولة السورية وتفكك البلاد واستيلاء المتطرفين الدوليين على أراضيها"، مشيرًا إلى أنّ "كل هذه التحديات تتطلب من المواطنين السوريين بغض النظر عن مواقفهم السياسية توحيد الصفوف على أساس البحث عن الحلول السياسية لكل المسائل الملحة للأجندة الوطنية".
وشدّد لافروف أنّ العامل الأساسي هو الوضع في الميدان، مبيّنًا أنّه في فترة ما بعد لقاء موسكو الأول لم يتراجع الخطر المتطرف في سورية فحسب، بل تصاعد واتسع نطاقه حيث كثف مقاتلو "داعش" عملياتهم في الضفة الغربية لنهر الفرات وفرضوا سيطرتهم على بعض الأحياء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أنّ المناقشات في إطار لقاء موسكو الأول تمخضت عن "مبادئ موسكو" التي قام منسق اللقاء فيتالي نعومكين بصياغتها وربما لا يحظى بعض الصيغات لهذه الوثيقة بإجماعكم ولكنكم تدعمون ما في جوهرها.. من هذا المنطلق يجب الدفاع عن سيادة سورية ووحدتها كما يجب محاربة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق جميع مكونات الشعب السوري من التطاولات الإجرامية الهادفة إلى نشر الكراهية والفوضى.
وبيّن أنّه لا بد من بلورة وتطبيق التغيرات الداخلية الهادفة إلى تحسين الأوضاع في البلاد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وإرساء حكم القانون ومحاربة الفساد وغيره من الظواهر السلبية التي ترفضها أغلبية السوريين رفضا قاطعا، وستواصل روسيا جهودها لصالح استتباب السلم والتطبيع في سورية.
وأضاف "من البديهي بالنسبة لنا الحاجة في الحديث الجدي بين جميع السوريين في موضوع مواصلة الاصلاحات السياسية والبحث في سبل ضمان المشاركة الكاملة لجميع مكونات الشعب السوري في الحياة السياسية للبلاد والرجوع المستمر إلى إرادة المواطنين السوريين وذلك عن طريق الانتخابات والاستفتاءات وتنتهي في العام 2016 فترة صلاحية البرلمان السوري في تشكيلته الحالية ونرى في ذلك فرصة أمام القوى السياسية السورية للتأهب لكي تشارك في هذه الانتخابات وتستفيد منها ومن الصعب المبالغة في دور العملية السياسية حيث لا بد من أن يرى الناس ضوءا في نهاية النفق وان لم يكن ذلك فسيصبحون غنيمة باردة للمتطرفين".
وأوضح لافروف إلى أنّ روسيا من البداية تدعم توسيع ممارسة المصالحات المحلية في سورية وتطويرها كما تدعم إظهار حسن النوايا من طرف الحكومة السورية والمواقف البناءة لبعض الفصائل المسلحة، ولا تزال تأمل بأن الجهود في هذا المسار التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا بما في ذلك "مشروع التجميد الإنساني" في حلب المدعوم من جانب الحكومة السورية ستتوج بنتائج إيجابية وندعو المعارضة السورية السياسية إلى استخدام نفوذها من أجل دعم القرارات المناسبة.
وقال "إن ديناميكية التطورات في سورية وحولها تتطلب اتخاذ خطوات فورية لحماية البلاد ضد عدوان المتطرفين وأعوانهم واستعادة وحدتها، وتعود مهمة تحديد هذه الخطوات إليكم فقط ولكن المماطلة في اتخاذها أمر خطير لأن الشعب السوري يدفع ثمنا باهظا لكل يوم مفقود هدرا مشددا على أن الجانب الروسي لا يسعى إطلاقا لاحتكار دعم التسوية في سورية"، مؤكدا ترحيب روسيا بكل الجهود البناءة من قبل الشركاء الدوليين والإقليميين لصالح سورية والسوريين على أساس بيان جنيف وبطبيعة الحال بعيدا عن أي أجندة جيوسياسية مبطنة والكيل بمكيالين.
أرسل تعليقك