قبرص ـ عادل سلامة
نفت الحكومة القبرصية تأكيدات السلطات المصرية بأنها طلبت استرداد المتهم باختطاف طائرة "مصر للطيران" وتحويل مسارها إلى قبرص، المصري سيف الدين مصطفى، والذي أودع فور تسليم نفسه إلى شرطة مطار قبرص في المحكمة المحلية في بلدة لارنكا الساحلية؛ للاشتباه باختطافه الطائرة والاستعانة بحزام ناسف وهمي.
وأوضح بيان صادر عن مكتب النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، بأنه طلب من قبرص اتخاذ التدابير اللازمة لتسليم مصطفى من أجل بدء إجراءات التحقيق، ولكن المتحدث باسم الحكومة القبرصية، نيكوس خريستوليدس، أكد أن ما ورد غير صحيح، وأنه لم يكن هناك أي طلب من هذا القبيل، كما أنه لن يكون من الطبيعي إرسال مثل هذه الطلبات في الوقت الذي تجري فيه الشرطة تحقيقاتها.
واستسلم مصطفى (59 عاماً) لقوات الشرطة القبرصية، الثلاثاء، بعدما قام بالاستيلاء على الرحلة التي أقلعت من مدينة الإسكندرية متجهةً إلى العاصمة القاهرة وعلى متنها 72 من الركاب والطاقم، وتم تحرير جميع الرهائن من دون أن يمسسهم أي سوء، وأودع صباح الأربعاء المحكمة المحلية في بلدة لارنكا الساحلية حيث موقع المطار الرئيسي الدولي في قبرص؛ للاشتباه باختطافه الطائرة والاستعانة بحزام ناسف وهمي.
وأمرت المحكمة باحتجازه لمدة ثمانية أيام، في الوقت الذي تجري فيه الشرطة تحقيقات موسعة بشأن اختطاف طائرة مصر للطيران، ويواجه مصطفى اتهامات باختطاف وحيازة متفجرات بصورة غير مشروعة، فضلاً عن الترويع والتهديد بارتكاب أعمال عنف، وبموجب القانون، فإن الشرطة ستوصي وقتها بما إذا كانت القضية ينبغي إدراجها في المحكمة، بحسب ما قال المتحدث باسم الشرطة في نيقوسيـا.
وظهر المتهم المصري وهو يرتدي نظارة طبية أمام المحكمة، وذلك بعدما أمضى ليلته الأولى في قبضة الشرطة، لاتهامه بتحويل مسار الطائرة من طراز إيرباص إلى قبرص بينما كانت تتجه في رحلتها الأصلية إلى القاهرة قادمةً من مدينة الإسكندرية، إثر تهديدات بتفجير الطائرة، وأفاد مدعى الشرطة القبرصية، أندرياس لمبرينو، أنه أكد على أن الدافع وراء قيامه بذلك أسباب شخصية، وذلك في أعقاب انهيار علاقته بزوجته القبرصية السابقة، وعدم تمكنه من رؤيتها وأبنائه طوال 24 عاماً في ظل عدم سماح الحكومة المصرية بذلك.
وأوضح بن إينيس، والذي يعمل مدقق حسابات في هيئة الصحة والسلامة البريطانية، أن التقاطه صورة شخصية إلى جوار الخاطف على متن الطائرة كان لشعوره بأنه لن يكون هناك ما يخسره حال كان الحزام الناسف حقيقياً، إذ كان من بين ثلاثة ركاب وأربعة من طاقم الطائرة والذين تم احتجازهم حتى نهاية الحصار، وقد اتضح بحلول الأربعاء أن الحزام كان لا يتعدى مجرد مجموعة من الهواتف النقالة الموضوعة في جيوب للإيهام بكونها متفجرات.
ورصدت القوات الخاصة الحزام الناسف، كما قام المصري مختطف الطائرة بتسليم الشرطة خطابًا مطالباً فيه بتسليمه إلى زوجته السابقة مارينا ماركوفا، ليتبين بعدها للشرطة أنها تتعامل مع مختل عقليًّا يتصرف من تلقاء نفسه دون توجيهات من أحد،
وقال وزير الخارجية القبرصي، يوانيس كريستودوليدس، الذي ترأس فريق الأزمة خلال عملية الاختطاف، إن مطالب مصطفي كانت غير منطقية ولا مترابطة خلال الحصار، وتبين أنه تعرض للطرد من كلية الحقوق وكانت له سوابق جنائية طويلة، وجرى ترحيله مرات عدة من قبرص في الماضي، وأنه يعرف قبرص جيداً وأقام بها حتى العام 1994، في ما تم ترحيله ثلاث مرات على خلفية اتهامات بمضايقة زوجته السابقة، قبل أن يعود في مناسبة واحدة على الأقل إلى قبرص مستخدماً جواز سفر مزور، وأنهم أدركوا خلال المفاوضات للإفراج عن الرهائن أنهم يتعاملون مع شخصية غير مستقرة نفسياً، ومن المنتظر أن يقوم مصطفى، الذي لم يبدي اهتماماً بالعودة إلى مصـر، بتوكيل محامي، بينما قال المتحدث باسم الشرطة إنه يتم التعامل معه حتى الآن عى أنه أحد المشتبه بهم، ولكن اعترافه بعملية الاختطاف سيحيل القضية إلى محكمة الجنايات.
وكانت آخر عملية اختطاف تعرضت لها طائرة تابعة لمصر للطيران قبل 30 عاماً، حينما سيطر متطرفون على رحلة أثينا المتجهة إلى القاهرة، وأعادوا توجيهها إلى مالطا، وانتهى الحادث بسقوط 60 قتيلاً من إجمالي 90 راكباً، عندما أمطرت القوات المصرية الطائرة بوابل من النيران، وقامت بالاشتباك مع مختطفي الطائرة الذين بادلوا القوات المصرية القنابل اليدوية، ويقبع هؤلاء المتهمون بعملية الاختطاف حتى الآن في سجن نيقوسيا.
أرسل تعليقك