حذر خبير في شؤون الشرق الأوسط من أنَّ "داعش" أصبح قريبًا بما فيه الكفاية من قصر الرئيس السوري بشار الأسد، كاشفًا عن أنَّ التنظيم يسيطر على وسط دمشق من خلال الأنفاق.
وأكد الأستاذ المشارك في معهد "تشاتام هاوس" للدراسات والمتخصص في الدراسات الأمنية في جامعة إكستر، عمر عاشور، أنَّ "داعش" الآن على بُعد خمسة كيلومترات فقط من قصر الرئيس السوري بشار الأسد، لاسيما بعد غزو المتشددين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، الذي يضم أكثر من 18 ألف لاجئ يعيشون داخل جدرانه.
وأوضح عاشور أنَّ الوضع في دمشق الآن "حرج"، ويمكن أن تنفجر حرب طويلة في اليرموك، وهذا يتوقف على الخطوات المقبلة بين التنظيم المتطرف وقوات الرئيس الأسد.
وعرضت الحكومة السورية، في تحالف غير عادي، الدعم العسكري للمقاتلين الفلسطينيين الذين يقاتلون "داعش" من أجل طرد التنظيم من المخيم، حيث التقى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، مع وفد من منظمة التحرير الفلسطينية هذا الأسبوع.
وصرَّح المقداد بعد الاجتماع بأنَّ سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية عازمان على مكافحة التطرف، الذي وصل المخيمات الفلسطينية في سورية، لا سيما اليرموك.
وأفاد ناشطون سوريون بأنَّ القوات الحكومية السورية بدأت بالفعل "دون تمييز" قصف مخيم اللاجئين والمناطق المجاورة ردًا على غزو "داعش" الذي اخترق المخيم بمساندة مسلحين من "جبهة النصر" التابعة لـ"القاعدة" وغيرها من الجماعات المتشددة التي تسيطر على أجزاء من المخيم المحاصر منذ عامين.
ويعتقد الخبير عاشور أنَّ هناك حربًا طويلة ستندلع بين الجماعات المتطرفة والقوات الحكومية من أجل السيطرة على اليرموك، وحذر من أنه إذا ركز تنظيم "داعش" على الدخول وسط دمشق، فإنه سيشكل تهديدًا خطيرًا للغاية.
وأضاف "إذا لم يتوقف القتال في الأيام القليلة المقبلة، سنكون على مشارف حرب استنزاف طويلة، وربما يرسل "داعش" التعزيزات، وأيضًا الجبهة الجنوبية وبعض الجماعات هناك يمكن أن تشترك وبذلك تكون الحرب واسعة النطاق".
واستطرد "هناك سلسلة من المحلات التجارية والشوارع تبعد عن وسط دمشق ببضعة أميال فقط، فإذا حفر تنظيم "داعش" نفقًا طويلًا سيصلون إلى هناك دون مشكلة".
وبيَّن كبير المراسلين الدوليين لصحيفة "الرأي" الكويتية، إيليا جمانيير، أنَّ الحكومة السوررية تواجه التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" بقذف بعض المواقع في اليرموك وأكد أن الأسد ليس سعيدًا بوجود "داعش" جنوب دمشق ولأنهم بذلك على بُعد كيلومترات من وسط المدينة.
وتابع جمانيير "يمتد الجيش السوري بالفعل في كل مكان في سورية؛ لكنه لا يرغب في فتح جبهة جديدة أخرى، ولذلك فإنَّ التعاون بين جميع الفصائل الفلسطينية والجيش السوري ضروري لهزيمة "داعش" و"جبهة النصرة" في المخيم؛ لأن الوضع خطير للجميع".
وشدَّد على أنَّ التحالف الدائم بين تنظيم "داعش" وجماعة "جبهة النصرة" داخل أسوار المخيم من شأنه أن يشكل خطرًا جسيمًا على الأسد، ولكنه يعتقد بأن هذه النتيجة مستبعدة جدًا هذه الفترة.
أرسل تعليقك