أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، في قاعة الشعب الكبرى في بكين محادثات مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كا تشيانغ، في حضور الوفد المصري المرافق له.
وأعرب السيسي، عن إعجابه بالصين وشعبها وما حققوه من نهضة، وعن تطلعه لوضع العلاقات المصرية الصينية في المكانة التي تستحقها خاصة بعد التوقيع على وثيقة رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأشاد كا تشيانغ بالتقدم الذي تحرزه مصر بقيادة الرئيس السيسي من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار، معبّرًا عن سعادته برغبة الرئيس السيسي في تعزيز العلاقات مع الصين.
وأعلن السفير يوسف، أن البيان المشترك الذي وقعه الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ في ختام مباحثاتهما مساء الثلاثاء، بشأن إقامة "علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين ينظم كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما بعد ترفيع العلاقات بينهما إلى هذا المستوى المتقدم، ويشمل البيان المجالات التالية:
1- المجال السياسي:
يتمسك البلدان بثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة ويعملان معًا لتحقيق المصالح المشتركة. كما يكثفان الزيارات المتبادلة ويواصلان التشاور في إطار آلية الحوار السياسي بين وزارتي الخارحية. ويؤكد الجانبان على أهمية تأييد المصالح الحيوية ومراعاة الشواغل الخاصة بكل منهما، ويحترم كل منهما الشؤون الداخلية للآخر ويؤيد حقه في تحقيق مصالحه والحفاظ على أمنه القومي بكافة أبعاده ووحدة وسلامة أراضيه.
2- المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية:
اتفق الجانبان على تحقيق المنفعة المتبادلة وتفعيل دور اللجنة الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين. وتعرب مصر عن دعمها لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير البري والبحري. كما يدعم الجانب الصيني خطط الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد، بما في ذلك المشاريع القومية الكبرى التي تنفذها، وترحب الصين وتدعم جهود مصر لعقد المؤتمر الاقتصادي في آذار/مارس 2015. ويعمل البلدان معًا في إطار التعاون الثلاثي سواء مع الدول العربية أو لصالح أفريقيا.
3- المجالات العسكرية والأمنية
اتفق البلدان على تبادل الزيارات بين القوات المسلحة في البلدين، وتحقيق التواصل بين مختلف الكليات والمعاهد العسكرية، وتفعيل دور اللجنة المصرية الصينية للتعاون في الشؤون الدفاعية. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة التطرف والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والجرائم الإلكترونية. ويدين البلدان التطرف ويرفضان ربطه بدين معين أو عرق محدد كما يرفضان المعايير المزدوجة في مكافحة التطرف.
4- المجالات الثقافية والإنسانية:
اتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الثقافية واعتبار عام 2016 عامًا للثقافة المصرية في الصين وللثقافة الصينية في مصر، ويحرص البلدان على إنشاء آلية اللجنة الثقافية المشتركة بين البلدين، ودعم التواصل بين الجامعات والمعاهد المختلفة، والمراكز الثقافية المصرية والصينية، ولاسيما معاهد كونفشيوس، والتعويل على دورها لدعم التواصل الثقافي والتعليمي بين البلدين. كما يواصل الجانبان التعاون في مجال السياحة، ويدعم الجانب الصيني الجهود المصرية الرامية لاستعادة النشاط السياحي إلى مصر ويشجع السائحين الصينيين على زيارتها. كما يشجع الجانبان توقيع اتفاقيات التوأمة بين المحافظات والمدن المصرية والصينية.
5- مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء:
اتفق الجانبان على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمعامل ومراكز الأبحاث المصرية والصينية. واتفق الجانبان على تطوير التعاون فيما بينهما في مجال الفضاء والاتصالات والاستشعار عن بعد.
6- الشؤون الإقليمية والدولية:
أكد البلدان على التزامهما بتطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وكذا رفض تسييس قضايا حقوق الإنسان. وتدعم الدولتان جهود إصلاح منظومة الأمم المتحدة وإعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول النامية. واتفق الجانبان على التنسيق في المحافل الدولية السياسية والاقتصادية، وتعزيز تعاون الجنوب – الجنوب.
كما أكد الجانبان تعزيز التواصل والتنسيق في مجالات الأمن الغذائي والتغير المناخي وأمن الطاقة.
وثمن الجانب الصيني، دور مصر الهام والمحوري في تسوية قضايا الشرق الأوسط، ولاسيما القضية الفلسطينية، مدركًا أن تسوية تلك القضية ستساهم في تحقيق الاستقرار في العالم بأسره وليس فقط في المنطقة. كما يدعم الجانب الصيني جهود مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
ويقدر الجانبان دور منتدى التعاون العربي الصيني، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ويعتزمان مواصلة العمل لتطويرهما بما يخدم التعاون بين الصين والدول العربية والأفريقية ويحقق التنمية المشتركة.
ويقدر الجانب الصيني دور مصر الإيجابي في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تتولى مصر رئاستها الدورية حاليًا وتعمل على تطويرها والحفاظ على مصالح الدول الإسلامية وتحرص على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول الإسلامية.
أرسل تعليقك