حفر الباطن - رياض أحمد
اختتمت في "حفر الباطن "بعد نحو ١٥ يوماً من التدريبات الضخمة، أكبر مناورات عسكرية أجرتها القوات المسلحة للمرة الأولى في تاريخها في حضور كبير من دول الخليج وأميركا وبريطانيا وفرنسا وظهرت في هذه المناورات التي سميت "سيف عبدالله" أسلحة متطورة، ومنها «رياح الشرق» وصواريخ استراتيجية متعددة، إضافة إلى عشرات الدبابات التي دخلت حديثاً مجال الخدمة.
وقد رعى ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمس الثلثاء حفل اختتام مناورات «سيف عبدالله»، وافتتح مشروع مدينة الملك خالد العسكرية التي تشتمل على 800 وحدة سكنية نفذت على مساحة مليون متر مربع، وتم تصميمها بشكل يراعي نمط وأسلوب حياة المواطن السعودي. وحضر فعاليات التمرين كل من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ خالد الجراح الصباح، وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول رحيل شريف، والأمين العام لوزارة الدفاع بعُمان محمد الراسبي. وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله وضيوفه إلى مقر التمرين كل من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ونائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة الفريق أول ركن حسين القبيل، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن البنيان وقادة أفرع القوات المسلحة. وألقى رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة، كلمة بهذه المناسبة، ثم قدّم رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء ركن محمد الغامدي إيجازاً عن التمرين، بعد ذلك أطلق ولي العهد شارة بدء التمرين.
و شاهد ولي العهد والحضور التمرين المشترك «سيف عبدالله» الذي يقام لأول مرة على ثلاثة مسارح عمليات مختلفة التضاريس والحرارة في ميادين القيادات العسكرية الشمالية والشرقية والجنوبية، وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد في الرياض، وتابع ولي العهد والحضور تطبيق التمرين، إضافة إلى مشاهدتهم تلفزيونياً التمرين في كل من المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية، بمشاركة عدد كبير من الطائرات والسفن والمروحيات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها والمركبات القتالية والدبابات ومنظومات الصواريخ المضادة للطائرات. وتم التركيز خلال التمرين على تطوير القدرة الدفاعية ورفع الكفاءة القتالية للضباط وضباط الصف وجميع وحدات المناورة، وإسناد القتال من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع كل التهديدات وعمليات إدارة الأزمات.
ويعدّ مناورات «سيف عبدالله» الأكبر حجماً في تاريخ القوات المسلحة الذي أتاح الفرصة لمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية وأسلحة الدفاع الجوي أن تشارك في تمرين واحد ينفذ على عدة مراحل تكتيكية، بعد ذلك ودّع ولي العهد ضيوف اختتام مناورات «سيف عبدالله». وشاهد التمرين مع ولي العهد كل من الأمير فهد بن عبدالله، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، والأمير سطام بن سعود، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، والأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد مستشاره الخاص الأمير محمد بن سلمان، والأمير بندر بن سلمان، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني.
وفي ختام العرض أدى ولي العهد العرضة السعودية. بعد ذلك ألقيت قصيدتان للنقيب سلطان العتيبي، والرائد مشعل الحارثي.
كذلك اطلع ولي العهد الأمير خلال حضوره مأدبة الغداء التي أقامتها قيادة المنطقة الشمالية لمناسبة زيارته للمنطقة، على عرض لفيلم عن مشروع إسكان مدينة الملك خالد العسكرية، وفي ختام عرض الفيلم افتتح المشروع، ثم تسلم هدايا تذكارية من قائد المنطقة الشمالية اللواء ركن فهد المطير. عقب ذلك تناول والحضور مأدبة الغداء.
وفي المناسبة شدد رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة الفريق أول ركن حسين القبيل، في كلمة له لهذه المناسبة، على أن «تمرين سيف عبدالله يعد القوات المسلحة لحماية مقدساتنا ووحداتنا ومكاسبنا، ولا نهدف من ورائه إلى الاعتداء على أحد، فهذا ليس من سياسة حكومتنا التي لا تقبل ولا تساوم على أمنها، وتقطع كل يد تمتد للإيذاء بها». وأوضح أن «التمرين الذي ينفذ على مستوى القوات المسلحة، إضافة إلى مشاركة وحدات من وزارة الحرس الوطني، وعناصر من وزارة الداخلية، في كل من المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية في آن واحد يهدف إلى رفع مستوى التدريب، واختبار مدى جاهزية القوات المسلحة لردع أي عدوان يقع على أي من تلك الاتجاهات».
أما قائد المنطقة الشمالية اللواء ركن فهد المطير فقد أكد أن «تراب هذا الوطن سيظل بعون الله نقياً طيباً وطاهراً كما أراد له الله أن يكون، ولن يُمس شبر واحد منه بإذن الله، وأن هذا الشعب الوفي يقف وبكل مكوناته صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة، مؤمنين بحكمتها وقدرتها على السير به إلى المجد والعلا». ورحّب في كلمة له بهذه المناسبة، بالأمير سلمان بن عبدالعزيز، مشدداً على أن «جميع المشاركين أبلوا بلاءً حسناً، وجسدوا صورة المقاتل السعودي الشجاع المؤمن بربه ودينه ورسالته الخالدة، والواثق بقيادته الحكيمة»، مؤكداً أن «هذه القوات ما هي إلا رأس حربة لجيش الوطن الكبير».
أرسل تعليقك