اشتباكات عنيفة بين الأمن التونسي ومؤيدي أنصار الشريعة في حي التضامن
آخر تحديث GMT17:23:04
 العرب اليوم -

بعد مرواغة السلفيين للحكومة وإعلان تنظيم مؤتمرهم في العاصمة

اشتباكات عنيفة بين الأمن التونسي ومؤيدي "أنصار الشريعة" في حي التضامن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اشتباكات عنيفة بين الأمن التونسي ومؤيدي "أنصار الشريعة" في حي التضامن

اشتباكات بين قوات الأمن التونسي وأنصار الشريعة

تونس ـ أزهار الجربوعي تشهد منطقة حي التضامن في العاصمة التونسية، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن و عناصر منضوية تحت لواء التيار السلفي، بعد أن قرر تيار "أنصار الشريعة" تغيير مكان عقد مؤتمره السنوي إلى العاصمة، فيما طالب السلفيون بإطلاق سراح المتحدث الرسمي باسم التيار، سيف الدين الرايس، الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية مساء السبت، لتهمة تهديد الإعلاميين بالقتل وإهدار دم رجال الأمن.
 وقد استعملت الوحدات الأمنية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، في محاولة لتفريق هذه المجموعات، ولا تزال الاشتبكات متواصلة في عمليات كر وفر متواصلة، حتى هذه اللحظة.
ويعيش حي تضامن حالة من الرعب والفزع، بعد حرق مركز الحرس الوطني، مما أدى إلى انفلات أمني ودوي كثيف لإطلاق الرصاص، في الوقت الذي حشدت فيه مجموعات من تيار "أنصار الشريعية" أنصارها في المنطقة، لعقد اجتماع غير مرخص له من قبل وزارة الداخلية، التي قررت حظر الأنشطة الدعوية والتجمعات السلفية من دون الحصول على إذن قانوني مسبق، وهو ما استدعى تدخل وحدات الأمن لتفريقهم باستعمال كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع .
ودعا السلفيون المحتجون إلى إطلاق سراح المتحدث الرسمي لتيار "انصار الشريعة" سيف الدين الرايس، الذي تم اعتقاله، مساء السبت في مدينة القيروان وسط البلاد، لتهمة التحريض على القتل وإهدار دم الاعلاميين ورجال الأمن، فيما اعتقلت أجهزة الأمن 4 عناصر، قالت إنهم من المتشددين دينيًا مطلوبين في قضايا حق عام منها استهلاك المخدرات.
وقال الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومـة نور الدين البحيري، أن ملتقى "أنصار الشريعة" لن ينعقــد نظرًا لمخالفته للقانون، ولن نسمح بعقد المؤتمر ليس من أجل الرغبـة في رفض طرف معين أو جهـة معينـة، وإنما من أجل أن تكون تونس للجميع، ولقد اخترنا تطبيق القانون على الجميع، وكل من سيتجرؤ على المس من أمن الدولـة سيُعاقب.
واعتبر البحيري هذا التجمع السلفي الضخم "غير قانوني ويهدد أمن الناس ومصالحهم، كونه لا يخضع لشروط احترام القانون، وأنه ملتقى جاء لفرض نوع من التسلط وإجبار الدولـة على الخضوع ".
وأكد مصدر تونسي، في وقت سابق الأحد، في تصريح خاص لـ"العرب اليوم"، أن تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي قرر تغيير مكان عقد مؤتمره السنوي إلى ضاحية حي التضامن في العاصمة، بعد أن كان مقررًا في مدينة القيروان وسط البلاد (300 كم جنوب العاصمة تونس)، وتأتي هذه الخطوة ردًا على التجييش الأمني المرافق لقرار وزارة الداخلية بمنع انعقاد ملتقى "الشريعة" بدعوى عدم الحصول على إذن قانوني.
وأفاد المصدر نفسه، أن تيار "أنصار الشريعة" وجه دعوة لأنصاره بالعودة إلى العاصمة، حيث من المنتظر أن يعقد مؤتمره السنوي الثالث في ضاحية حي التضامن، أحد أكبر معاقل التيار السلفي في تونس، بعد أن رفعت الحكومة حالة الاستنفار الأمني في مدينة القيروان إلى درجاته القصوى، رافقته حواجز أمنية وحملات تفتيش وإيقاف واسعة، تم خلالها مصادرة المئات من رايات التوحيد الجهادية واعتقال العشرات، ممن قالت أجهزة الأمن إنهم "متشددون دينيا" .
وأفاد مصدر أمني، أن محافظة القيروان تشهد في هذه اللحظات انتشار أكثر من 12 ألف رجل أمن تونسي بين شرطة وحرس وطني ووحدات مكافحة الارهاب المختصة، تحت  إشراف قيادات أمنية عليا.
وصرح رئيس الحكومة التونسية، علي العريض، الذي يزور قطر خلال هذه الفترة، أن تنظيم "أنصار الشريعة" غير قانوني، وأنه يمارس العنف وله علاقة بالإرهاب، وأن الدولة لن تسمح بعقد مؤتمر "أنصار الشريعة" في القيروان، الأحد، وأن الإصرار على عقده فيه يُعتبر، تعدّ صارخ على مؤسسات الدولة.
ونفت وزارة الداخلية ما تردد بشأن تفاوضها مع قيادات التيار السلفي، وأكدت تمسكها بقرارها القاضي بمنع مؤتمر "أنصار الشريعة"، مشيرة إلى أنّها لم تتفاوض مع أيّ جهة كانت، وأنّ كلّ التصريحات في وسائل الإعلام لا تلزم إلاّ أصحابها، ما لم تكن صادرة عنها، وأنّها ملتزمة بالحيادية وتطبيق القانون.
واعتبر مراقبون أن "أنصار الشريعة" نجح في مراوغة وزارة الداخلية، وسحبوا البساط من الحكومة التي جيّشت قواتها الأمنية في القيروان لمنع أكبر تجمع جماهيري لأنصار التيار السلفي الجهادي والدعوي في البلاد، الذي كان يتوقع أن يبلغ عدد المشاركين فيه 40 ألف شخص، في حين حذروا من دخول تونس في سيناريو عنف متجدد، قد يُعيد إحكام القبضة الأمنية على البلاد، التي كانت سلاح نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وسر بقائه في السلطة طيلة 23 عامًا، وأن حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة انخرطت في لعبة "الإرهاب الدولية" حتى تنال رضا الأنظمة الغربية، وهو ما يفسر التقارب الحاصل بين إسلاميي تونس وفرنسا، التي قاطعتهم فور وصولهم إلى الحكم، في حين يذهب شق آخر، إلى أن التيار السلفي في البلاد يُشكل امتدادًا لتنظيم "القاعدة" المحظور دوليًا، والمتهم بالإرهاب، معربين عن خشيتهم من إعادة استنساخ وتشكيل سيناريوهات "الصوملة" و"حرب العشرية السوداء الجزائرية" في تونس.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباكات عنيفة بين الأمن التونسي ومؤيدي أنصار الشريعة في حي التضامن اشتباكات عنيفة بين الأمن التونسي ومؤيدي أنصار الشريعة في حي التضامن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab