بغداد – نهال قباني
كشفت قيادة العمليات المشتركة، تفاصيل الهجوم المسلّح الذي وقع مساء الخميس وسط مدينة كركوك، فيما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، عزم حكومته محاربة الفساد، وبيّنت خلية الإعلام الحربي أن "الفوج التابع إلى جهاز مكافحة الإرهاب المتواجد في حي الشورجة في كركوك بيّن أنّ مسلحًا قام بإطلاق صاروخ على بناية ترابط بالقرب منها دورية الفوج أعلاه"، مشيرة إلى أنّه "لا توجد أضرار سواء في البناية ولا عجلة الدورية كوّن الصاروخ سقط على بعد 150 متراً من المكان ولاذ الجاني بالفرار".
وزعمت وسائل الإعلام الكردية، اندلاع اشتباكات مسلحة، مساء الخميس، بين مسلحين مجهولين وعناصر من مكافحة الإرهاب في حي الشورجة وسط مدينة كركوك، كما زعمت أنّ الهجوم أسفر عن احتراق عربة عسكرية من نوع همر، وأكّد رئيس الوزراء حيدر العبادي، عزم حكومته محاربة الفساد.
وأكّد العبادي في كلمته بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، أنّه "نعاهد أبناء شعبنا بأننا سننتصر في حربنا ضد الفساد كما انتصرنا في حربنا ضد التطرف ، وسنفي بكل عهد قطعناه، وسنحقق طموحاتكم بتعاوننا معا وبنفس الروح والاندفاع التي مضينا بها خلال عمليات التحرير والنصر وتوحيد البلد"، مشيرًا إلى أنّه "اليوم يجب أن نكون مع الحسين (ع) سلوكاً وعملاً وصدقاً وتضحية وليس شعاراً ومظهراً، ويجب أن تنسجم الشعارات مع العمل، فثورة الإمام الحسين هي ثورة لتحرير الإنسان والأرض من العبودية وثورة لإصلاح الأوضاع الخاطئة وتصحيح المسارات المنحرفة"، وبيّن أنّه "وبهذا الفهم نستلهم من ثورة الإمام الحسين (ع)الثبات على المبدأ والدفاع حتى النصر أو الشهادة في سوح القتال والتحرير، والسير بمسيرة الإصلاح وبناء الإنسان والوطن بالشكل الصحيح الذي نحفظ به حقوق الجميع ونحكم بالعدل والمساواة ونحمي ثروة البلاد من أيدي العابثين والمفسدين ".
وتابع العبادي "أسأل الله جلت قدرته أن يمكننا من إكمال مشوار النصر على العدو وإنجاز مهمة التحرير ليكتمل النصر الكبير ويعود كل مهجر ونازح لمدينته وبيته وننتصر على الفاسدين وأدواتهم ونكسر شوكتهم ونودعهم السجون التي يستحقونها، وأجدد الدعوة لقواتنا الأمنية الغيورة بالاستمرار بنجاحها في حماية الزائرين في المدن كافة وفي طريق العودة، سلاما على ارض العراق التي اتسعت لملايين المُعزين السائرين نحو كربلاء الفداء والتضحية من مدن العراق ومن جميع دول العالم لإحياء ذكرى أربعينية أبي الشهداء الإمام الحسين عليه السلام واهل بيته وصحبه الشهداء الكرام"، واستطرد بالقول "سلاما على تلك الدماء التي نزفت بأرض الطف وانبتت أجيالا من المؤمنين الصادقين المضحين ، سلاما على أكفّ العراقيين الكريمة الممدودة بالعطاء المنقطع النظير، سلاما على مشهدك المضيء ورايتك العالية سيدي أبا الأحرار التي تهوي إليها قلوب المؤمنين، في ذكرى أربعينيتك الخالدة".
وخاطب العبادي الزائرين "ها انتم ترسمون كل يوم لوحة فخر ونصر جديدة وتقدمون للعالم بأسره صورة ناصعة عن حقيقة بلدكم الذي يشهد اكبر تظاهرة بشرية آمنة على طول آلاف الكيلومترات وعن شعبكم الذي يقاتل وينتصر وتتواصل الحياة في مدنه الآمنة"، ونوه إلى أن "هذا الإقبال والاندفاع الفريد نحو كربلاء لدليل على أن قضية الإمام الحسين ع هي قضية إنسانية وليست محصورة بدين أو طائفة ، لكن ما يدعونا للفخر والاعتزاز أن ميدانها هو ارض العراق التي كانت على مرّ التأريخ وماتزال مصنعا للنصر والشهادة ومضمارا يتسابق عليه الأبطال ومنطلقا للإصلاح ومقارعة الطغاة والفاسدين".
وأضاف العبادي "أربعون يوما تتجدد عبر العصور وحناجر لا تهدأ ودموع لا تكف وسيرة تتجدد أبداً وتلهمنا العزم والإصرار على مواصلة الدرب الذي سار عليه الحسين وأصحابه، درب العمل المقرون بالصدق ودرب الأقدام الموصول بالتضحية ودرب السير بلا خوف نحو احدى الحسنَيين النصر أو الشهادة ، وقد نالهما الأمام الحسين معا، فهو سيد شباب أهل الجنة ببشارة جده النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المنتصر الحي الذي تعيش ذكراه وترتفع رايته في كل زمان ومكان"، وشدد على أن "أكبر مصداق لانسجام النوايا مع العمل هو ما يسطره مقاتلونا الأبطال في عمليات تحرير الأراضي والمدن العراقية والتي نجحت طيلة ثلاثة أعوام في الحاق الهزيمة بعدو ارتدى ثوب الإسلام كذبا وزوراً، فتحية للأبطال المحررين الذي رفعوا راية العراق في ابعد نقطة حدودية واذهلوا العالم بهذه الشجاعة وبصور التضحية وبتسابق الشيب مع الشباب من اجل الدفاع والاستشهاد والنصر ، وتحية لأرواح الشهداء وللجرحى ولعوائلهم الكريمة"، وأشار إلى أن "3 سنوات من التلاحم البطولي الفريد كانت فيه الوحدة بين أبناء الشعب سلاحنا الأمضى والأقوى، ثلاث سنوات نحن في أيامها الأخيرة لنعلن النصر النهائي الكبير بتحرير كامل الأرض العراقية والوفاء بالعهد، أن مسيرة التحرير العراقية ستبقى خالدة في التأريخ فقد توحدت كلمتنا من كل محافظات العراق وتوجهنا بقلب واحد ويد واحدة لإنقاذ أهلنا في المحافظات التي احتلتها داعش في غفلة من الزمن".
وأفاد العبادي بأنّه "لقد انتصرت ثورة الإمام الحسين بالشهداء والثبات على المبدأ، وانتصر العراق بالشهداء والمضحين من كل الأعمار سواء الذين قاتلوا العدو وجها لوجه أو الذين استشهدوا وهم يواجهون الإرهاب الذي اعتدى على المدنيين الآمنين في الأسواق والجامعات والمساجد والحسينيات"، ونوه إلى أن "الزائرين يتوجهون مشياً على الأقدام متحدين الإرهاب الذي يتربص بهم لولا شجاعة الأبطال من قواتنا الأمنية الذين يؤدون دوراً بطوليا في حماية المواطنين إضافة إلى دورهم القتالي في مواجهة العدو الداعشي المهزوم"، وقدم العبادي "مع اقتراب مراسم ذكرى إحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام من ذروتها أتقدم بخالص العزاء لشعبنا العراقي الكريم ولامتنا الإسلامية وللعالم اجمع، كما اعزّي مراجعنا العظام وعلى رأسهم سماحة السيد السيستاني حفظه الله"، وشدد على "الجهات والوزارات بتوجيهاتنا بضرورة بذل أقصى جهد لتأمين عودة الزائرين وتوفير وسائل النقل الكافية"، وختم كلمته بالقول "نسأل الله أن يحفظ العراق ووحدته ووحدة شعبه وان نبدأ معا عهداً جديداً من الأخوة والسلام والبناء ونعمر مدننا التي خربتها الأيادي المتطرفة "
أرسل تعليقك