عناصر من الجيش اللبناني
بيروت – جورج شاهين
أحكم الجيش اللبناني مساء الاثنين قبضته على مجمع الشيخ السلفي أحمد الأسير في عبرا بعدما تمكن من الفرار ومعه الفنان المعتزل فضل شاكر وعدد من معاونيه إلى جهة مجهولة بقيت لغزا ذلك أن إعلان المستشار السياسي للجيش السوري الحر السيد بسام الدادا أن الأسير بات في عهدة الجيش السوري الحر في مكان
آمن وهو يستعد لـ "إعلان الجيش اللبناني الحر" لم يأخذه أحد على محمل الجد.
وأعلن مدير العمليات في الصليب الأحمر جورج كتانة عن "جرح 94 شخصا في صيدا الاثنين بخلاف القتلى ونحن في انتظار مسار آمن في عبرا لنخلي الجثث."
فيما دان ورفض رؤساء الحكومات السابقون "أي اعتداء على الجيش اللبناني وأي مؤسسة رسمية من أي جهة أتت لأن الجيش سياج الوطن ودرع حمايته في وجه محاولات ضرب صورة وحضور لبنان واستقلاله وسيادته"، مؤكدين "التمسك بالدولة ومؤسساتها ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها المؤسسات العسكرية والامنية".ووجه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمرا الاثنين إلى العسكريين بمناسبة الظروف الراهنة
وأحكم الجيش اللبناني مساء الاثنين قبضته على مجمع الشيخ السلفي أحمد الأسير في عبرا بعدما تمكن من الفرار ومعه الفنان المعتزل فضل شاكر وعدد من معاونيه إلى جهة مجهولة بقيت لغزا ذلك أن إعلان المستشار السياسي للجيش السوري الحر السيد بسام الدادا أن الأسير بات في عهدة الجيش السوري الحر في مكان آمن وهو يستعد لـ "إعلان الجيش اللبناني الحر" لم يأخذه أحد على محمل الجد.
وقد أثار الاستغراب في بيروت لكون الإعلان تزامن مع أنباء عن بقاء الأسير في مكان قريب من مجمعه وهو لم يتمكن بعد من الفرار بعيدا عن المنطقة.
وعلم "العرب اليوم" أن عدد شهداء الجيش ارتفع إلى 21 شهيدا بعدما انتشل الصليب الأحمر اللبناني خمسة شهداء جدد من أرض المعركة، كما سقط ما يزيد على ستين قتيلا من أنصار الأسير معظمهم من داخل مجمع الأسير، حيث عثر على ما يزيد على 24 قتيلا توزعوا في باحاته.
وقال مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني أن فرقه نقلت 94 جريحاً مدنياً من منطقة الاشتباكات حتى الساحة السابعة والربع من مساء الاثنين بالتوقيت المحلي.
تزامنا بقيت تسمع رشقات نارية من وقت لآخر في محيط مجمع الأسير أثناء قيام الجيش بعملية تمشيط للمنطقة في ما علا الدخان من إحدى زوايا المجمع بعدما اشتعلت النيران في مخزن للذخيرة فيه.
دان ورفض رؤساء الحكومات السابقون "أي اعتداء على الجيش اللبناني وأي مؤسسة رسمية من أي جهة أتت لأن الجيش سياج الوطن ودرع حمايته في وجه محاولات ضرب صورة وحضور لبنان واستقلاله وسيادته"، مؤكدين "التمسك بالدولة ومؤسساتها ووحدة هذه المؤسسات وفي طليعتها المؤسسات العسكرية والامنية".
وفي بيان لهم بعد اجتماع في السراي الحكومي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، رفض المجتمعون "المحاولات المتكررة والفاشلة لوضع الجيش بمواجهة المسلمين السنة وتصويرهم بأنهم جماعة رافضة للدولة"، مناشدين "أهلنا الانتباه للذي ينصب لهم وللجيش وللوطن لتقع الواقعة بينهم وبين الجيش"، معلنين "التضامن مع من يشعر أن القانون يطبق عليهم دون الآخرين"، مناشدين إياهم في المقابل "للدفع لتطبيق القانون على اللبنانيين جميعهم بالتساوي"، طالبين من "الجيش والقوى الأمنية القيام بمهامها بشكل عادل وشامل".
وشددوا، بحسب البيان الذي تلاه ميقاتي، على "ضرورة تنفيذ خطة أمنية في صيدا تعمل على منع المظاهر المسلحة بحيث تطال المربعات الأمنية والشقق الأمنية كلها، واعتقال المعتدين على الجيش وإحالتهم على القضاء لمحاكتمهم وإجراء تحقيق بشأن ما أدى للاشتباكات الأخيرة، والتعويض على المتضررين"، مؤكدين "التمسك بالعيش المشترك المسيحي الإسلامي"، مناشدين أهلنا في لبنان كله وخصوصا في طرابلس "المحاذرة من الوقوع في الفتنة".
وشدد المجتمعون على "ضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس والالتزام بإعلان بعبدا والحفاظ على سيادة وكرامة لبنان واللبنانيين وعدم إدخالهم في الصراعات الإقليمية أو الدولية"، مؤكدين "ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت خصوصاً في هذه الظروف الصعبة".
وتوجه المجتمعون بالتعزية الى اللبنانيين وشهداء الجيش والمواطنين العزل من أبناء صيدا وسائر الشهداء الذين سقطوا في المناطق، آملين شفاء الجرحى بأسرع وقت.
وقالت مصادر أمنية إن شقيق فضل شاكر قتل في المعارك على محور تعمير عين الحلوة.كما قتل أحد المسؤولين العسكريين لجماعة الشيخ أحمد الأسير ويدعى أبو عبد شمندور خلال المواجهات التي جرت مع الجيش اللبناني في منطقة عبرا ، شرق صيدا. وتمت السيطرة على المنازل والمراكز التي كان يشغلها ومصادرة كميات من الأسلحة والأعتدة وبزات وأعلام "لجبهة النصرة".
كما تم اعتقال ستة عناصر من مسلحي الأسير في منطقة التعمير بينهم نجل أبو عبد شمندور الذي كان متخفياً بلباس امرأة منقبة واستسلم أكثر من 30 عنصرا للأسير للجيش اللبناني في محيط مجمع عبرا.
وأدت المواجهات التي دارت في منطقة التعمير بين الجيش ومسلحي "جند الشام" و"فتح الاسلام" إلى احتراق عدد من المنازل والسيارات وتضرر شبكات المياه والكهرباء، فضلا عن جرح العديد من المدنيين من ابناء المنطقة.
وإيذاناً بانتهاء العملية العسكرية الكبرى وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم إلى العسكريين لمناسبة الظروف الراهنة وجاء فيه "لقد مر لبنان في الساعات الأخيرة بمرحلة صعبة وحساسة، وتمكن بفضل جهود الجيش اللبناني وتضحياته من احتوائها، إن الضباط والعسكريين الذين استشهدوا والجرحى الذين أصيبوا إنما بذلوا دماءهم من أجل سلامة الوطن ودفاعاً عن وحدته.
لقد أنجزتم مهمة صعبة ودقيقة، وخرجتم منها ورؤوسكم مرفوعة، لأنكم أنقذتم بلدكم من الفتنة، في وقت كان الجيش يتعرض لحملة سياسية تستهدفه وتضعه في خانة هذا الطرف أو ذاك، وتحاول حماية المعتدين عليه. لقد برهنتم، وعيون الدول العربية والغربية تتطلع إليكم، إن الجيش وحدة متماسكة وانه لم يتعرض لطائفة ولا لدور عبادة ولا لأي رجل دين، وهو ليس مع فريق ضد آخر ولا مع طائفة دون أخرى. بل هو ردّ على مجموعة مسلحة اعتدت عليه عن سابق تصور وتصميم، بعدما حذر مراراً انه سيرد على النار بالنار.
إن الجيش جيش وطني ولا يفرق بين طائفة وأخرى ومذهب وآخر، وهو للبنانيين جميعهم، ويسمو باحتضانهم له وحريص على علاقته مع الطوائف والقوى السياسية كافة على حد سواء شرط احترامها القانون والحفاظ على المؤسسات.
إننا نتوجه إلى أهلنا في طرابلس والبقاع وبيروت وجبل لبنان والجنوب بالتعزية باستشهاد أبناء الجيش اللبناني، وندعوهم إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب جيشهم بدل تحويل مناطق لبنان بؤر مسلحة، مؤكدين لهم أننا لن نسكت عن استهدافنا. لكننا جاهزون لكل مبادرة طيبة تريد الحوار والعمل على حل المشاكل الأمنية أينما تقع واستيعاب محاولات البعض إشعال الشارع ونقل الفتنة من منطقة إلى أخرى.
ونقول للقوى السياسية كلها على اختلافها، أن وقوفكم إلى جانب الجيش اللبناني يجب أن يكون معبراً من أجل توطيد السلم الأهلي في المناطق اللبنانية كافة والتغطية لأي مخل بالأمن تساهم في توسيع رقعة المشاكل وتدخل لبنان في متاهة طائفية ومذهبية لا خلاص منها.
وختم قهوجي بالقول "إن وطننا يمر بمرحلة صعبة والحل لا يكون باستهداف الجيش بل بقيام القوى السياسية كلها بسحب ذرائع التفجير والتنسيق مع الجيش من أجل استتباب الأمن وإنقاذ لبنان".
وفي ترددات الأزمة بقيت أصوات الرشقات النارية تسمع متقطعة في مناطق عدة من طرابلس حيث اشتبك الجيش مع مجموعات مسلحة حاولت قطع الطرق ومن بينها اشتباك في شارع سورية انتهى إلى إصابة مسلحين وجندي لبناني بعدما فشل المسلحون من قطع طريقي طرابلاس – عكار والميناء.
وفي ظل هذه العمليات العسكرية المتنقلة تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاً هاتفياً بعد ظهر الاثنين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن فيه تأييده للخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لمنع الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار، ومشدداً على أن الفصائل الفلسطينية لا تقبل على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا ضد الدولة اللبنانية في التدابير الأمنية التي تتخذها.
واستقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بعد ظهر الاثنين السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي وتم عرض الأوضاع والتطورات. وفي إثر اللقاء وزعت السفارة الأميركية بيانا قالت فيه إن البحث تناول العلاقات الثنائية والوضع السياسي والأمني في لبنان.
وأعربت السفيرة كونيلي في اللقاء عن "إدانة الولايات المتحدة القوي للاشتباكات العنيفة في صيدا ونقلت تعاطف بلادها العميق وتعازيه لمقتل وإصابة أفراد الجيش اللبناني والمدنيين الأبرياء."
ودعت الأطراف كافة إلى ممارسة ضبط النفس واحترام استقرار لبنان وأمنه وكذلك سلامة المدنيين. وأثنت على جهود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في العمل مع القادة السياسيين للحفاظ على السلام والاستقرار، وأكدت التزام الولايات المتحدة بمواصلة تقديم التدريب والمعدات لمساعدة القوى الأمنية في دورهم الحاسم للحفاظ على وحدة لبنان.
وكررت السفيرة كونيلي موقف الولايات المتحدة أنّ تشكيل الحكومة هوعملية لبنانية وأن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته وتعزز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله في حين الوفاء بالتزاماتها الدولية.
وجددت السفيرة التزام الولايات المتحدة الأميركية في لبنان مستقر وسيد ومستقل.
وأصدر رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، الإثنين، مذكرة إدارية حملت الرقم 182013 جاء في نصها، "يعلن الحداد العام على أرواح الشهداء الضحايا من العسكريين، الذين سقطوا نتيجة للاعتداءات على جيشنا الوطني في مدينة صيدا – منطقة عبرا، لذلك يتوقف العمل لمدة ساعة إعتبارًا من الساعة الثانية عشرة وحتى الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء، على كل الأراضي اللبنانية، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون هذه المدة (ساعة واحدة)، بما يتناسب مع هذه الأحداث الأليمة، وعلى أن يقف اللبنانيون لمدّة خمس دقائق من الساعة الواحدة ظهرًا، حيثما وُجدوا، استنكارًا لهذه الاعتداءات، وتعبيرًا لبنانيًا ووطنيًا شاملاً وتضامنًا مع الجيش الوطني وعائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم".
وأكد مصدر عسكري رفيع، وأوضح المصدر، أن "ما جرى لم يعد فتنة، لأن الفتنة تكون بين فئة وفئة أخرى، بل هو اعتداء على الدولة والجيش، ويجب حسم الوضع سريعًا لكي لا تصبح صيدا بؤرة مفتوحة، ويدخل الجيش عندئذٍ في حرب استنزاف، وهذا هو الهدف الأساسي، لإشغاله عن ضبط الحدود ومنع سقوط الدولة وحماية المواطنين، وأن ما جرى يفرض الإسراع في تأليف حكومة إنقاذ وطني، يتمثل فيها الجميع لمواكبة المرحلة ومواجهة التحديات".
وعمل الجيش اللبناني خلال ساعات الليل على إعادة فتح جميع الطرقات التي كانت قد أغلقت الأحد،احتجاجًا على ما جرى في منطقة صيدا، ولا سيما في البقاع والطريق الدولي نحو الجنوب، الذي لا يزال يتعرض لرصاص القنص من مجموعات مسلحة تتمكرز على سطوح المباني المشرفة على طريق الجنوب، كما فتحت الطرق في بر الياس - المصنع، وطريق قب الياس - عميق، طريق شتورا - سعدنايل- وطريق الفرزل، وبدا أن الوضع في البقاع الأوسط مستقرًا.
وفي طرابلس، استمرت أجواء التوتر، وعمد بعض الشباب صباح الإثنين إلى قطع الطرق المؤدية إلى ساحة عبدالحميد كرامي، كما عمد البعض الآخر إلى قطع طريق طرابلس - عكار في البداوي، فيما انطلقت الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، وسط إجراءات أمنية في محيط مراكز الامتحانات، ما خلا في صيدا التي توقفت فيها الامتحانات وتحديدًا في مناطق الاشتباكات، كما منع المسلحون بالرشقات النارية الطلاب من الوصول إلى مراكز الامتحانات في طرابلس.
ولمناسبة التوتر المفاجئ، أعلنت مؤسسة "كهرباء لبنان"، في بيان، أنه "عند الساعة 14,45 من بعد ظهر الأحد الواقع فيه 23/ 6/ 2013، تعطل خَطَّا الزهراني - عرمون 220 ك.ف (الأساسي والرديف)، حيث من المرجح أن يكونا أصيبا خلال الأحداث الأمنية الجارية في صيدا وفق المعلومات الأولية، في ظل تعذر وصول الفرق الفنية للكشف ميدانيًا على الوضع، وأدى ذلك إلى انفصال معمل الزهراني بكامله عن الشبكة الكهربائية العامة، ثم انفصال باقي مجموعات الإنتاج عن الشبكة، وبالتالي انقطع التيار الكهربائي عن المناطق كلها بما فيها بيروت الإدارية.
وتعمل الفرق الفنية حاليًا على إعادة ربط المجموعات تدريجيا بالشبكة، وبالتالي إعادة الوضع إلى طبيعته في أقصى سرعة ممكنة، على أن يتم الكشف على الخطين المذكورين لتحديد أسباب تعطلهما فور استتباب الأوضاع الأمنية في صيدا بما يسمح بوصول الفرق الفنية إليهما".
وفور شيوع خبر استشهاد العسكريين في عبرا على يد مسلحين تابعين للأسير، بدأت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي صور للملازم أول الشهيد سامر طانيوس الذي استشهد الأحد بإطلاق النار عليه، كما نشرت صورة للشهيد الملازم أول المغوار جورج أبو صعب والجندي الشهيد نقولا الناشف، قبل أن تتطور الأحداث وتنتهي إلى استشهاد ضابط ثالث قرابة السابعة والنصف مساء الأحد بالتوقيت المحلي لبيروت.
كما حاول مسلحو الأسير استدراج الفلسطينيين المسلحين في المخيمات القريبة من صيدا فتجاوب معه مجموعة من مقاتلي فتح الإسلام فأطلقوا النار على حواجز الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة قبل أن تتدخل القيادات الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يستعد لزيارة بيروت قريبا لوقف أشكال التورط كلها في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وكان الشيخ الأسير قبل أن تختفي آثاره ويغادر مجمعه في مسجد بلال بن رباح قد أرسل من أمام المسجد عدداً من الرسائل عبر حسابه على تويتر قال فيها "إلى مناصرينا في المناطق كلها هبوا إلى نجدتنا، يتم قتلنا من حزب الله والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا"، وفي رسائل أخرى دعا "العسكريين السنة جميعهم في الجيش اللبناني إلى الانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه".
وقبيل اجتماع بعبدا، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أن الجيش دخل منطقة صيدا ووضع يده على مكان التواجد المسلح، ويقوم بالعمليات المطلوبة منه، وأن غالبية مخارج منطقة المربّع الأمني مطوّقة من الجيش، رافضًا الكشف عما إذا كان الأسير داخل المسجد أو هرب من صيدا.
وقال شربل، "إننا لم نعد بحاجة إلى غطاء سياسي لحسم ظاهرة الأسير، بعد أن سقط شهداء من الجيش، وبين 50 إلى 60 جريحًا مقابل لا شيء، وإن ما جرى الأحد غير مقبول أبدًا، ويدلّ على حقد تجاه الجيش اللبناني"، مذكرًا بحرب 1975 التي اندلعت من صيدا مع استشهاد معروف سعد، مشددًا على أن "القوى السياسية متضامنة كلها مع الجيش، وغالبية الطوائف أيضًا وإذا ضاع الجيش ضاع البلد"، داعيًا إلى التضامن والابتعاد عن الخطاب السياسي والتشنجات الطائفية، والوقوف إلى جانب الجيش ليقمع الفتن التي تطال الوطن.
وأكد وزير الداخلية، أن اجتماع بعبدا قبل ظهر الإثنين، هو لمؤازرة ودعم الجيش، وإن احتجنا إلى اجتماع لمجلس الوزراء فسيعقد، وعلى الجميع أن يبقوا مستعدين لتبقى الاجتماعات مفتوحة"، مضيفاأ أن "الجيش وضع يده على المنطقة حيث الوجود المسلح للأسير، ولا غطاء سياسيًا بعد سقوط شهداء الجيش، وكل القوى السياسية متضامنة مع الجيش اللبناني".
وبشأن إمكان إعلان صيدا منطقة عسكرية، قال وزير الداخلية، "إن الأمر بحاجة إلى درس، وإذا احتجنا ستبقى اجتماعات مجلس الوزراء مفتوحة 24 ساعة لتخليص البلد من هذه المشكلة"، مشددًا في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان - ضبيه"، على أن الجيش خط أحمر، ومن غير المسموح التطاول عليه، لأنه لكل لبنان وليس لفئة من دون أخرى، والدليل أن من استشهدوا هم من كل الطوائف.
وأكدت مصادر مطلعة، أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، اتصل بقيادة الجيش، مثنيًا على دورها، داعيًا إلى لجم المسلحين، وإعادة الاستقرار إلى مدينة صيدا، معتبرًا أن "الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها (حزب الله) من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب، ونشر البؤر الأمنية في الأحياء، لا يصح أن تشكل مبررًا للخروج على القانون، واللجوء إلى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني، أو أي قوى أمنية شرعية"، داعيًا المواطنين إلى "عدم الانجرار إلى أي ردود فعل سلبية، من شأنها أن تغطي ارتكابات الحزب، وتعطي المتضررين من بسط سلطة الدولة الفرصة لتحقيق مآربهم السياسية والأمنية".
ونبه الحريري من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا إلى مواجهة مع الدولة والجيش اللبناني، مشددًا على وجوب اتخاذ الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان، مضيفًا أن "الاستقرار والعيش المشترك في مدينة صيدا هما أمانة في أعناقنا جميعا نحذر من التفريط بهما ، وندعو إلى تضافر الجهود كلها في سبيل حمايتهما والمحافظة عليهما ، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال الدولة ومؤسساتها لا سيما من خلال الجيش اللبناني الذي نعول على حكمة قيادته في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة، وتجنب السقوط في أفخاخ المحرضين ودعوات الجهات التي تحتمي خلف سلاح حزب الله وتتحين الفرص باسم الدفاع عن هذا السلاح للنيل من هيبة الدولة والقوى كلها التي تنادي بوضع حد لسياسات الهيمنة. وتوجه الحريري بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا التي تدفع في كل يوم الأثمان الباهظة لانتشار السلاح غير الشرعي وسيادة منطق الاستقواء على الدولة ، مؤكدا أن شهداء الجيش اللبناني هم شهداء كل الوطن وخسارتهم خسارة لكل لبناني يؤمن بالدولة ومؤسساتها.
ووجهت النائب بهية الحريري، نداءً إلى كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وجميع المعنيين، بأن ينقذوا صيدا من قبضة المسلحين، وينقذوا أهل المدينة من كارثة إنسانية كبيرة، سائلة "لماذا صيدا متروكة؟"، مضيفة أن "المدينة وقعت في قبضة المسلحين، والجيش يحاول أن يصل إلى حل معين والمواطنين محاصرين، آلاف المواطنين محاصرين، لا يوجد ماء ولا كهرباء، هذا النداء موجه إلى كل المعنيين في البلد من رئيس الجمهورية إلى قائد الجيش إلى السلطة التنفيذية، انقذوا صيدا من قبضة المسلحين وانقذوا أهلها من كارثة إنسانية كبيرة".
وأضافت الحريري، "أنا محاصرة كما بقية الناس، المسلحون من حولي من كل الجهات، وهناك كارثة إنسانية، نريد الكل أن يتحمل المسؤولية معنا، الاستغاثة تكون من قبل الكبار في السن ومن قبل الأطفال الذين بلا ماء وبلا حليب الموجودين في الملاجئ، العائلات مفككة، الأب في مكان والأم في مكان والأولاد في مكان، لماذا متروكة صيدا بهذه الطريقة، نحن نريد الجيش ونريد الدولة، ونريد أن يخرج كل المسلحين من المدينة، المطلوب تحرك سريع، نحن منذ الساعة الثانية من بعد ظهر الأحد نصرخ ونرفع الصوت، لكن الآن كل الناس ستتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تعيشها صيدا، نحن نريد الجيش ونريد القوى الأمنية هي التي تمسك الأمن".
ودان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الدعوات إلى الانفصال عن الجيش، واصفًا هذه الدعوات بـ"المخيفة والمريبة والخائنة" بحق الجيش"، قائلاً في اتصال مع برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد"، "نحن مع الجيش بكل مفصل من مفاصل تثبيت الأمن ولست خائفًا من الفتنة، وليس لنا أي خيار إلا الجيش والدولة، ولا يمكن أن نطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معتبرًا "أن الحل هو بتسليم الذين قتلوهم وإعادة صيدا إلى أهلها من دون الظواهر الأسيرية التي تريد أن تأسر صيدا في الفتنة".
وفي هذه الأجواء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "ما جرى في صيدا يشبه ما جرى في المدينة عند اغتيال معروف سعد، وأن الاعتداء على الجيش أكثر من مرفوض ومدان"، معتبرًا أنه "فعل حرام وخيانة للوطن، وأن من حق قيادة الجيش القيام بكل ما تراه مناسبًا لتقوم بواجبها في الدفاع عن البلد، ومنع التلاعب بأمنه، والغرق في نظام الفتنة التي لن ينجو منها أحد إذا خربت المؤسسة العسكرية".
وعقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، قبل ظهر الإثنين، اجتماعًا استثنائيًا موسعًا في مدينة زحلة، تحت عنوان "العيش الواحد في البقاع مسؤولية وطنية مشتركة"، شارك فيه أعضاء الأمانة العامة، و120 شخصية نيابية وسياسية واجتماعية ونقابية وإعلامية، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات المجتمع الأهلي والمدني، بمن فيهم رؤساء بلديات ومخاتير وناشطون في الجمعيات الأهلية غير الحكومية.
واستهلّ المجتمعون اجتماعهم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني والمدنيين الذين سقطوا في أحداث صيدا، وأكّدوا دعمهم المطلق للجيش في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية من دون استثناء، وأن يتم إلغاء كل المظاهر المسلحة وتسليم جميع المطلوبين إلى السلطات القضائية المختصة.
وخلص المجتمعون إلى إصدار النداء التالي، "أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ، لقد حافظ البقاعيون على العيش المشترك، بل العيش الواحد، في أحلك ظروف الحرب، وكانوا وما زالوا الركن المتين الشعبي والأخلاقي والسياسي والوطني لاستقلال لبنان، وكان البقاع ولا يزال، رغم أنه في كل مراحل الاستقلال تحمّل غُرْم السياسات والإدارات المتعاقبة، ولم يَنَلْ شيئًا من حقوق الانتماء إلى الوطن والدولة، لا سيما على صعيدي التنمية والأمن، وفي العقود الأخيرة، وهي عقود الوصاية السورية، عانت هذه المنطقة أكثر من غيرها، قمعًا ومصادرةً للحريات وخنقًا للأنفاس، فيما كانت أوضاعها الاجتماعية والأمنية تتردّى يومًا بعد يوم، ومنذ سنتين، ومع انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه الاستبدادي، زادت معاناة أهلنا في البقاع، وها هم يدفعون أثمانًا باهظة جراء الحرب الدائرة في سورية على غير صعيد، يدفعون أولاً ثمن انتهاك السيادة اللبنانية من الجانب السوري، على طول الحدود الشرقية وفي بعلبك المدينة والهرمل، لا سيما في ظل محاولات تحويل عرسال إلى رهينة، ويدفعون ثانيًا ثمن استقبالهم العدد الأكبر من النازحين السوريين إلى لبنان، ويدفعون ثالثًا ثمن الانفلات الأمني، المدبّر وغير المدبّر، بحيث أصبحت منطقتهم توصف بالسائبة، وها هم أخيرًا على وشك أن يدفعوا ثمن فتنة مذهبية تطلُّ برأسها وتهدّد عيشهم الواحد ومستقبل أبنائهم، فضلاً عن كل ما تحمله من خراب عميم.
أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ، لقد اجتمعنا على أرض هذه المنطقة، وفي مدينة زحلة بالذات، أرض السلام، لنقول بصوت واحد، إن مسؤولية الدفاع عن سيادة لبنان، وعن العيش المشترك الإسلامي – المسيحي والإسلامي – الإسلامي هي مسؤولية وطنية عامة، وليست اختصاصًا لطائفة أو تيار سياسي أو منطقة بعينها، كُلُّنا معنيّون، ولا يحق لأحد التنصُّل من المسؤولية أو التفرُّج على ما يجري، ونحن في زحلة لنعلن تضامن جميع اللبنانيين مع أهل البقاع، وأننا جميعًا شركاء في السرّاء والضراء، في المحنة والفَرَج، ومن زحلة نعلن:
أولاً- دعْمَنا مذكرة قوى "14 آذار" إلى رئيس الجمهورية ببنودها الثلاثة:
أ- انسحاب قوات "حزب الله" الفوري من القتال في سورية، لأنه عمليًّا يستدرج الفتنة إلى لبنان.
ب- قيام الجيش اللبناني بمهامه الأمنية كاملةً للحفاظ على دماء الناس وأموالهم وممتلكاتهم وأمنهم وعيشهم المشترك، ونشره على الحدود الشرقية والشمالية، بمؤازرة القوات الدولية، وفقًا للقرار الدولي 1701 بإمكاناته القصوى الممكنة.
ج- إجراء تحقيق جدّي وشفاف ببعض الأحداث التي جرت في البقاع وذهب ضحيتها مواطنين ابرياء.
د- تشكيل حكومة قادرة على تحمُّل المسؤولية والمحافظة على المصلحة الوطنية العليا.
ثانيًا - أن البقاع واحد بكل مكوّناته، يرفض العنف والفرز الطائفي والمذهبي، وهو متكافل متضامن في جميع الأحوال.
ثالثًا- تشكيل هيئة متابعة منبثقة عن هذا اللقاء الوطني، تنسق مع الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، ومع جميع الجهات المعنية والمسؤولة، بما فيها وعلى رأسها الدولة، من أجل إنشاء "شبكة أمان" تتصل بكل مستويات الأزمة القائمة، سياسيًا واجتماعيًا وتنمويًا وأمنيًاً، بما فيها ملف النزوح السوري بكل تداعياته".
ودعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجيش إلى "عدم التردد في حسم الوضع في صيدا وإنهاء الظاهرة الشاذة التي شكّلها الشيخ أحمد الأسير ومجموعته"، لكنه شدد على ضرورة أن "يعالج الجيش كل مظاهر الاستفزاز والفتنة في المدينة، بما فيها الوجود المسلّح لـ(حزب الله)، والذي ظهر على الأرض الأحد، من خلال انتشار كاد يحوّل معركة الجيش ضد المعتدين عليه إلى كارثة مذهبية".
واعتبر مكاري، أن "من غير المقبول أن ينتهي الأمر بتسويات، فثمة شهداء سقطوا للجيش، ومن غير الجائز أن يتفاوض مع قاتلي ضباطه وجنوده، والأمر يتعلق بكرامته وبهيبة الدولة عمومًا، كما يتعلق بأمن صيدا ولبنان كله، وأن اللبنانيين يريدون أن يكمل الجيش ما بدأه، وأن ينهي هذه الظاهرة الغريبة على عادات الصيداويين واللبنانيين، عسى أن يكون ذلك مقدمة لاستعادة الدولة دورها وسيادتها، وخطوة أولى للقضاء على كل ما يقوّض سلطتها، ولحصر السلاح، كل السلاح، في أيدي مؤسساتها"، مضيفًا أن "ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ومثيلاتها لم تكن لتتسع وتنمو لو لم يكن السلاح موجودًا في أيدي (حزب الله)، ولو لم يكن هذا السلاح استخدم مرارًا وتكرارًا للترهيب والضغط وتغيير المعادلات السياسية الداخلية، ولو لم يكن الحزب أقحم لبنان في أحداث سورية، خلافًا لإرادة قسم كبير من اللبنانيين، ومن هنا، فإن ما يجري اليوم في صيدا، يجب أن يكون حافزًا إضافيًا للعمل على معالجة أصل المشكة، وهو استمرار (حزب الله) تنظيمًا مسلحًا موازيًا للدولة، ومنافسًا لها، واستمرار الحزب في تنفيذ أجندات خارجية لا مصلحة للبنان فيها، لا بل تعرّضه لكل أنواع المخاطر".
ونعت قيادة الجيش صباح الإثنين، ستة شهداء جدد من الجيش اللبناني في المواجهات الجارية في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا، وقالت في بيان لها "الحاقًا لبيانها السابق تنعي قيادة الجيش - مديرية التوجيه كلا من العسكريين الشهداء:
الرقيب الأول الشهيد طوني يوسف الحزوري:
- من مواليد 25/6/1981 خربة الجرد- قضاء عكار
- تطوع في الجيش بتاريخ 16/2/2004 ورقي إلى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولد واحد.
الرقيب الشهيد عمر هيسم اليوسف :
- من مواليد 1/2/1986 - طرابلس
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/4/2005 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات .
- الوضع العائلي: متأهل من دون أولاد.
العريف الشهيد عبدالكريم قبلان الطعيمي :
- من مواليد 18/8/1980- كفر زبد - قضاء زحلة
- تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 26/2/2008 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.
الجندي الشهيد جوني انطوان نقولا:
- من مواليد 17/1/1991 بشري
- تطوع في الجيش بتاريخ 15/7/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: عازب.
الجندي الشهيد وسيم صالح حمدان:
- من مواليد 5/2/1975 عين عطا- قضاء راشيا.
- تطوع في الجيش بتاريخ 26/12/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله اربعة اولاد.
المجند الممددة خدماته الشهيد بلال عبدالله ادريس:
- من مواليد 20/11/1986 في كنيسة عكار.
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/10/2011 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي عازب
أرسل تعليقك