مكة المكرمة ـ سعيد الغامدي
أحبطت السلطات السعودية، أمس الجمعة، عملية إرهابية كانت تستهدف أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومرتاديه من المعتمرين والمصلين، في ليلة ختم القرآن الكريم، في صلاة التراويح الأخيرة. وحاصرت قوات الأمن انتحارياً فجّر نفسه على بعد كيلومترات معدودة من الحرم المكي، وهو كان مكلفًا بتنفيذ العملية الإرهابية بحسب مصدر أمني، فيما دهمت موقعين آخرين، وأوقفت 5 أشخاص، بينهم امرأة.
وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أن المجموعة كانت موزعة على موقعين في مكة المكرمة: أولهما في حي العسيلة، والثاني في حي أجياد المصافي، الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، إضافة إلى موقع ثالث في محافظة جدة. وأشار إلى أن "الانتحاري المكلف بتنفيذ العملية كان في منزل مكون من 3 طوابق في حي أجياد، وبادر فور محاصرته من رجال الأمن بإطلاق النار باتجاههم مما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره، بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه. وأضاف أن المطلوب استمر في إطلاق النار بشكل كثيف، قبل أن يقدم على تفجير نفسه، مما نتج عنه مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله، وإصابة 6 من الوافدين الذين نقلوا إلى المستشفى، إضافة إلى إصابة 5 من رجال الأمن بإصابات طفيفة".
وأشار اللواء التركي إلى أن "العملية الأمنية أسفرت عن القبض على 5 من عناصر الخلية، بينهم امرأة، بعد مداهمة مواقعهم المشار إليها، ومصلحة التحقيق تقتضي عدم الإفصاح عن أسمائهم". وأضاف: "لا تزال الجهات الأمنية تباشر تحقيقاتها، ورفع الأدلة المتخلفة في مكان التفجير، والتثبت من هوية الانتحاري". وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إنها "إذ تعلن ذلك لتؤكد أن أعضاء هذه الشبكة الإرهابية التي أمكن الله منها، وأحبط بفضله ومنّه مخططهم الإرهابي، تجاوزوا بما كانوا سيقدمون عليه كل الحرمات باستهدافهم أمن المسجد الحرام، أقدس بقاع الله وأطهرها، وطاوعتهم على ذلك نفوسهم الخبيثة المملوءة بالشر والفساد خدمة لمخططات تدار من الخارج، هدفها زعزعة أمن هذه البلاد المباركة واستقرارها، وستكون الجهات الأمنية، بعون الله تعالى، ثم بما تجده من دعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، قادرة على مواجهة هذه المخططات الإجرامية، والتصدي لها، وإطاحة المتورطين فيها.
وعلمت صحيفة "الشرق الأوسط"، من مصادر مطلعة، أن الإرهابيين استأجروا المنزل خلال شهر رمضان، وكانوا قليلي الحركة، ولم يحتكوا بأصحاب المنازل المجاورة الذين لم يلحظوا وجودهم. وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بأن قوات الطوارئ داهمت خلايا إرهابية في جدة وحيي العسيلة وأجياد المصافي بمكة المكرمة.
واستنكرت الدول الإسلامية والعربية والأزهر الشريف ومنظمة العالم الإسلامي الجريمة الإرهابية التي أحبطتها قوات الأمن السعودية قبل استهداف الحرم المكي الشريف، مساء الجمعة. ودانت الإمارات الجريمة الإرهابية، مؤكدة تضامنها التام مع السعودية، وقال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد: "جريمة استهداف الحرم المكي تبين حجم الإرهاب والتوحش الذي وصلت إليه هذه الجماعات الإرهابية والتي لا يمكن لأي عاقل تبريرها".
ودانت البحرين بأشد العبارات وأقصاها المخطط الإرهابي الآثم، الذي كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين، مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي الدنيء يتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية.
وأصدرت الخارجية المصرية بيانا نددت فيه بالجريمة الإرهابية، داعية المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
من جانبها، أكدت الحكومة الأردنية وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهتها للإرهاب، وحيت جهودها في التصدي للإرهابيين، الذين حاولوا تدنيس أطهر بقاع الأرض بمحاولتهم استهداف حشود المعتمرين في الحرم المكي الشريف.
واتصل شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مدينا محاولة استهداف الحرم المكي، فيما نددت منظمة التعاون الإسلامي بشدة بالمخطط الإرهابي الذي استهدف مكة المكرمة وجدة. أما هيئة كبار العلماء بالسعودية فقد نددت في بيان بالجريمة الإرهابية قائلة إن "هؤلاء الخوارج قد تجاوزوا كل الحرمات، فلا يرعون حرما ولا حرمة، وليس لهم دين ولا ذمة، ولا أدل على ذلك من قصدهم مكة المكرمة بإجرامهم وإرهابهم".
أرسل تعليقك