خمسة آلاف تونسي قتلوا في قوارب الموت و35 ألف تدفقوا على لامبيدوزا
آخر تحديث GMT23:44:14
 العرب اليوم -

"الهجرة غير الشرعية" تجارة مربحة لعصابات الإجرام ومغامرة قد تنتهي بالوفاة

خمسة آلاف تونسي قتلوا في "قوارب الموت" و35 ألف تدفقوا على لامبيدوزا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خمسة آلاف تونسي قتلوا في "قوارب الموت" و35 ألف تدفقوا على لامبيدوزا

هجرة غير شرعية
تونس - حياة الغانمي

كشفت دراسة ميدانية بعنوان "الشباب والهجرة غير النظامية في تونس"، أن 45 % من الشباب التونسي لديهم استعداد للهجرة، أو أنهم بصدد التفكير فيها، حتى ولو كانت غير شرعية، فيما أكد 9.2% من المستجوبين ضمن الدراسة، انخراطهم في مسالك الهجرة السرية، وأوضح 15% منهم أنهم بصدد الاتصال بوسيط للهجرة غير الشرعية. ولا يعتبر هذا الأمر غريبًا بالنظر إلى ارتفاع عدد الإيقافات على الحدود البحرية، وتفيد المعطيات أن كل عملية هجرة سرية يتم ضبطها في تونس، يوجد في مقابلها 3 عمليات ناجحة.

وتتصدّر ولايتا نابل وبنرزت قائمة الولايات التونسية، في عدد محاولات الهجرة غير الشرعية التي تم إحباطها، فيما سجلتا أعلى نسبة في عمليات العبور، وارتفعت النساء الموقوفات إلى 10% من عدد المهاجرين الموقوفين خلال الشهر الماضي، ويعود  تصدر نابل وبنزرت، إلى كونهما أقرب منطقة إلى التراب الإيطالي، إذ تبعد سواحلهما 60 كيلومترًا عن صقلية. كما أن شباب الأحياء الشعبية في العاصمة يحبذون شواطئ بنزرت ونابل، بسبب طول شريطيهما الساحلي، وبسبب انتشار نشاط الوسطاء والسماسرة الذين يمارسون نشاطهم في تجميع المهاجرين من جميع أنحاء تونس بهما، وتبلغ أسعار المحركات الإضافية ما بين 400 دينار و800 دينار.

ورصدت البحرية التونسية تزايد اعتماد المهربين على زوارق متطورة وسريعة، تصل سرعتها إلى 200 حصان وتستغرق ساعة ونصف الساعة، من أجل قطع المسافة بين تونس وإيطاليا وتفوق سرعتها زوارق الحرس البحري التونسي، ويلجأ المهربون إلى تسلم المهاجرين من نقاط تجمّع وسط البحر، وعبر هذه الزوارق يتم نقل المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا، ويدفع التونسي ما بين 3 آلاف دينار و7 آلاف دينار، حسب شهادات العديد من المهاجرين الذين تم ضبطهم، وكلما قلّ ثمن الرحلة فإن العدد يزداد على متن القارب وتقل فرصة نجاة المهاجرين ووصولهم سالمين إلى وجهتهم في الضفة الأخرى. وعلى الرغم من أن حجم القارب المعتمد للتسفير صغير لا يتعدى طوله 12 مترًا إلا أنه قد يضم 110 شخصًا أو أكثر، وهو ما يجعله عرضه لعطب في أي لحظة.

ولقى خمسة آلاف تونسي حتفهم في قوارب الموت منذ عام 2011، وحتى اليوم، وفق إحصاء موثق، وتدفق على لامبيدوزا 35 ألف مهاجر تونسي، بينما وصل عدد المفقودين التونسيين في إيطاليا، وفق آخر إحصاء، بـ 504 أشخاص.

ويعاقب القانون التونسي مرتكب جريمة الهجرة غير الشرعية بالسجن مدة ثلاثة أعوام وبخطية قدرها ثمانية آلاف دينار كل من أرشد أو دبّر أو سهّل أو ساعد أو توسط أو نظم بأي وسيلة كانت، ولو من دون مقابل، دخول شخص إلى التراب التونسي أو مغادرته خلسة، سواء تم ذلك براً أو بحراً أو جواً، كما يكون العقاب بالسجن مدة خمسة عشر عاماً وبخطية قدرها خمسون ألف دينار، إذا نتج عن الجريمة سقوط بدني للأشخاص الواقع إدخالهم إلى التراب التونسي، أو إخراجهم منه، تفوق نسبتها عشرين في المائة، ويكون العقاب بالسجن مدة عشرين عاماً وبخطية قدرها مائة ألف دينار، إذا نتج عن الجريمة موت.

ولعل ما يقلق أكثر في تونس هو أن فكرة الهجرة لازالت تراود الشباب التونسي، على الرغم من ما تواتر على تونس  سمعه من قصص وشهادات لعائدين خاضوا مغامرة الهجرة في عرض البحر، واكتشفوا أن أحلام الثراء وجمع الأموال ليست إلا سراب يثير اللّعاب ولا علاقة له بحقيقة الأوضاع  في أوروبا، ولكن مع تفشي البطالة وتواصل الوضع الاجتماعي والسياسي على ما هو عليه في تونس وتنامي الأزمة الاقتصادية في بعض الدول الأوروبية، ومماطلتها في تحسين إجراءات الهجرة القانونية إليها يرى المراقبون أن تدفق المهاجرين لن يتوقف في المستقبل، خاصة وأن الظاهرة تحولت إلى تجارة مربحة لبعض الأطراف خصوصا منظّمي رحلات الهجرة، والعصابات الإجرامية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمسة آلاف تونسي قتلوا في قوارب الموت و35 ألف تدفقوا على لامبيدوزا خمسة آلاف تونسي قتلوا في قوارب الموت و35 ألف تدفقوا على لامبيدوزا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab