أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو
آخر تحديث GMT00:06:05
 العرب اليوم -

أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل "الناتو"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل "الناتو"

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان
باريس ـ مارينا منصف

 أثارت صفقة الغواصات الفرنسية التي تراجعت عن شرائها أستراليا لفائدة صفقة جديدة مع الولايات المتحدة أزمة حادة بين واشنطن وباريس بصفة خاصة. ولا تخفي فرنسا أنها لم تعد تثق بالولايات المتحدة لتنضم بذلك إلى دول الخليج التي بدأت بدورها تبحث عن بناء تحالفات جديدة تكون قادرة على تعويض الدور الرئيسي الذي كانت تلعبه واشنطن صلب استراتيجية الأمن الخليجي. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أميركية عاملة بالوقود النووي، "سيؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي". وأعلنت فرنسا أنها استدعت سفيريها من أستراليا والولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ هذا القرار النادر بسبب خطورة الواقعة.
وكانت أستراليا قد أعلنت الخميس أنها ستلغي صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية. ووصفت فرنسا ذلك بأنه طعنة في الظهر.
وقال مراقبون إن فرنسا تكتشف كما اكتشف الخليجيون أن الولايات المتحدة، أيّا كان الرئيس الذي يقودها، تضع مصالحها وحساباتها كأولوية لها سواء راعت مصالح حلفائها أم لم تراعها، مشيرين إلى أن فرنسا اكتشفت بشكل لا يدعو إلى الشك أن الإدارة الأميركية الجديدة تستهدف مصالحها، وأن صفقة الغواصات ليست إلا واجهة لمعارك نفوذ أخرى خاصة في القارة الأفريقية.
ومن شأن هذا التوتر بين فرنسا والولايات المتحدة أن يدعم مساعي دول الخليج لبناء تحالف أوروبي – خليجي يكون قادرا على تحقيق مصلحة مشتركة تُوازن بين الأمني والاقتصادي. وكانت الولايات المتّحدة أعلنت عن إعادة انتشار لقواتها في الشرق الأوسط تشمل سحب جزء من تلك القوّات من منطقة الخليج، وذلك في إطار إعادة تنظيم الوجود العسكري الأميركي في العالم في ضوء الحاجة المتنامية للتركيز على صراعها مع الصين وروسيا.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إنّ الولايات المتحدة سحبت ثلاث بطاريات باتريوت من المنطقة، بما في ذلك واحدة كانت موجودة في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية لحماية القوات الأميركية هناك. وأضافت أنه تمّ تحويل حاملات طائرات وأنظمة مراقبة من الشرق الأوسط لتلبية الاحتياجات العسكرية في مناطق أخرى حول العالم، وفقا لمسؤولين أميركيين أشاروا أيضا إلى وجود خطوات أخرى لا تزال قيد الدراسة. وسعت واشنطن للتهدئة مع فرنسا كما قامت بذلك في تصريحات سابقة لتهدئة الخليجيين، من دون أن يكون لذلك تأثير على مسار الاستراتيجية الأميركية التي تجعل الخليج في مواجهة مباشرة مع إيران.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن "فرنسا شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا". وأضاف أن واشنطن تأمل في مواصلة النقاش حول هذه القضية على مستوى رفيع في الأيام القادمة بما في ذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس تهدئة غضب فرنسا بوصفه باريس شريكا حيويا في المنطقة. ووصف محللون أن الخطوة الفرنسية بأنها "تاريخية". وقالوا إن "الكلمات المطمئنة مثل تلك التي قالها الوزير بلينكن ليست كافية بالنسبة إلى باريس – خاصة بعد أن علمت السلطات الفرنسية أن إعداد هذا الاتفاق استغرق شهورا". وقالت أستراليا السبت إنها تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا وإنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى.
ولم يشر بيان الخارجية الفرنسية إلى بريطانيا لكن المصدر الدبلوماسي قال إن فرنسا تعتبر أن بريطانيا انضمت إلى الاتفاق بطريقة انتهازية. وأضاف المصدر "لسنا في حاجة إلى إجراء مشاورات مع سفيرنا (البريطاني) لمعرفة ما يجب فعله أو استخلاص أي استنتاجات". وقال لودريان إن الصفقة غير مقبولة.
وأضاف في بيان إن "إلغاء (المشروع) .. والإعلان عن شراكة جديدة مع الولايات المتحدة يهدفان إلى بدء دراسات حول احتمال التعاون في المستقبل بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ويشكلان سلوكا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء". وأضاف أن العواقب "تؤثر بشكل مباشر على رؤيتنا لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي لأوروبا".

قد يهمك أيضا

مصادر فرنسية تعلن عن نتيجة فحص وزير الخارجية جان إيف لو دريان بفيروس كورونا سلبية بعد مخالطته فردا مصابا من عائلته

 

لودريان يؤكد أن السياسيون اللبنانيون لا يظهرون أي مؤشر لإنقاذ بلدهم

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
 العرب اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab