أعلن الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الخميس، أن من أهم الاهداف الرئيسية للحوار الوطني التوافق حول دستور دائم للسودان بعد "61" عامًا من الإستقلال والوصول الي تسوية شاملة تنهي الحرب وتؤسس للاستقرار والتنمية، في البلاد. وقال البشير في مؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري إن ترجيح كفة إختيار نائبه الأول الفريق أول ركن بكري حسن صالح لتولي منصب رئيس الوزراء، جاء بناء على معرفته المسبقه بمؤسسات الدولة بوصفه رئيسا للجنة العليا لإنفاذ برنامج اجهزة الدولة، وأكد أن حزبه المؤتمر الوطني سوف يتحمل تبعات التنازل الأكبر في تشكيل حكومة الوفاق الوطني المزمع تشكيلها.
وأعلن أن الباب لن يغلق قط أمام كل من يرغب في الالتحاق بوثيقة الحوار الوطني، معلنا في وقت نفسة إنتهاء عهد الحرب في سودان والانتقال الي مرحلة جديدة تجمع كافة اهل السودان علي برنامج واحد من التوافق تسهم في احداث التحول عقب العام 2020 بانشاء مفوضية للانتخابات تتسم بالحياد والشفافية التامة.
واكد أن حكومة الوفاق الوطني علي المستوي الإتحادي ستشهد مشاركة كافة الوان الطيف السياسي والمكون الاجتماعي بالدولة بغرض سد باب الذرائع لمن يسعون استقلال الحديث عن التهميش بالبلاد، وكشف عن بقاء منصب نائب رئيس الجمهورية في حكومة الوفاق المقبلة وفق لمانصت عليه اتفاقية الدوحة لسلام دارفور لعام 2011.
وأزُيح الستار اليوم "الخميس" عن تنفيذ أولى مخرجات الحوار الوطني بإعلان الفريق أول ركن بكري حسن صالح رئيساً للوزراء ونائباً لرئيس الجمهورية في حكومة الوفاق الوطني التي تكشفت أولي ملامحها ومازال بقيتها في طور المشاورات، فيما شدد "رئيس آلية تنفيذ مخرجات الحوار"، رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على أن الحكومة المُرتقبة ليست "كيكة" للمحاصصات السياسية وقطع بأن أختيار التشكيل المُنتظر يخضع لمعايير دقيقة ومحددة ومتفق عليها في الوثيقة الوطنية، وأكد أنه رغم ضيق المواعين فأن جميع من شاركوا في الحوار سيجدون حظهم بصورة او أخري في حكومة الوفاق في مستوياتها المختلفة الإتحادية والولائية.
ونوه الرئيس البشير إلي أن حكومة الوفاق الوطني المُنتظره ليست "كيكة" سياسية ومحاصصة لإرضاء القوي الساسية والحركات المُسلحة، وأشار إلي أن عدد الوزارت لايتعدي بكثير "الثلاثين" مؤسسة، في حين أن القوى السياسية المُشاركة في الحوار تبلغ "90" حزباً بالإضافة إلى الحركات المُسلحة والشخصيات القومية ، لكنه أكد أنه رقم ذلك فأن جميع المشاركون سيجدون حظهم في حكومة الوفاق في مستوياتها المختلفة التي لا تقتصر علي الوزارت الإتحادية، وكشف أن إختيار نائبه بكري حسن صالح لرئاسة مجلس الوزراء تمت وفقاً لمعايير محدده أهمها أنه الرجل الأول الذي يقف علي تنفيذ برنامج إصلاح الدولة الذي خرج من رحمه الحوار نفسه، وقطع بأنه مؤهلاً تماماً لقيادة المرحلة المقبلة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بأعتبار أنه مطلع علي كل التفاصيل التنفيذية الدقيقة في الوزارت والوحدات الحكومية المختلفة ومشاكلها وحلولها، وأكد أن الحكومة المنتظرة تراعي أيضاً التقسيم الجغرافي للبلاد بإعتبار أن الحوار ناقش أيضاً قضية الهوية فضلاً عن قفل الباب أمام من وصفهم بالمخربين وإثارة قضايا المركز والهامش.
"الباب مفتوح"
وأكد الرئيس البشير أن الوثيقة الوطنية ستظل مفتوحه لكل الراغبين للإنضمام إليها وقال "لا حجر علي أحد وكل من يلتقيه قطار الحوار في أي محطاته مسموح له بالركوب دون تذاكر"، ووصف مواقيت إعلان التشكيل الوزاري لحكومة الوفاق المتدوالة في الصحف ووسائل الإعلام بالإجتهادات وأكد بأنهم لم يحددوا أي سقف زمني لإعلان الحكومة الجديدة وأضاف "لسنا متعجلين لطرحها حتي نضمن توافق كامل بين جميع المكونات حتي لايحدث خلاف يحبط الشعب السوداني"، وشدد علي أن القضية ليست فيمن يحكم بل كيف يُحكم السودان، وكشف عن مجهود إقليمي ودولي لإلحاق الرافضين للمشاركة من القوي السياسية والحركات المُسلحة، وشدد علي ان الحوار حل جميع القضايا ولا منطق لحمل السلاح.
"تسوية"
وصف الرئيس البشير قضية تشكيل الحكومة المُرتقبة بالصعبة ولكنها ليست بالمُستحيلة وقال "الكيكة صغيرة والأيادي كثيره لذلك المشاركون سحبوا أيديهم وطالبوا الرئيس بتوزيعها لوحده وإن شاء الله بعد التقسيم لن نجد أي أحد مُنشق أو حردان لأن الهدف ليس الكيكية وإنما إنفاذ مخرجات الحوار الوطني"، وأعلن أن المرحلة المُقبلة ستشهد التشاور مع كل القوي السياسية والحركات المُسلحة لإكمال المؤسسات التشريعية القومية والولائية والحكومات الإتحادية وأضاف "المسألة ليست ليست ساهله ولكنها ليست مستحيلة ومثلما تجازنا السابق سنتجاوز الآتي وسيكون هناك رضا وقبول"،
وقطع بأن رئيس الوزراء لن يُشكل وحده حكومة منفردة وإنما بالتشاور مع الجميع، وأكد بأن حزبه "المؤتمر الوطني" سيقدم النصيب الأكبر في التنازل عن المواقع التنفيذية المختلفة، وشدد علي أن المعايير المتفق عليها لتوالي المناصب هي التي تحدد المُشاركة، ونوه إلي أن الفترة المقبلة ستشهد الإتفاق علي إكمال بعض المفوضيات وإعادة تشكيلها مثل مفوضية الانتخابات، والأحزاب سنتناقش باعتبارها مؤسسات قومية. ومجلس الاحزاب لابد ان يكون مستقلا ومحايدا.
وأوضح الرئيس البشير القضايا المطروحة في الحوار الوطني خرجت بأكثر من "900" توصية تمت صياغتها في الوثيقة الوطنية في رؤية موحدة، وأشار إلي أن بداية الحوار شهدت شكوك وعدم ثقة من قبل المشاركين وأن المؤتمر الوطني غير جاداً ، مؤكداً تجاوز هذه المرحلة بدليل أن المشاركون إقترحوا ورضوا أن يكون منصب رئيس الوزراء للمؤتمر الوطني بإعتباره حزب الأغلبية بل أوكلوا الأمر لرئيس الحوار لإختيار رئيس الوزراء، وأكد أن كل الدول والسفارات شهدات بأن الحوار شفاف وصادق بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء ماقاد في نهاية الأمر إلي تحول ورفع العقوبات، وقال إن الحوار أصبح نموزجاً لحل المشاكل في افريقيا وأضاف "حاولنا أن نُشرك كل الناس إلا من أبي".
"مداخلات"
من جهته تحدث وزير الإعلام أحمد بلال عثمان مؤكداً ترحيبهم كأحزاب بإختيار بكري حسن صالح رئيس الوزراء ووصف الإختيار بالموفق، وتعهد بدعمه لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ونوه إلي البلاد تشهد عهداً جديد ومرحلة مبشرة وأضاف "أنا علي ثقة أن الجميع سيشاركون في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وفي ذات السياق أعلن الأمين العام المكلف للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي ورئيس حزب التحرير العدالة د. التجاني السيسي رضاهم بتعيين صالح وأكدا علي أنه مؤهل لقيادة المرحلة المقبلة، فيما قال مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد، إن جميع العالم شهد أن الحوار شفاف وجاد وصادق وأضاف "يُعد هذا اليوم بداية حقيقية لتطبيق الجذء التنفيذي في حكومة الوفاق الوطني بإعلان وترسيم بكري حسن صالح رئيساً للوزراء".
أرسل تعليقك