تبنى رئيس تيار "المستقبل" رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري ترشيح رئيس التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حضور أعضاء كتلته وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة، وقال ان " خيار مرشحينا من 14 آذار لم يأت برئيس، ولا خيار الرئيس التوافقي، ولا خيار ترشيح صديقنا النائب سليمان فرنجية، وبقي خيار واحد هو النائب ميشال عون ولاسيما منذ ترشيحه من حلفائنا في القوات اللبنانية، وبعد حوارنا معه".
وكشف "اننا اتفقنا مع العماد عون على الدولة، وان ايا من اللبنانيين لن يطرح تعديلات على النظام الا بموافقة جميع اللبنانيين، واتفقنا على اطلاق عجلة الاقتصاد وفرصة الحياة الطبيعية للبنان، واتفقنا على تحييد دولتنا بالكامل عن الازمة السورية، فهذه ازمة نريد حماية دولتنا منها، حتى اذا ما انتهت الازمة السورية نعود الى علاقة مع الدولة السورية حينها".
وأقرّ بالثمن السياسي المحتمل لخطوته، وقال "نعم قد تكون مخاطرة كبرى، وأنا مستعد للمخاطرة بنفسي وبشعبيتي ألف مرة من أجل لبنان والدولة".
وتابع إنّ الصراحة تفرض عليّ أن أقول: إنّ الوضع اليوم أخطر وأصعب بكثير ممّا قد يكون ظاهرا للكثير منكم. لأنّه في الحالتين، مثل هذه اللغة وهذه الطّروحات من شأنها أن تؤدّي إلى حرب أهلية. حتّى لو بقينا على رفضنا للصراعات الأهلية، سيجد هذا الوحش من يزايد علينا، علينا جميعا، ويتبنّاه. أينفع التذكير أنّه في كل مرة وقع فيها لبنان في فراغ رئاسي ولم يبادر فيه أحد للتسوية، إنتهت الأمور بالخراب والمآسي، وبتسويات مجبولة بالموت والدم والدموع؟
وبعدها انتقل الحريري الى الأزمات المعيشية والاقتصادية والفساد المستشري في المؤسسات، والى لغة التقسيم التي راجت بين اللبنانيين، وفشل اتفاق الطائف واعادة تركيب النظام في ظل لغة ميليشياوية بدأت تسود، معتبرًا ان الوضع أخطر مما يظهر أو يظن البعض، ملمحاً الى خطر الحرب الأهلية المحدق نتيجة الظروف المذكورة. وذكّر بمراحل الفراغ الرئاسي السابقة التي لم تشهد مبادرات لانهائها، في أعوام 1958 و1988 و2007 حين انتهت الامور بتسوية بعد أحداث 7 ايار. وقال: "أنا ابن رفيق الحريري... أفكر باللبنانيين واللبنانيات وأبنائهم... لو مشينا في 7 ايار لكنا غارقين حتى اليوم في مآسيها... نحن من مدرسة قائمة على التضحية من أجل الناس لا التضحية بهم".
وتابع: "اخترت مواصلة مسيرة رفيق الحريري بكل ما تعنيه من حب لبنان وحرص على اللبنانيين وتعلق بالعلم والتربية واعادة الاعمار ورفض للطائفية... كان خياري مواصلة هذه المسيرة تجسيداً لمن نزل الى الشوارع قائلاً: سنكمل مسيرة رفيق الحريري رغم ارادة القتلة".
وبعد انتهاء الحريري من كلمته، أعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة بقاءه دائمًا وكما كان إلى جانب الرئيس سعد الحريري مع احتفاظه بالتمايز في الرئاسة معلنًا عدم التصويت لعون،وكذلك أعلن كل من نائب رئيس مجلس النواب العضو في كتلة المستقبل فريد مكاري والوزير السابق عن الكتلة النائب أحمد فتفت، والنائب سمير الجسر رفضهم التصويت لعون.
وفور انتهاء الحريري من إعلانه تأييد ترشيح عون قام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" بزيارة الحريري في "بيت الوسط" حيث بحثا كل احتمالات ما بعد التأييد.
وبعد انتهاء اللقاء صرّح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون مؤكدًا أن "لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل هناك اتفاق واحد على ادارة شؤون البلاد"، فنحن تعاهدنا سويا من أجل انجاز المهمة واخراج لبنان من أزمته. ولقد توصلنا إلى الحل لاننا كنا نلتقي على مبدأ أن هناك مشكلة في لبنان، وبدأنا بالتحاور، فعبر الحوار لا أحد يخسر، ولبنان يربح لأن النتيجة للجميع. وكان هناك مواضيع نريد الكلام عنها، كالميثاقية فهي ليست للمسيحيين فقط، وإنما هي عهد بين جميع المسلمين والمسيحيين بالعيش المشسترك على قاعدة المساواة. ولذا، لا ثنائية في الميثاقية.
أضاف: "من يحاول الغاء طائفة والسيطرة عليها يلغي لبنان الرسالة الذي يجب أن نحافظ عليه، وهذا ما تفاهمنا عليه". وتابع: "نؤكد أن من يعارضون اليوم ينطلقون في موقفهم من معتقدات مسبقة، وغدا سيعودون فنحن لسنا هنا من أجل الكيدية. انا مشرقي والمشرقية تراكم للحضارة المسيحية والاسلامية، ولبنان هو جوهرة العالم. هل يمكنكم أن تتصوروا ما يجري في العالم ونحن لا نزال نحافظ على استقلالنا".
واردف: "نحن لم نأت كي نكون ضحايا وإنما لنربح معركة لبنان، لأن لدينا إخوة واولادا وأحفادا، ونحن نعمل من أجلهم وليس لاجل أي احد آخر. يجب أن نتعاون جميعا ويجب الا يتم اتخاذ القرارات المسبقة، ولينتظروا أداءنا. ويجب ألا نعيش في خلافات واخطاء الماضي، لأن بذلك استحالة من أجل بناء المستقبل، إلا أننا يجب أيضا ألا ننسى هذا الماضي كي لا نقع في نفس الأخطاء مرة جديدة".
بعد اللقاء والحريري زار عون عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري
أرسل تعليقك