اعلن قائم مقام قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، علي الدودح، السبت، عن إحباط أوسع غزوة لتنظيم "داعش" على القضاء، مؤكّدًا مقتل 60 عنصرًا من التنظيم، وسقوط 58 شخصًا بين قتيل وجريح بينهم عناصر أمن، في حين تواصل حكومة إقليم كردستان جهودها لتوطيد العقبات التي تعترض طريق انفصال كردستان عن العراق، والذي حدّدت موعدًا للاستفتاء بشأنه في أيلول/سبتمبر المقبل، بينما تجري حوارات مع بغداد بشأن الموضوع، في وقت يحاول فيه رئيس الحكومة حيدر العبادي تأجيل الموعد.
وأوضح الدودح ، أنّ "تنظيم "داعش" شنّ منذ فجر السبت، هجومًا واسعًا على قضاء الشرقاط "45 كم شمال صلاح الدين"، حيث هاجم القضاء من عدة محاور ولكنه ركز في الهجمات على محور تلول الباج في القضاء من الساحل الأيسر"، مبينًا أنّه "تم قتل عدد من المتطرفين ،فيما فجر آخرون انفسهم على المدنيين، وقتلت القوات الأمنية من الشرطة والجيش والحشد الشعبي والعشائري نحو 60 عنصرًا وجثثهم مرمية في شوارع القضاء"، ومشيرًا إلى أن "هذا الهجوم يعتبر أكبر غزوة للتنظيم على الشرقاط منذ تحريرها".
وأكّد الدودح أنّ "صمود القوات الأمنية أفشلت مخطط التنظيم للسيطرة على القضاء"، لافتًا إلى أن "حصيلة ما سجل في صفوف القوات الأمنية والمدنيين هو 22 شهيداً غالبيتهم نساء ومدنيين وعنصري أمن، إضافة إلى إصابة 36 أخرين من المدنيين، بعد قيام انتحاريين باحتجاز العوائل وتفجير أنفسهم وسطهم، الأوضاع الأمنية تحت السيطرة بعد صد الهجوم"، مشيدًا "بدور طيران الجيش الذي قتل عددًا كبيرًا من عناصر التنظيم".
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، السبت، حصيلة خسائر تنظيم "داعش" في معركة تحرير حي الزنجيلي في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، مشيراً إلى قتل 71 متطرفا خلال معارك التحرير، وموضحًا أنّ "قطعات الشرطة الاتحادية حررت حي الزنجيلي بعد معارك شرسة, أسفرت عن قتل مئات المتطرفين بينهم 49 قناصاً و22 انتحارياً وتدمير 40 دراجة نارية و27 سلاح أحادية مضاد طائرات و40 مركبة مفخخة وتفكيك 16 منزلاً ملغماً، وأسفرت العمليات عن تدمير مفرزة هاون 15، وتفجير 150 عبوة ناسفة، والاستيلاء على 525 صاروخاً متنوعاً، و4 معامل لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة والمركبات، و50 منظومة اتصالات لاسلكية".
وأكّد النقيب عادل حيدر أن "8 مدنيين لقوا حتفهم وأصيب 5 أخرين إثر قصف لداعش بقذائف هاون لمنطقة الزنجيلي غربي الموصل والتي حررتها القوات الأمنية، "داعش" بدأ باستهداف الزنجيلي بعد طرده متها انطلاقاً من حي الشفاء والجامع الكبير"، وأفاد العقيد خالد الجواري من قيادة العمليات المشتركة، عن العثور على مخبأ كبير للأسلحة والعتاد وتحرير محتجزين لدى عناصر "داعش" في منطقة الشفاء شمال غربي الموصل.
وبيّن العقيد الجواري أنّ "قوات الرد السريع التي ترافق القطعات الاتحادية في منطقة الشفاء التي تدور فيها حالياً اشتباكات مع مسلحي "داعش" من أجل استعادتها ، عثرت على مخبأ كبير للأسلحة والعتاد لداعش يحوي العشرات من قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع وأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وأنواع مختلفة من المتفجرات"، لافتًا إلى أن "الرد السريع عثرت حررت عشرة مدنيين محتجزين كان عناصر داعش قد اختطفوهم من منطقة الزنجيلي، القوات الأمنية والرد السريع تتقدّم في منطقة الشفاء ببطئ وحذر حرصًا على أرواح المدنيين المتواجدين في المنطقة والذين يتخذهم داعش دروعاً بشرية".
وتواصل حكومة إقليم كردستان جهودها لتوطيد العقبات التي تعترض طريق انفصال كردستان عن العراق، والذي حددت موعداً للاستفتاء بشأنه في أيلول/سبتمبر المقبل، بينما تجرى حوارات مع بغداد بشأن الموضوع، في وقت يحاول فيه رئيس الحكومة حيدر العبادي تأجيل الموعد.
وقال مسؤول سياسي مطّلع، اليوم السبت، إنّ "رئيس الإقليم مسعود البارزاني اتصل هاتفياً برئيس الحكومة حيدر العبادي لبحث موضوع الاستفتاء"، مبيناً أنّ "الجانبين بحثا تفاصيل ذلك، وأثره على الساحة السياسية في البلاد"، موضحًا أنّ "العبادي طالب بتأجيل الموعد، لكنّ البارزاني كان رافضاً فكرة التأجيل، خصوصاً أنّه تم الإعلان رسمياً عن الموعد"، ومبيناً أنّ "البارزاني طلب من العبادي أن يتم بحث الموضوع بكافة تفاصيله مع اللجنة التي ستصل بغداد قريباً، وأن يتم التعاون معها، العبادي وعد بالتعاون مع اللجنة، في كل الظروف، العبادي يعول على العقبات الكثيرة التي تعترض طريق الاستفتاء، وأنّها ستجبر الإقليم على التأجيل في كل الأحوال".
وأكّد مكتب العبادي، أنّ "الجانبين بحثا مجمل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلد، إضافة إلى سير المعارك في الموصل والانتصارات المتحققة، واستمرار التنسيق العالي بين القطعات العسكرية ومن ضمنها قوات البشمركة، لإكمال تحرير ما تبقى من المناطق تحت سيطرة داعش"، مشيرًا إلى أنّ "الجانبين أكّدا على وحدة الصف والابتعاد عن كل ما يؤثر على إدامة زخم الانتصارات المتحققة، حيث اقتربت القوات من تحقيق النصر النهائي، ما يتطلّب مزيداً من الجهود بهذا المجال".
وعدّ النائب عن ائتلاف دولة القانون، علي الأديب، الاستفتاء "قراراً انفرادياً اتخذته حكومة الإقليم بمعزل عن بغداد"، مشيرًا إلى أنّ "توقيت هذا القرار خاطئ، ويأتي في وقت ومرحلة مفصلية تتزامن مع القضاء النهائي على "داعش"، كما أنّ الوضع الإقليمي لا يسمح بمثل هذه الخطوة التي يمكن أن تجر الشعب الكردي إلى مزيد من الأزمات والمشاكل، وأنّ قرار حكومة الإقليم ليس موضع إجماع القوى الكردية"، مؤكداً أنه "لا يوجد ضمان عند إجراء الاستفتاء ولا في نتائجه ولا في طريقة إجرائه، ما دامت هناك قوة سياسية واحدة تتحكم بمقدرات كردستان.
وأثار تحديد إقليم كردستان موعد إجراء استفتاء الاستقلال، ردود فعل كثيرة في وسائل الإعلام العربية والعالمية، كما أطلق ناشطون وسوماً للتعبير عن تأييدهم للاستفتاء، وأكد آلاف المواطنين السعوديين والعرب أيضاً دعمهم لإجراء استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان في تغريدات بوسم "#SaudiWithKurdistan" الذي تصدر موقع تويتر بأكثر من 4 آلاف تغريدة، وأرفق رواد موقع "تويتر"، تعليقاتهم على استقلال كردستان بصور لعلم وخارطة كردستان وقوات البيشمركة فضلاً عن صور تجمع بين رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني والعاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، ويشار إلى أن ممثلي الأحزاب السياسية في برلمان وحكومة إقليم كردستان اجتمعوا الأربعاء الماضي في مصيف صلاح الدين برئاسة مسعود البارزاني وبحضور نائب رئيس إقليم كردستان ورئيس الحكومة ورئيس المفوضية العليا للانتخابات في كردستان ونائبه، وتم في الاجتماع تحديد الخامس والعشرين من أيلول المقبل موعداً لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، والتأكيد على إجراء الانتخابات بموعدها المقرر في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
أرسل تعليقك