أعلنت الرياض مساء الخميس، عن مقتل أحد الجنود السعوديين في معارك على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إن "محافظ خميس مشيط، سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط، نَقل مساء الخميس، تعازي ومواساة القيادة السعودية، لأسرة الجندي، عبدالرحيم بن سعيد الشهراني، في منزلها بقرية مصلوم، الذي استشهد أثناء أدائه الواجب على الحدود الجنوبية مع اليمن".
ولم تذكر الوكالة، توقيت وظروف مقتل الجندي الشهراني. وفي وقت سابق، من يوم الخميس، قالت وسائل إعلام سعودية وأخرى مقربة من جماعة "الحوثي" إن معارك عنيفة اندلعت في السلاسل الجبلية بين اليمن والمملكة، في تصاعد مستمر للقتال الدائر منذ أسابيع، مشيرة إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل من مسلحي الجماعة التي تحدثت أيضا عن مقتل ضابط سعودي.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية، الخميس، بسقوط صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح على أطراف مدينة مأرب دون أن تُسجل أي خسائر بشرية. وسقط الصاروخ في حي الزراعة في منطقة رملية وأدى إلى إحداث وتهشيم نوافذ المنازل القريبة من المكان.
وفي تعز، قتل 40 شخصا خلال يومين في معارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين حول المدينة ، حسب مصادر عسكرية يمنية. وقالت المصادر إن الحوثيين يدفعون بتعزيزات بشرية إلى مشارف محافظة لحج في محاولة للسيطرة على المرتفعات الجبلية المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وأحبطت فيه قوات الشرعية بدعم من طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، هجوما للحوثيين على جبل كهبوب المطل على منطقة باب المندب والشريط الساحلي المجاور. وتمكنت القوات السعودية من صد هجوم
شنه المتمردون الحوثيون وأنصار صالح على منطقة جازان المحاذية للحدود اليمنية، في وقت شنت مقاتلات التحالف العربي غارات مكثفة على مواقع المتمردين في محافظات يمنية عدة.
وحسب ما أعلن مكتب وزير الدفاع السعودي، فقد أوقعت القوات المسلحة خسائر في صفوف المتمردين قدرت بنحو 25 قتيلا ونحو 30 جريحا، أغلبهم من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق.
وكانت مقاتلات التحالف العربي قد شنت في وقت سابق عشرات الغارات على مواقع ميليشيات الحوثيين وصالح في محافظات يمنية عدة. وأفاد مصدر امني بأن مقاتلات التحالف شنت 20 غارة على مواقع الميليشيات في محافظة صعدة معقل الحوثيين، إلى جانب غارات على صنعاء ونهم والحديدة ومأرب وتعز.
وفي مأرب، قتل قائد الشرطة العسكرية في المحافظة العميد عبدالله دحوان، والقيادي في المقاومة الشعبية صالح محمد وهيط وشخص ثالث من المقاومة، في مواجهات مع ميليشيات الحوثي وقوات صالح في جبهة صرواح. وقال مصدر عسكري في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن الميليشيات حاولت الالتفاف على إحدى التلال المطلة على طريق ميسرة في صرواح، وقطع الطريق إلا أن مجموعة عسكرية من الجيش والمقاومة تقدمت باتجاه المواقع التي تسللت اليها الميليشيات وأفشلت العملية. وأكد المصدر، أن الجيش تمكن من القضاء على عناصر الميليشيات المتسللة بالكامل وعددهم سبعة أفراد.
وأعلن المتحدث العسكري باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري الخميس أن "إيران هي أكثر دولة في المجتمع الدولي عوقبت بسبب ممارساتها في دعم الجماعات الإرهابية". وقال في حديثه لقناة RT العربية: إن "المملكة العربية السعودية حينما توجهت للأمم المتحدة لم يأت ذلك من فراغ، وإنما كانت لديها الأدلة.. ونستشهد بما ذكرته البحرية الأميركية، التي قالت إنها أوقفت سفينة إيرانية محملة بالأسلحة متجهة إلى اليمن".
وأكد عسيري أن أفعال إيران تناقض أقوالها، فهي عندما وقعت مع المجتمع الدولي الاتفاق النووي، تعهدت أن تنصاع للإرادة الدولية وأن تسلك سلوك الدول المحترمة في المنطقة. وأشار إلى أن تقدم المملكة بالطلب جاء بسبب "أنها تحترم القانون الدولي والمنظمات الدولية ولا تمارس مثلما تمارسه إيران من دعم للميليشيات الإرهابية وغيرها". وشدد على أنه لا توجد دولة في العالم "تقبل في أن تنتهك حدودها وتقذف مدنها بالصواريخ وتقف مكتوفة الأيدي".
وقال عسيري: إن "المملكة تقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنيها ومدنها وحدودها وسيادتها، وهو ما تقوم به القوات المسلحة اليوم، لكي تردع كل من تسول له نفسه بالإضرار بسلامة وأمن المواطن السعودي".
وكشف عضو في فريق التفاوض التابع للحوثيين الخميس، أن مسؤولا أميركيا قدم لجماعة الحوثي خلال اجتماع في عُمان اقتراحا بوقف شامل لإطلاق النار في اليمن. وقال المسؤول اليمني إن المفاوضين سيعودون إلى صنعاء الجمعة حاملين الخطة التي قدمها توماس شانون مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية أثناء المحادثات التي جرت في مسقط.
والتقى شانون بفريق الحوثيين ومسؤولين من حزب المؤتمر الشعبي العام المتحالف معهم ووسيط عماني في مسقط يومي الـ 8 والـ9 سبتمبر/أيلول لبحث كيفية إنهاء الحرب التي أودت بحياة 10 آلاف شخص وشردت أكثر من 3 ملايين.
وفي واشنطن قال مسؤولون أميركيون إن "الخطة امتداد لجهود وزير الخارجية جون كيري التي بدأها في جدة"، ولم يكشف عضو الفريق المفاوض عن تفاصيل المقترح. وكان جون كيري صرح في السعودية يوم 25 أغسطس/آب الماضي، أنه اتفق في محادثات مع دول الخليج العربية والأمم المتحدة على خطة لاستئناف محادثات السلام بشأن اليمن بهدف تشكيل حكومة وحدة يمنية.
أرسل تعليقك