دمشق - نور خوام
أعلنت الحكومة السورية اليوم الجمعة، النصر على تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور بشرق البلاد في ضربة كبيرة للمتشددين مع تداعي آخر معاقلهم في سورية. وتقع مدينة دير الزور على الضفة الغربية لنهر الفرات وهي أكبر وأهم مدينة في شرق سورية ومركز إنتاج النفط. وقال مصدر عسكري سوري إن وحدات من الجيش أنجزت بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي.
ويتقدم الجيش مدعوما بقذائف روسية وفصائل موالية لإيران صوب آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها "داعش" وهي البوكمال الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات. ويضغط هجوم منفصل تشنه فصائل كردية وعربية، يدعمها تحالف تقوده الولايات المتحدة بضربات جوية وقوات خاصة، على الدولة الإسلامية عند الضفة الشرقية.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة "حزب الله" اللبنانية المتحالفة مع الجيش السوري إن الجيش استعاد أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعرضي والرشيدية في المعارك الأخيرة ولم يتبق له سوى حي الحويقة. وقال المصدر العسكري إن الوحدات الهندسية في الجيش تتابع تفتيش الشوارع والساحات والمباني في أحياء مدينة دير الزور المحررة وتقوم بإزالة الألغام والشراك الخداعية التي زرعها التنظيم في المنطقة.
وأدَّى تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزًا للجيش السوري عند مدخل بلدة "حضر" في ريف القنيطرة عن مقتل 9 عسكريين وإصابة عدد آخر. وقالت مصادر عسكرية إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري اقتحمت حاجزا للجيش السوري وتفجرت على مداخل بلدة حضر، كما أشارت المصادر ذاتها أن البلدة الآن محاصرة من قبل "جبهة النصرة".
وأفادت بأن مجموعات مسلحة من "بيت جن" بريف القنيطرة، التي كانت شهدت في الفترة الماضية مصالحة، تحركت لمؤازرة مسلحي "جبهة النصرة". هذا وقد انضمت مجموعات كبيرة من الشبان في قرى الجولان الى الجيش السوري لمؤازرته في فك الطوق عن حضر. وكانت وسائل إعلام سورية قد تحدثت في وقت سابق، أن التفجير الانتحاري وقع قرب مرتفعات الجولان، وخلف 9 قتلى وأكثر من 20 مصابا، مشيرة إلى أن المسلحين يستهدفون بين الفينة والأخرى مواقع للجيش السوري، في محاولة للسيطرة على جبل الشيخ، الذي يعد منطقة استراتيجية، الواقع على الحدود اللبنانية السورية.
وسط ذلك، أبدى جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة استعداده لحماية قرية حضر الدرزية الواقعة على الجانب السوري من هضبة الجولان، حيث قالت دمشق إن هجوما بسيارة ملغومة نفذته جماعة متطرفة أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل. وكان البيان شمل تعهدا إسرائيليا صريحا على غير المعتاد بالتدخل في الحرب بسورية، حيث يعبر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم المتزايد من دور إيران وحليفتها جماعة "حزب الله" في المعركة إلى جانب الحكومة السورية.
وتقول القوات الجوية الإسرائيلية إنها قصفت قوافل أسلحة للجيش السوري وحزب الله قرابة 100 مرة في الأعوام الأخيرة. ونفذت أحدث ضرباتها يوم الأربعاء حسبما تقول الحكومة السورية. وتمثل محافظة القنيطرة السورية حيث تقع قرية "حضر" بؤرة حساسة لإسرائيل لأنها متاخمة لهضبة الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967، وربما تسعى من الرغبة في التدحل لتوسيع رقعة الأراضي المحتلة من التراب السوري.
أرسل تعليقك