كشفت مصادر محلية من داخل مدينة الطبقة في سورية، أنَّ 16 مدنيًا قُتلوا فجر الثلاثاء، إثر قصف ل طائرات التحالف الدولي، مشيرة إلى أن جثث القتلى لاتزال تحت الأنقاض نتيجة اشتداد وتيرة المعارك خلال الأيام الماضية داخلها بين عناصر تنظيم "داعش" وقوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف. هذا وتمكنت قوات سورية الديمقراطية من السيطرة على معظم أحياء المدينة خلال الساعات الماضية باستثناء ثلاثة أحياء شمال المدينة تراجع إليها تنظيم داعش وسط معلومات تتحدث عن مفاوضات بين الطرفين لإعطاء التنظيم طريق انسحاب من مدينة الطبقة باتجاه مناطق سيطرته في ريف حلب.
وأفادت المصادر ذاتها بأن المفاوضات تجري عبر وسطاء ووجهاء لإجلاء عناصر تنظيم داعش من الحي الأول والثاني والثالث وسد الطبقة (سد الفرات ) إلى مدينة مسكنة بريف حلب أو مكان آخر بريف الرقة الجنوبي, مؤكدة أنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق بهذا الشأن، بعد أن تسببت المعارك بنزوح قرابة 15 ألف مدني من أهالي المدينة خلال الأيام الماضية؛ هربا من العمليات العسكرية الدائرة.
ورفض مجلس منبج العسكري، السماح لقرابة 150 مدنيًا من أهالي الطبقة الذين فروا من الصراع بالدخول إلى مدينة منبج في ريف حلب الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية وأمر بترحيلهم نحو مناطق سيطرة الجيش الحر بالقرب من مدينة جرابلس، وهو ما دفع الجيش التركي المتمركز في المنطقة القريبة لإطلاق النار على الحافلات رافضًا إدخالهم إلى المدينة تخوفًا من وجود عناصر للتنظيم ضمن النازحين.
وأكدت مصادر في مدينة الحسكة، أن تنظيم "داعش" ارتكب مجزرة بحق المدنيين العالقين في منطقة مخيم "رجم صليبي" الواقع شرق مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، وأن الحصيلة الأولية بحسب مصادر طبية تشير إلى مقتل 50 مدنيًا وجرح آخرين، في الهجوم الذي شنه التنظيم على المخيم يوم الإثنين الماضي، علمًا بأن سكان المخيم هم من الهاربين من مناطق سيطرة "داعش" في ريف دير الزور الشرقي ومنعتهم قوات "الاسايش" التابعة للوحدات الكردية من دخول الحسكة بحجة المخاوف الأمنية.
وكانت الوحدات الكردية قد قبلت قبل أشهر بنقل ما يقارب 200 مدني فقط من "رجم صليبي" إلى مخيم الهول الواقع شرق المحافظة، في حين يقدر عدد سكان المخيم المهمل من قبل المنظمات الإنسانية بقرابة 2500 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء ويعيشون ضمن حفر أنشئت حديثا لكون العواصف اقتلعت خيامهم مرات عدة.
وحذَّر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان خلال لقاء مع رئيس الأركان السوري العماد "علي عبدالله أيوب " في طهران من أن أي خطوة عدائية ضد سورية ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسيع نطاق الحرب، مشددًا على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية من قبل كافة الدول. وأكد دهقان، أن الشعب الإيراني سيبقى دومًا إلى جانب الشعب السوري، ولن يمتنع عن تقديم أي جهد ودعم من أجل إرساء السلام والاستقرار ومواجهة ممارسات الإرهابيين. وأضاف "أي خطوة عدائية ضد سورية ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتوسيع نطاق الحرب وإراقة الدماء واستمرار العنف في المنطقة".
ودان الوزير الإيراني مجددًا الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، معتبرًا أن واشنطن "من خلال إضعاف جبهة المقاومة ضد الإرهاب، وضمن ترميم معنويات الإرهابيين وتعزيزها"، تسعى لضمان أمن إسرائيل ومنح الشرعية لوجودها و"ممارساتها العدوانية في المنطقة". فيما تعهد رئيس هيئة الأركان السورية بأن الجيش السوري سيواصل حربه ضد الإرهابيين حتى تحرير كامل الأراضي السورية، كما أكد عبد الله أيوب في الوقت نفسه أن حل الأزمة السورية يتمثل بالحوار السوري السوري.
وتناقلت وسائل إعلامية عدة، خبر الاقتراح الروسي بإنشاء "مناطق آمنة" أو "مناطق تخفيف تصعيد" بين الحكومة السورية والتنظيمات المتشددة. وذكرت وكالات أنباء روسية أن المقترح يتضمن إنشاء مناطق آمنة في أربع نقاط هي : محافظة إدلب، شمال حمص، الغوطة الشرقية، وجنوب سورية. وجاء المقترح الروسي تحت عنوان "اقتراحات روسيا الاتحادية حول إنشاء مناطق تخفيف التصعيد على أراضي الجمهورية العربية السورية". وتضمن المقترح إرسال وحدات عسكرية من الدول الضامنة للاتفاق، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، إضافة إلى إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربع، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية.
ونصّ المقترح، بحسب الوكالات الروسية، على "خلق الدول الضامنة للظروف الملائمة، وتأمين عودة النازحين في الداخل السوري، واستعادة منشآت البنية التحتية وإعادة إمدادات المياه، وغيرها من المستلزمات الحياتية للسكان داخل المناطق الأربع". وتسعى روسيا في آستانة للحصول على قرار من الدول الضامنة للمحادثات، حتى يبدأ إنشاء تلك المناطق، وشكّلت لجنة عمل مشتركة على مستوى الممثلين المفوضين عن الدول. وتحدث المقترح، حسب المصادر عن "منع استخدام أي نوع من الأسلحة في هذه المناطق، مع ضرورة أن تساعد قوى المعارضة في طرد تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، أو ما يسمى حاليًا "هيئة تحرير الشام"، من مناطق تخفيف التصعيد. وعلى الجانب الإنساني، تضمن المقترح “تأمين مرور المدنيين بين المناطق المختلفة وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة تهيئة البنى التحتية، وتوفير متطلبات الحياة اليومية للناس”.
وكشف ناشطون من مدينة السويداء، أن "المركز الثقافي في مدينة السويداء، برعاية مركز المصالحة الروسي، سيحتضن مهرجانًا يوم الأربعاء ﻹعلان محافظة السويداء أول منطقة آمنة في سورية". فيما لم تعلن روسيا ولا أي من الدول "الضامنة للمحادثات" عن تفاصيل المقترح حتى الآن، بينما قال وفد "المعارضة" أنه وجد "معطيات إيجابية"، لذلك أعلنت عن حضورها لمؤتمر أستانا. وكان أول من تحدث عن مضمون المقترح الروسي، فاتح حسون، عضو وفد "المعارضة" المسلحة إلى آستانا، قائلًا إن "روسيا طرحت فكرة إنشاء "مناطق خاصة"، للتخفيف من حدة التوتر بين الجيش العربي السوري وفصائل "المعارضة"، تدخلها قوات من دول "محايدة" إلى خطوط التماس".
أرسل تعليقك