الخرطوم ـ عادل سلامه
وصل رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، اليوم الأربعاء، الى العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير، تتعلق بإزالة التوتر في علاقات البلدين. واستقبل الرئيس البشير وعدد من وزرائه، ضيفه ميارديت بمراسم رسمية في مطار الخرطوم الدولي.
وقال وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، في تصريحات أعقبت وصول الرئيس الزائر، إن زيارة ميارديت "سيكون لها ما بعدها"، وأضاف أن "الزيارة ستؤسس لعلاقات مستقرة بين البلدين". بدوره، وصف وزير الإعلام بدولة جنوب السودان، مايكل مكوي، زيارة رئيسه إلى السودان بأنها "مهة جدًا، لتطبيع العلاقات بين البلدين، بعد التوتر الذي حدث في الفترة الماضية". وتابع "الزيارة ستضع خارطة طريق لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في الفترة الماضية". وأشار الى أن "الأوضاع تتطلب تعاون البلدين، والعمل سويًا لتحقيق السلام والاستقرار".
وينتظر أن يبحث الرئيسان تنفيذ 9 اتفاقيات وقعتها الدولتان 27 سبتمبر/ أيلول 2012 بالعاصمة الإثيوبية أديس، وتعرف بـ"اتفاقيات التعاون المشترك". وتتضمن تلك الاتفاقيات، قضايا نفط جنوب السودان ورسوم تصديره عبر المنشآت السودانية، علماً بأن جنوب السودان دولة مغلقة بلا حدود بحرية. كما تتضمن، ترتيبات اقتصادية ومالية انتقالية ظلت عالقة بين البلدين منذ استقلال جنوب السودان 2011.
وتشمل المباحثات أيضًا، تنشيط التجارة الحدودية بين البلدين، وتقدر بحوالي 4 مليارات دولار. واتفق البلدان، أمس الثلاثاء، على سحب جيشيهما من "المنطقة المنزوعة السلاح"، بعمق 10 كيلومتر داخل كل من الدولتين، وفقاً لنصوص الاتفاقيات المبرمة بينهما.
وكانت اشتعلت في 15 ديسمبر/ كانون ثاني 2013 حرب أهلية في الدولة الحديثة (جنوب السودان التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011)، بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير (الحكومية)، ونائبه الأسبق رياك مشار.
وخلفت الحرب بعد أن تحولت لاحقاً إلى حرب قبلية بين عرقيتي "دينكا" التي ينتمي إليها الرئيس ميارديت، وعرقية "نوير" التي ينحدر منها نائبه مشار، نحو 10 آلاف قتيل، وشردت مئات الآلاف من المدنيين وفقاً لتقديرات أممية. وفشل اتفاق سلام أبرم بين ميارديت ومشار في أغسطس/ آب 2015 بأديس أبابا في إيقاف الحرب.
أرسل تعليقك