لا يزال الغموض يلف مصير 16 مقاتلاً من قوات النخبة السورية العاملة في عملية "غضب الفرات"، جرى حصارهم من قبل تنظيم "داعش". وحسب مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المقاتلين الـ 16 تمت محاصرتهم خلال عملية تسلل عبر أنفاق وإيقاعهم في حصار عند "باب بغداد" على أسوار المدينة القديمة، عند محاولة قوات النخبة التقدم والتوغل الى داخل معقل تنظيم "داعش" في سورية، حيث فقد الاتصال معهم، فيما تجري عمليات قتال بين قوات النخبة وعناصر التنظيم في الأطراف الغربية للقسم الشرقي لمدينة الرقة، في محاولة لفك الحصار عن المقاتلين المحاصرين من قوات النخبة، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين.
وكانت مصادر للمرصد السوري أكدت أن تنظيم "داعش" بعد أن عمد الى تحصين خطوط التماس مع قوات عملية “غضب الفرات” عبر زرع مكثف للألغام ونشر القناصة بشكل واسع، والاعتماد على الهجمات المعاكسة وتفجير المفخخات والأحزمة الناسف، قام التنظيم باتباع تكتيك الأنفاق، عبر استخدام أنفاق محفورة مسبقاً في عملية الالتفاف، التي من شأنها إيقاع خسائر بشرية في صفوف القوات المهاجمة، فيما تمكنت قوات عملية "غضب الفرات" أمس الأحد من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على أجزاء من حي البتاني ، وسط استمرار الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين طرفي القتال، في محاولة من قوات عملية “غضب الفرات” استكمال سيطرتها على الحي، لتوسع بذلك نطاق سيطرتها داخل المدينة، التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سورية.
كذلك أكدت المصادر نفسها، أن الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، داخل مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم "داعش" في سورية، تباطأت بشكل كبير، وعزت المصادر السبب في ذلك، إلى وصول قوات عملية “غضب الفرات” إلى تحصينات تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، حيث يستميت عناصر التنظيم في صد الهجمات التي تقوم بها "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية. كما عمد التنظيم سابقاً إلى زرع الألغام بكثافة إضافة لنشر قناصته ورصد معظم الطرقات والمحاور الواصلة إلى مناطق تواجده، واعتماده كذلك على الهجمات المعاكسة وتفجير عناصره لأنفسهم بأحزمة ناسفة، كما ذكر المرصد السوري في وقت سابق أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سورية الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأميركية، بإسناد من طائرات التحالف الدولي، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من تنظيم "داعش" بينهم قياديون محليون وقادة مجموعات, وهناك معلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة الى إصابة العشرات، في حين تأتي هذه الزيادة في أعداد الخسائر البشرية بمدينة الرقة، مع تمكن قوات عملية “غضب الفرات” من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة والسيطرة على معمل السكر، إضافة لدخولها لأطراف حي البتاني في شرق المدينة وحيي حطين والبريد في غرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية “غضب الفرات” في عمليتها الذي تهدف من خلالها للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة تنظيم "داعش" والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم كذلك من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.
وقصفت طائرات حربية سورية أماكن في بلدة حطلة الواقعة في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، ما تسبب في مقتل إمرأة وطفلتها، في حين أصيب آخرون بجروح. وكانت طائرات حربية نفذت مجزرة في بلدتي مراط وحطلة أمس الأول متسببة في استشهاد 11 مواطناً بينهم 5 أطفال دون سن الثامن عشر و3 مواطنات، قضوا في غارات استهدفت مناطق في بلدتي حطلة ومراط بريف دير الزور الشرقي.
وتشهد مدينة الرقة عمليات قصف متبادل بين تنظيم "داعش" من جهة، وقوات عملية “غضب الفرات” من جهة أخرى، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المدين وقصفها لمناطق سيطرة التنظيم فيها، ما تسبب في استشهاد مواطنين اثنين أحدهما فتى دون سن الـ 18. وفي محافظة الحسكة، دارت اشتباكات دارت الأحد في الريف الجنوب لمدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، إثر هجوم من انغماسيين في صفوف تنظيم "داعش"، على مواقع لقوات سورية الديمقراطية في جنوب مدينة الشدادي من جهة محطة المياه، رافقها تفجير عنصر من التنظيم لنفسه بحزام ناسف، فيما وردت معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال، كذلك جرى تشييع 4 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية ممن قضوا جراء إصابتهم في قصف وتفجيرات واشتباكات مع تنظيم "داعش" في ريف الرقة ضمن عملية “غضب الفرات”، فيما سمع دوي انفجار في مدينة القامشلي، ناجم عن انفجار قنبلة في منطقة السياحي، دون ورود معلومات عن تسببها بوقوع خسائر بشرية.
أما في محافظة حلب، فقد شيع الاحد في مدينة عين العرب كوباني في ريف حلب الشمالي الشرقي، 7 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية ممن قضوا في قصف وتفجيرات واشتباكات في ريف الرقة مع تنظيم "داعش"، خلال عملية “غضب الفرات”، كذلك يسود توتر في حي الخالدية إثر قيام مسلحين موالين للنظام من “اللجان الشعبية” بإطلاق الرصاص على دورية للقوات الحكومية في منطقة الخالدية، وسط مدينة حلب تبعها اعتقال عدد من عناصر اللجان الشعبية، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح أمس أن عنصراً من قوات الدفاع الوطني في حي سليمان الحلبي ألقى قنبلة يدوية على دورية لعناصر الأمن، تلاها محاولة إطلاق النار عليهم مباشرة، فيما تشهد مدينة حلب انفلاتاً أمنياً من عمليات قتل وإطلاق نار عشوائي وإلقاء قنابل، أودت بحياة العديد من المدنيين في المدينة التي تسيطر القوات الحكومية على معظمها، كان آخرها ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ نحو 6 أيام، عن قيام عنصر من اللجان الشعبية الموالية للقوات الحكومية “الشبيحة”، بقتل طفل في مدينة حلب.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري حينها فإن الطفل أحمد جاويش ذا الـ 12 ربيعاً كان يطلب من المارة ثمن إفطار له عصر يوم الاحد 11-6-2017 ، وصادف أحد شبيحة النظام السوري وطلب منه ذلك، ليقوم على إثرها "الشبيح" بإطلاق النار على رأس الطفل من سلاحه الفردي ويرديه غارقاً بدمائه ليفارق الطفل الحياة على إثرها، حيث جاءت عملية القتل البشعة هذه، بعد نحو 4 أعوام من إقدام عناصر من تنظيم “داعش” حينها لقتل الطفل محمد قطاع بائع القهوة في مدينة حلب والذي تبنى المرصد السوري لحقوق الإنسان قضيته وتلقى هجوم من البعض ممن يقاتلون التنظيم اليوم والذين كانوا حلفائه حينها.
ونشر تنظيم "داعش" عملية إعدام جماعي، بإطلاق النار والذبح، بحق 7 أشخاص في ريف دير الزور، ووردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور لإصدار تنظيم "داعش"، يظهر فيه إعدام 7 فتيان وشبان، قال التنظيم أنهم من “جيش مغاوير الثورة”، وأنه أسرهم في وقت سابق، حيث جرى إعدام 6 منهم بعد تعليقهم ومن ثم إطلاق النار عليهم ببنادق آلية قال التنظيم أن التحالف الدولي زود جيش مغاوير الثورة بها، فيما أعدم السابع عبر فصل رأسه عن جسده بعد ذبحه.
يشار إلى أن الإعدام الجماعي هذا للأشخاص السبعة، هو من ضمن عملية إعدام جماعي بحق 8 أشخاص نفذها تنظيم "داعش" في الـ 8 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، ووثقها ونشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث عمد التنظيم إلى إعدام 8 شبان في قرية الباغوز التابعة لمدينة البوكمال الحدودية مع العراق في شرق دير الزور، بتهمة “التعامل مع التحالف الدولي وإعطاء إحداثيات عن المواقع”.
أما في محافظة حماة ، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في الريف الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة سلمية، الواقعة في ريف حماة الشرقي، حيث تحاول القوات الحكومية تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة على حساب التنظيم، واستعادة مناطق كانت خسرتها خلال الأشهر والأعوام الفائتة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية تمكنت من تحقيق تقدم على محور الشيخ هلال الواقع على طريق سلمية – أثريا – خناصر، واستعادت السيطرة على قرية رسم أمون، وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف على محاور القتال ومناطق سيطرة التنظيم في ريفي سلمية وحماة الشرقيين، أيضاً استهدفت الفصائل بعدة قذائف، تمركزات لالقوات الحكومية على حاجز الزلاقيات في الريف الشمالي لحماة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، كذلك استشهد 6 أشخاص على الأقل بينهم 5 من عائلة واحدة إضافة لمواطنة، إثر انفجار لغم بهم في منطقة هنيدة بريف الرقة الغربي، كان قد زرعها تنظيم "داعش" في وقت سابق، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بينهم اثنان بحالة خطرة، كذلك وردت معلومات عن وقوع شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في ناحية عقيربات.
وتعرَّضت منطقة في بلدة الغارية الشرقية لقصف بقذيفة من قبل القوات الحكومية، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين لا يزال الهدوء مستمراً منذ أكثر من 36 ساعة في مدينة درعا، نتيجة الاستمرار في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان مقرراً أن يجري تطبيقه في الجنوب السوري لمدينة 48 ساعة، بعد الاتفاق الروسي الأردني الأميركي، وتخلل الهدوء سقوط قذائف أطلقتها القوات الحكومية على عدة جولات، مستهدفة مناطق سيطرة الفصائل في المدينة، فيما كانت الساعة الأولى من تطبيق الاتفاق الروسي الأميركي الأردني عند الساعة الـ 12 من ظهر يوم السبت الـ 17 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، قصفاً بعدة قذائف من قبل القوات الحكومية على مناطق في درعا البلد، وتنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في محيط مخيم درعا ومناطق في مدينة درعا.
وجاء الهدوء السائد في مدينة درعا نتيجة الاتفاق، بعد أعنف معارك شهدتها مدينة درعا منذ بدء اتفاق “تخفيف التصعيد”، في الـ 6 من أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2017، حيث اندلع القتال العنيف بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، في الثالث من حزيران / يونيو الجاري، واستمرت لظهر اليوم الـ 17 من الشهر ذاته، وترافق مع أعنف تصعيد شهدته مدينة درعا منذ أشهر، واستهدفت القوات الحكومية والطائرات الحربية والمروحية بأكثر من 2000 غارة وبرميل متفجر وصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض أرض، وقذيفة مدفعية وصاروخية، مدينة درعا، ما تسبب في دمار كبير بالبنى التحتية والمباني ومنازل المدنيين، إضافة لسقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين، فيما قضى قتل عشرات المقاتلين من الفصائل والعناصر من القوات الحكومية في هذه المعارك، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حذراً من قبل الفصائل من تطبيق هذا الاتفاق في هذا التوقيت، وبخاصة أن الاتفاق محدود لمدة 48 ساعة، كما أنه جاء عقب قصف مكثف طال المدينة، وبعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات الحكومية للمشاركة في معركة درعا، فيما تعد هذه المعركة التي شهدتها مدينة درعا منذ الـ 3 من حزيران الجاري، ثالث معركة عنيفة تشهدها المدينة منذ مطلع أيار / مايو الفائت، وأعنف معركة منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق “تخفيف التصعيد” الممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، والتي تشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري في الـ 6 من أيار الفائت، حيث كان جرى قتال في الـ 22 من أيار / مايو الفائت، كما جرى قتال في الـ 17 من الشهر ذاته، واللذين ترافقا مع عشرات الغارات والضربات الصاروخية والمدفعية المتبادلة بين الطرفين، كما أنه جدير بالذكر أن الفصائل المقاتلة والإسلامية أطلقت في النصف الأول من شباط / فبراير الفائت من العام الجاري 2017، معركة “الموت ولا المذلة” والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا، وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع لالقوات الحكومية، وقضى وقتل وأصيب العشرات من مقاتلي الطرفين خلال هذه الاشتباكات والقصف الذي رافقها.
وقال روبرت فورد، آخر سفير لواشنطن في دمشق، إن الولايات المتحدة أعطت السوريين أملاً زائفاً؛ لأن مسؤولين أميركيين قدموا وعوداً للمتظاهرين والمحتجين لم ينفذوها، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خدع نظيره الأميركي جون كيري في صفقة الكيماوي نهاية 2013 وكان يعامله كالطفل.وأوضح فورد، في حديث لـ"الشرق الأوسط" في لندن، أن زيارته إلى مدينة حماة في يونيو/حزيران 2011 استهدفت الاطلاع على من الذي يبدأ بإثارة العنف، لكنها أعطت المتظاهرين أملاً زائفاً بأن أميركا ستقف معهم وستتدخل عسكرياً، في وقت كانت تسعى إلى حل تفاوضي. وتابع أنه في نهاية 2013 كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام، وسيفاوض على صفقة وحل تفاوضي لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضين ومستقلين. وأضاف: أكبر خطأ سياسي ارتكبته، أني لم أتوقع أن ترسل إيران و"حزب الله" آلاف المقاتلين لأجل حماية الرئيس السوري بشار الأسد"
أرسل تعليقك