الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
تطلع المغرب باهتمام بالغ إلى نتائج الانتخابات التشريعية التي انطلقت يوم الأحد، وسط تخوف من أحزاب اليمين المتطرف، التي روجت خلال الحملة الانتخابية إلى خطاب عدائي تجاه المغرب، خاصة حزب "فوكس" الذي طالب ببناء جدار فاصل حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مع إجبار المغرب على تسديد تكلفته، وتهديده بوقف المساعدات الاقتصادية في حالة رفضه.
وتميزت الحملة الانتخابية بهجوم مبالغ فيه لأحزاب اليمين المتطرف على المغرب، حيث تم اتهامه بتصدير المهاجرين إلى إسبانيا، في وقت تشير فيه الأرقام والإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، وجود انخفاض ملحوظ في تدفق المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء صوب إسبانيا.
أقرأ أيضا :
ملك المغرب يدين الهجمات المتطرفة في سيريلانكا
ويلاحظ المتتبعون للشأن السياسي في إسبانيا، أن أحزاب اليمين التقليدي، كالحزب الشعبي الإسباني وحزب "مواطنون"، انتقلت من يمين الوسط الليبرالي إلى أقصى اليمين الليبرالي، وصارت تروج لخطاب أكثر عدائية تجاه المغرب، وهو ما يجعل الملكة تفضل فوز الحزب الاشتراكي الحاكم خلال الانتخابات التشريعية، خاصة أن العلاقات بين البلدين تحسنت في عهد رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز الذي قام بزيارة رسمية إلى المغرب، التقى خلالها بالملك محمد السادس وبرئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
واتخذ بيدرو سانشيز مجموعة من المواقف المؤيدة للمغرب منذ توليه رئاسة الحكومة، عقب سقوط حكومة الحزب الشعبي الإسباني بسبب فضائح الفساد، من بينها دفاعه الدائم عن جهود المغرب في مكافحة الهجرة، حيث طالب الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة بالزيادة من قيمة الدعم المالي الموجه إلى المغرب لمحاربة الهجرة، وهو الأمر الذي تمت الموافقة عليه في نهاية الأمر.
ويُعد الأمر الثاني الذي يجعل المغرب يفضل فوز الحزب الاشتراكي، هو موقف جل أحزاب اليسار الراديكالي (حزب بوديموس خاصة) من الوحدة الترابية للمملكة، علما أن الحزب الاشتراكي ظلت مواقفه داعمة للمغرب أو على الأقل محايدة من النزاع حول الصحراء.
وعلى الرغم من مهاجمة اليمين المتطرف للمغرب واتهامه بتصدير المهاجرين إلى إسبانيا، غير أن المغرب لم يكن حاضرا بشكل كبير خلال الحملة الانتخابية لمختلف الأحزاب الإسبانية، بخلاف ما كان الأمر عليه في السابق، حيث كان موضوع الصحراء يشكل مادة دسمة للنقاش والسجال بين الأحزاب السياسية الداعمة أو المعارضة للوحدة الترابية للمملكة، حيث فرضت الأزمة الاقتصادية التي ضربت إسبانيا منذ عشر سنوات، على الأحزاب السياسية الاهتمام أكثر بالشأن الداخلي عوض الاهتمام بالعلاقات الخارجية في الحملات الانتخابية، باستثناء حزب "فوكس" الذي خصص جزءا من حملته الانتخابية لمهاجمة المغرب بخطاب يكاد يكون قريبا من العنصرية، حيث طالب أيضا بترحيل المهاجرين القاصرين إلى المغرب، وإغلاق المساجد، مدعيا أنها تساهم في انتشار التطرف.
وقد يهمك أيضاً
زيارة رسمية لملك المغرب إلى السعودية تتضمن أداء مناسك العمرة
عبدالله بن زايد يلتقي طلبة الإمارات الدارسين في الولايات المتحدة
أرسل تعليقك