طرابلس - العرب اليوم
لاتزال العاصمة الليبية طرابلس تشهد حتى الساعة، اشتباكات عنيفة بين عناصر من قوات "حكومة الوفاق الوطني" المعترف بها دوليًا، وأخرى من قوات "حكومة الانقاذ". وتتركز هذه الاشتباكات في عدة مناطق أبرزها حي أبوسليم المركز، و مناطق الهضبة و مشروع الهضبة والهضبة القاسي و صلاح الدين، اضافة الى حي دمشق وباب بن غشير القريبين من مقر الموتمر العام في "ريكسوس" .و قد طالبت هيئة السلامة الوطنية المواطنين القاطنين في تلك المناطق توخي الحيطة والحذر بعدما اصابت بعض القذائف العشوائية ممتلكات عامة و خاصة، فيما بينت لقطات فيديو دبابة تتجول فى منطقة الهضبة بينما تتصاعد النيران من غابة النصر .
و طالت النيران ممتلكات في منطقة أبو سليم و حتى في منطقة الظهرة، حيث أصيب مبنى شركة "مليتة" للنفط و الغاز، و شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه و من غابة النصر. و كان لمنطقة أبوسليم كما جرت العادة ، النصيب الاكبر من الأضرار حيث تسببت هذه الاشتباكات فى حرائق و أضرار بعدة منازل فى المنطقة . و شهدت منطقة طريق المطار إنتشاراً للمسلحين و العربات المسلحة فيما دارت إشتباكات عنيفة ثم متقطعة بعد منتصف النهار بالقرب من مقر وزارة الداخلية الواقع على تقاطع طريق المطار . و لم تسلم المساجد العامرة بالمصلين ظهر اليوم الجمعة بدورها من رصاص الاشتباكات حيث أصيب مسجد البدري فى الهضبة بأعيرة نارية ثقيلة من عيار ” 23 ملم ” أسفرت عن وقوع بعض الاضرار المادية به .
و قال مصدر طبي من مستشفى أبوسليم للجراحة و الحوادث أنه إستقبل 10 حالات وفاة حتى الساعة الواحدة ظهراً بعد منتصف اليوم بينهم 3 مدنيين . و شهدت عدة طرقات عامة و منافذ و مخارج على الطريق السريع إغلاقاً و توجيها للمارة نحو مسالك و طرقات أخرى بسبب الاشتباكات الواقعة فى المناطق القريبة . وكشفت كتيبة الردع والتدخل المشتركة (محور منطقة أبو سليم غنيوة ) في بيان لها ملابسات تعرض المنطقة صباح اليوم لهجوم مسلح قامت به من وصفتهم بـ” العصابات” المتمركزة في المشروع الزراعي و خلة الفرجان وطريق المطار بالاشتراك مع من وصفتهم بـ” الخونة ” لمدينة طرابلس.
وأوضحت كتيبة الردع في بيانها أن الهجوم بدأ من منطقة أبو سليم بهدف الى السيطرة على العاصمة طرابلس وإدخال البلاد في دوامة للعنف وعدم الاستقرار وزيادة معاناة المواطنين مع اقتراب شهر رمضان. واتهم البيان من وصفهم بـ"العصابات" التي تنفذ هذا الهجوم بالوقوف وراء عمليات التفخيخ الأخيرة في منطقة أبوسليم ، مبينةً بأن حصيلة الاشتباكات الدائرة الان خمسة قتلى في صفوف الكتيبة وأنها كبدت المهاجمين عدد من الإصابات وخسائر كبيرة في الأرواح والأليات ، وفق تعبيرها .وأكدت قوة الردع أبو سليم في بيانها بأنها تحافظ على كافة مواقعها ، مطالبةً كافة المواطنين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها الا للضرورة وعدم الاقتراب من محاور الاشتباكات الى حين انتهاء العمليات العسكرية والتي تسير على ما يرام حسب تعبيرها.
ورفض السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، ما وصفه بـ"الاتهامات الباطلة" من أفراد يتبعون الحكومة المؤقتة. وأكد ميليت، في بيان نشره عبر "تويتر"، أن بلاده ترفض اتهامها بـ"دعمها جماعات معينة يجب أن تحكم ليبيا"، مؤكدًا أنها "لا تدعم مثل هذه الجماعات فمستقبل ليبيا السياسي يقرره الليبيون وحدهم".
وقال السفير البريطاني: "لا يمكن إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا حتى يتفق الشعب الليبي على نظام حكم وطني فعّال وقوي"، مجددًا دعم بلاده للجهود الليبية لتسهيل الحوار بين الليبيين. وأكد أن "رافضي الحوار في ليبيا يمنعون إنشاء الحكم الفعال في ليبيا، فالمصالحة والحوار هي السبيل الوحيد لرفع المعاناة عن الشعب الليبي ولهزيمة الإرهاب للأبد".
وكان السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، عبَّر عن امتنانه لليبيين الذين أرسلوا رسائل تعزية بعد هجوم "مانشستر" والذي خلف 22 قتيلا و 59 بجروح، في حادث أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه عبر أحد أتباعه وهو ليبي الجنسية يدعى سليمان العبيدي. وقال السفير البريطاني إنه تم مناقشة الهجوم خلال مكالمة هاتفية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج، مؤكدًا أن بلاده تقدر دعم الشعب الليبي ومساعدة السلطات الليبية في هذا القوت العصيب.
وتابع ميليت يقول: إن "لإرهاب يهددنا جميعًا، الكثير من الليبيين والبريطانيين فقدوا حياتهم نتيجة الهجمات الإرهابية (..) الكثير من الليبيين ضحوا بحياتهم في محاربة الإرهابيين في بنغازي". وأكد السفير البريطاني، أن المملكة المتحدة ستظل تدعم الشعب الليبي في سعيه نحو القضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى إجراءات اتخذتها الحكومة البريطانية ضد أشخاص وجماعات إرهابية متطرفة ليبية داخل بريطانيا.
أرسل تعليقك