أعلن الجيش السوري الجمعة، عن مقتل 6 من عناصره، وجرح آخرين في الهجوم الصاروخي الأميركي الذي استهدف مواقع عسكرية تابعة له في ريف حمص، فجر اليوم، فيما توالت ردود الفعل العربية والدولية على هذا الحدث المفاجئ وتوزعت ما بين مؤيد ومتفهم ومعارض له. ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" بيانًا للجيش قال فيه: "إن الولايات المتحدة الأميركية أقدمت عند الساعة 3:42 دقيقة فجر الجمعة على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ". وأضاف أن "الهجوم أسفر عن مقتل 6 وسقوط عدد من الجرحى، فضلًا عن إحداث أضرار مادية كبيرة." وأدان البيان ما سماه "العدوان الأميركي"، معتبرًا أنه "يقوض عملية مكافحة الإرهاب". وروسيا كانت أولى الدول التي عقبت على الهجوم الصاروخي الأميركي، فبعد أن أدانته بشكل تام، أعلنت أنها مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ على خلفية هذا الهجوم. وذكرت وكالة "تاس" الروسية، عبر موقعها الإلكتروني، أن "الخارجية الروسية دعت مجلس الأمن الى عقد اجتماع طارئ لبحث الوضع في أعقاب الهجوم الصاروخي الأميركي على قواعد عسكرية في سورية".
واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن "هذا الهجوم هو عدوان ضار بالعلاقات الروسية-الأميركية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب. ونقل دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الكرملين، عن الرئيس الروسي اعتباره الضربات الأميركية على سورية بأنها محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق، وهي ستضر بالعلاقات مع روسيا، وستعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب.
في المقابل، رحبت كل من ألمانيا وبريطانيا، وفرنسا، واليابان، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات وإسرائيل، بالضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت قاعدة جوية للجيش السوري. واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الرئيس السوري بشار الأسد وحده المسؤول عن الضربة الأميركية . وقالت المستشارة ميركل أن الضربة الأميركية كانت مبررة، لكنها دعت إلى تركيز الجهود على التسوية السياسية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ديمقراطيا. وأضافت ميركل في تصريحات صحفية لها في برلين: "اليوم أشدد مرة أخرى على أنه من الصائب والمهم تركيز كافة الجهود على المفاوضات السياسية في مجلس الأمن الدولية وفي جنيف لتحقيق حل سياسي انتقالي، والتوصل ديمقراطيا إلى إزاحة نظام الأسد الذي تسبب بهذا القدر الهائل من المعاناة للشعب السري".
ووصفت ميركل العملية العسكرية بأنها "مبررة نظرا لحجم جرائم الحرب ومعاناة المدنيين الأبرياء والحصار في مجلس الأمن الدولي" (في اشارة الى الفيتو الروسي).
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، أن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية. كما عبّر إيرولت عن ترحيب بلاده بالضربة الأميركية، قائلا إن "استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب". وأضاف إيرولت أن الضربة الصاروخية الأميركية تبعث إشارة كذلك لروسيا وإيران.
وأعلنت الحكومة البريطانية عن "الدعم الكامل" للهجوم الصاروخي الأميركي، على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في حمص. واعتبرت في بيان لها الجمعة، أنّ الضربة الأميركية التي وجهت للقاعدة العسكرية، بمثابة "الرد المناسب للهجمة الوحشية بالأسلحة الكيميائية للنظام السوري ضد المدنيين". وأشارت الحكومة البريطانية إلى أن "الضربة العسكرية لها هدف ردعي ضد أي استخدام للأسلحة الكيميائية في المستقبل".
وحمّل أمين عام حلف شمال الأطلسي، الناتو، ينس ستولتنبرغ، الحكومة السورية كافة المسؤولية، بخصوص القصف الصاروخي الأميركي للقاعدة الجوية ، على خلفية استخدام السلاح الكيميائي. وقال ستولتنبرغ في بيان "لا يمكن القبول باستخدام أي سلاح كيميائي، ولايمكن أن يبقى دون رد، ويجب تحميل المسؤولية للفاعلين". وأردف أن "الناتو يعتبر استخدام السلاح الكيميائي تهديدا للسلم والأمن الدولي".
وفي أنقرة قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن "بلاده تنظر بإيجابية للضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية، وإن المجتمع الدولي يجب أن يبقى على موقفه ضد وحشية الحكومة السورية". ومن ناحيته، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجمة العسكرية الأميركية، وأكد نتياهو أن ترامب بعث "بالأقوال وبالأفعال رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيميائية ونشرها لا يطاقان"، آملا في "أن تتردد أصداء هذه الرسالة الحازمة إزاء الأفعال الفظيعة التي يرتكبها نظام الأسد ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغ يانغ وأماكن أخرى أيضا".
أما في الجانب العربي، فقد أعلنت المملكة العربية السعودية، تأييدها الكامل للغارات العسكرية الأميركية على أهداف في سورية، ووصف مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قرار ترامب بالـ"شجاع"، موضحا أن القصف جاء "ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده". كذلك رحبت دولة الإمارات بالعملية العسكرية ، في حين أعلنت وزارة الخارجية البحرينية تأييدها لها، مؤكدة أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء.
وحدها إيران بعد روسيا، أدانت العملية العسكرية الأميركية، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريح صحافي: "إن إيران تدين الهجمة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأميركية". وتابع: "نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف فيه المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سورية أكثر".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه أمر الليلة الماضية بضرب القاعدة الجوية التي انطلقت منها الهجمة الكيميائية على خان شيخون السورية. وقال إن هذه الضربات على سورية كانت لحماية الأمن القومي الأميركي، بعد أن فشلت جميع المحاولات لتغيير سلوك الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا ترامب العالم المتحضر للانضمام إلى الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء المجازر في سورية، مؤكدًا أنه ليس هنالك أي شك في استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية محظورة.
واستهدفت الضربات الأميركية موقعًا للأسلحة الكيميائية بالقرب من حمص السورية. وتضمنت هذه الضربات إطلاق 59 صاروخًا من طراز "توماهوك" باتجاه قاعدة الشعيرات الجوية في سورية. وأوضحت مصادر عسكرية إن سفنًا حربية أميركية نفذت عمليات القصف حيث أطلقت 59 صاروخ "توماهوك" على قاعدة الشعيرات الجوية في حمص السورية واستهدفت طائرات ومدارج ومحطات تزويد وقود.
أرسل تعليقك