بغداد – نجلاء الطائي
أكد مصدر في الشرطة العراقية أن تفجيرًا انتحاريًا استهدف أحد قادة الحشد العشائري، وأدى لتدمير منزله في قضاء هيت، إضافة إلى انفجار عبوة ناسفة جنوب الفلوجة، فيما وصل نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، الأحد، إلى موسكو، في زيارة عمل لأربعة أيام، يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيسة مجلس الاتحاد، فالينتينا ماتفيينكو، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف. وأوضح المصدر أن انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا هاجم منزل قائد الحشد الشعبي في قرية سريدية، في قضاء هيت، ما أدى إلى تدميره بالكامل، مبينًا أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات.
وفرضت قوات الشرطة إجراءات أمنية مشددة حول موقع الهجوم، فيما أكد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فرض حظر للتجوال شمل عموم مدينة هيت وضواحيها، فيما انفجرت عبوة ناسفة في حي الشهداء، جنوب الفلوجة، أسفرت عن إصابة أحد السكان. وتشهد محافظة الأنبار تصعيدًا أمنيًا خلال الآونة الأخيرة، إثر الهجمات الانتحارية التي تستهدف قوات الشرطة والجيش والحشد العشائري. ويذكر أن تنظيم "داعش" فرض سيطرته على العديد من المدن العراقية في مطلع 2014، وأبرزها الفلوجة وهيت، ومن ثم مدينة الرمادي.
وتوقع المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل رايان ديلون، أن تكون المعركة المقبلة ضد تنظيم "داعش"، بعد الموصل، هي تحرير قضاء تلعفر. وقال إن التحالف الدولي، ومنذ فترة طويلة، يشن غارات ضد عناصر "داعش" في أطراف كركوك ومناطق أخرى، لمنعهم من شن هجمات، مبينًا أنه بعد تحرير الموصل قد تكون المعركة المقبلة ضد "داعش" في تلعفر، مبينًا أن الحويجة والقائم لاتزالان معقلين لعناصر "داعش"، وأن التحالف الدولي يشن، منذ فترة طويلة، ضربات جوية في تلك المناطق، لتدمير دفاعتهم. وفي الشأن ذاته، أفادت مصادر داخل مدينة الحويجة، في محافظة كركوك، بأن متطرفي تنظيم "داعش" منعوا إقامة مجالس العزاء لقادتها وعناصرها الذين قتلوا في معارك مدينة الموصل. وأضافت أن السبب في ذلك، وفق قادة التنظيم، أنها مخالفة للشريعة الإسلامية.
وأوضحوا أن نصب سرادق مجالس العزاء يضعف من عزيمة عناصره، كما أن تلك العناصر تقوم، من خلال نقاطها الإعلامية، ببث أخبار أن لديها ثلاث كتائب بعدتها الثقيلة للمشاركة في الدفاع عن مدينة الحويجة، وذلك لتلافي التدهور المستمر في معنويات عناصره بعد الهزيمة التي لحقت بهم في مدينة الموصل. ويذكر أن عددًا من قيادات وعناصر "داعش" بدأ في الهروب من مدينة الحويجة مع تردد أنباء عن شن عملية عسكرية لتحريرها، بعد الانتهاء من معارك محافظة نينوى.
وتتجه الحكومة إلى تشكيل مجلس عسكري في محافظة نينوى، يأخذ على عاتقه إدارة المحافظة أمنيًا وإداريًا بعد تحرير قضاء تلعفر بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش". وقال مصدر سياسي رفيع إن الحكومة الاتحادية أعدت قائمة بأسماء عدد من القادة الأمنيين لتشكيل مجلس عسكري، يدير محافظة نينوى إداريًا وأمنيًا، ويأخذ على عاتقه ضبط الأمن بشكل كامل في المحافظة، مبينًا أن الحكومة تدرس أيضًا ضم محافظ نينوى كعضو في المجلس. وأضاف المصدر أن المجلس سيقسم محافظة نينوى الى أربع قيادات أمنية، هي الشمال والجنوب والشرق والغرب، وكل قيادة توكل إلى أحد أعضاء المجلس الذي سيكون اتصاله بشكل مباشر مع القائد العام للقوات المسلحة، مبينًا أن المجلس قد يستلم مهامه رسميًا بعد انتهاء المدة الدستورية لعمل مجالس المحافظات.
وسياسيًا، كشف مقربون من المجلس الأعلى في العراق، الأحد، عزم عمار الحكيم ترك المجلس وتشكيل حزب سياسي جديد، مشيرين إلى أن هناك صراعات بين القيادت المخضرمة فيه مع جيل صاعد من الشباب، مدعوم من الحكيم نفسه. وفي مفاجأة قد تعيد رسم الخارطة السياسية داخل البيت الشيعي من جديد، قال أحد المقربين من الحكيم إن الأخير ينوي تشكيل حزب جديد بعد مغادرة المجلس الأعلى، مؤكدًا انسحاب عدد من قيادات ومؤسسي المجلس بعد خلافات تتعلق بتفرد الحكيم بالقرار، وتهميش أعضاء المجلس. وأضاف أن توجه الحكيم لترك الإرث السياسي لعمه ووالده، المتمثل في المجلس الأعلى الذي ارتبط اسمه بـ"آل الحكيم"، جاء بعد تنامي الاعتراضات والانشقاقات الداخلية لعدد من القيادات المخضرمة فيه، أمثال جلال الدين الصغير، وباقر الزبيدي، ووصل الأمر إلى إيصال شكواهم إلى إيران بشأن اختلافهم مع رؤية الحكيم لإدارة المجلس الأعلى، إضافة إلى تهميش أعضاء المجلس.
وأشارت تقارير غربية إلى وجود تذمر لدى بعض قيادات المجلس تجاه سياسة الحكيم، أعقبه انشقاق كل من جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي. وأكد الصغير، في أول رد فعل عللى انشقاقه عن المجلس، أنه استشار المرجعيات الدينية بشأن قراره الذي أرجعه إلى خروج المجلس عن نهج محمّد باقر الحكيم وأخيه عبد العزيز، على حد قوله، وتنبأ بخروج شخصيات مهمة أخرى، بدون ذكر الأسماء، ليتحول الأمر إلى خروج زعيم المجلس نفسه، عمار الحكيم، بعد عدم تكلل محاولاته بالنجاح لرأب الصدع، في مفارقة لافتة تتزامن مع السباق المحموم الجاري حاليًا لتشكيل كتل وأحزاب جديدة لدخول المعترك الانتخابي، وسط نقاش دائر بشأن تشكيل مفوضيّة الانتخابات الجديدة وتشريع قانون انتخابي للاستحقاق المقبل.
ويشار إلى ان القيادي في المجلس، عادل عبد المهدي، تردد اسمه من ضمن المعترضين، إلا أنه سارع، عبر على صفحته على موقع "فيسبوك"، إلى القول بأنه ليس من أنصار الانشقاقات أو الصراعات، ولا يتبنى مواقف من جيل الشباب والشيوخ، في أقوى إشارة إلى وجود انقسام داخل المجلس، على أساس العمر والرؤى.
أرسل تعليقك