الجزائر – ربيعة خريس
فتحت جنايات محافظة بومرداس، قضية 42 شابًا جزائريًا، يتواجد أغلبهم حاليًا ضمن تنظيم ما يسمى بـ"داعش"، وصدر في حقهم أوامر دولية تقضي بالقبض عليهم إلى جانب متطرفين أكثر خطورة أبرزهم " المتطرف الجزائري " أبو مرام " و " أبو دجانة " و " القعقاع " و " أبو العباس "، ووجهت لهم تهم دولية، نظرًا لانخراطهم فيهذا التنظيم المتطرف، وحيازة أسلحة خطيرة، وينحدر الشباب المتهمون من محافظات مختلفة أبرزها من شرق وغرب الجزائر، بينهم 11 امرأة جزائرية، وتعتبر هذه الشبكة الدولية، من أخطر الشبكات، التي تم تفكيكها من قبل مصالح الأمن الجزائري، وكانت تعمل على تجنيد النساء والشباب الجزائري، للالتحاق بتنظيم " داعش ".
وتعود تفاصيل القضية لعام 2015، حينها تقدم شخص من منطقة رويبة، التابعة لمحافظة الجزائر العاصمة، بشكور لمصالح الأمن الحضري يخطرهم فيها باختفاء أثر زوجته، وبعد التحقيقات الموسعة، التي أجرتها القوات الأمنية الجزائرية، تبين أن المعنية غادرت الجزائر باتجاه تركيا، والتحقت بعدها بتنظيم " داعش "، وكشفت التحريات أن هذه السيدة تم تجنيدها من طرف خلية تعمل على تجنيد الشباب والنساء لصالح تنظيم "داعش" الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي.
وساعدت مواقع التواصل الإجتماعي، كثيرًا مصالح الأمن الجزائري في تفكيك خيوط هذه القضية، والتعرف على هوية باقي المنخرطين في هذه الشبكة، منهم شاب ينحدر من محافظة بجاية شرق الجزائر المدعو " أبو أسامة البجائي "، الذي تمكن من إرسال سيدة جزائرية إلى زوجها الجزائري المنخرط ضمن صفوف تنظيم " داعش "، عن طريق شخص يعمل معه.
وتمكنت الخلية أيضًا من تجنيد شاب جزائري يدعو " معاوية " وأوهمه المرشفون على تسيير الخلية أنهم قادرون على إيصاله إلى والده الذي يعد من قدامى المتطرفين المفقودين، وحسب التصريحات التي كشف عنها أمام هيئة محكمة الجنايات في محافظة بومرداس، فقد كان في إتصال مع المكنى " أبو دجانة " عن طريق الفايبر.
وكشف تصريحات سيدة جزائرية مطلقة " تسمى " م . ب . خديجة " أنها كانت في تواصل، مع شباب متديننين متشبعين بالفكر الجهادي، وكانوا يسعون للترويج له عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت المتهة في القضية التي انطلقت، الأربعاء، وسط حضور أمني مشدد، في تواصل مع سيدة تسمي نفسها بـ " أم الموحدين "، تعمل على نشر منشورات تحث على الجهاد، وبعد فترة وجيزة من الزمن اقتنعت هذه الأخيرة بفكرة الجهاد، وتواصلت مع أحد المتطرفين المسمى بـ " أبو ليث المغربي "، واطلعته برغبتها في الإلتحاق بتنظيم "داعش" المتواجد بالأراضي السورية والعراقية، وسلمها هذا الأخير رقم شخص تونسي اسمه أبو نادية.
وبدأت محاولات هذه الأخيرة في الوصول إلى الأراضي السورية، التي فشلت في الوصول إليها، رغم أنها دخلت الأراضي التركية، وبعدها بقيت في تواصل مع عدد من المتطرفين، وفككت مصالح الأمن الجزائري، منذ مطلع عام 2017، العديد من الشبكات التي تعمل على تجنيد الشباب لصالح تنظيم ما يسمى بـ"داعش"، وآخر شبكة تم تفكيكها كانت في محافظة وهران غرب الجزائر، تعمل على تجنيد وترغيب الشباب في الالتحاق بالتنظيم الإرهابي "داعش"، في مناطق النزاع في سورية.
وقد تم توقيف 4 أشخاص يتراوح أعمارهم بين (19و 56 سنة) من بينهم المكلف بالتجنيد (56 سنة)، الذي كان يستعمل تكنوجيات الإعلام والاتصال لتجنيد الأشخاص لصالح جماعات إرهابية، فيما أوقف 3 أشخاص المتبقين وهم يتأهبون لمغادرة التراب الوطني للتوجه إلى سورية، وبعد القيام بعمليات التفتيش وفق الإجراءات القانونية داخل منازلهم المتواجدة في مدينة وهران، تم العثور على أجهزة إعلام آلي وأقراص مضغوطة CD، تحتوي على صور وفيديوهات تشيد بالأعمال الإرهابية، إضافة إلى جوازات السفر للتوجه إلى سورية.
أرسل تعليقك