بغداد – نجلاء الطائي
يواجه أكثر من نصف مليون مدني، خطر الموت في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، التي تشهد معارك شرسة بين القوات الحكومية العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي، وتنظيم "داعش" الذي خسر أجزاء كبيرة من المدينة، وأن أعداد القتلى المدنيين ارتفعت في وقت تشتد فيه المعارك وتتسارع عمليات النزوح بإتجاه المخيمات وتزداد معاناة المدنيين.
وأضاف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي ما زالوا يستخدمون القصف المفرط على الأحياء السكنية في مدينة الموصل، وهذا يُزيد من أعداد الضحايا المدنيين. ونقل المرصد عن مصدر طبي ما زال يعيش في منطقة الموصل القديمة أن "المدنيين داخل المناطق التي تشهد قتالًا شرسًا، يعيشون في وضع نفسي صعب. الكثير منهم تعرضوا للصدمات بسبب اشتداد المعارك أو رؤية الجثث المنتشرة أو الخوف من سقوط المنازل عليهم".
وتحدث عن "سقوط العشرات من المنازل في مناطق الفاروق والسرجخانة. وقال إن "التنظيم أعدم الأسبوع الماضي عائلة كاملة في حي الرسالة، كانت تنوي الهرب بإتجاه المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية العراقية". ويعيش الآن ما يقارب النصف مليون مدني في المناطق التي ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في ساحل الموصل الأيمن، وهؤلاء يواجهون خطر الموت، بسبب القصف غير الدقيق وتعمد التنظيم استخدامهم دروعاً بشرية.
وقال ناشطون وعمال إغاثة أثناء تواجدهم في مدينة الموصل خلال 48 ساعة الماضية، إن "أكثر من 40 مدنيًا قُتلوا خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين عندما استخدمهم تنظيم داعش دروعًا بشرية وقصفتهم الطائرات الأميركية". وقالوا أيضاً أن "تنظيم داعش يعتلي أسطح المنازل ويرتدي الأزياء العسكرية التي ترتديها القوات الحكومية العراقية لعدم لفت الانتباه، لكن بعد أن تعلم القوات الأمنية بذلك فإن المنزل بأكمله يُستهدف".
وأكدت شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، بناءً على معلومات حصلت عليها من مصادرها في الساحل الأيمن، أن "تنظيم داعش يحتجز مدنيين في سراديب لاستخدامهم دروعًا بشرية، وهذا حدث تحديدًا في منطقتي موصل الجديدة وحي الرسالة". وتحدث أعضاء الشبكة عن معلومات تفيد بتعرض المئات من السكان في الساحل الأيمن إلى صدمات نفسية، وهناك حالتي انتحار حدثتا خلال الشهر الماضي في مدينة الموصل القديمة.
وأوضح المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن استمرار القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الثقيلة بشكل مفرط في المناطق المكتظة بالسُكان، وعدم مراعاة الملف الإنساني، سيزيد من أعداد القتلى المدنيين ويساعد تنظيم "داعش" على إنجاح خططه في استخدامهم دروعًا بشرية.
ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان قادة الجيش العراقي، وجميع من يساندهم في معركة استعادة الساحل الأيمن من مدينة الموصل إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، واتخاذ الخطوات اللازمة، للحد من خطورة تنظيم "داعش" على سلامة المدنيين. وحذّر المرصد من استخدام التنظيم للمدنيين الذين يتواجدون في المناطق الخاضعة لسيطرته، دروعًا بشرية، ويدعو الحكومة العراقية وجميع من يساندها في معركة تحرير الموصل، إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وباتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة التنظيم تجاه المدنيين.
وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان التحالف الدولي والجهات الاستخبارية المسؤولة عن تحديد أهداف عناصر "داعش" على تحديدها بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر، ويدعو التحالف إلى أهمية إعطاء سلامة المدنيين الأولوية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم.
أرسل تعليقك