موسكو - حسن عمارة
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي إلى التخلي عن ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب الدولي، والكشف عن الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلادهم من سورية والعراق وتحييدهم. وقال في رسالة ترحيب بالمشاركين في الاجتماع الدولي لرؤساء الأجهزة الأمنية والمختصة الذي انطلق اليوم في مدينة "كراسنودار" جنوبي روسيا، إلى "أننا ندعم المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب ومنع انتشار الفكر الإرهابي وتمويل الجماعات المسلحة غير الشرعية، وندعو لنبذ سياسة "المعايير المزدوجة" في التصدي لأخطر تهديدات هذا العصر".
وحث الرئيس الروسي المجتمع الدولي على الالتزام بأهم قرارات مجلس الأمن في هذا المجال. وحذر بوتين من أن الضربات التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، لم تسفر بعد عن تدمير بناها التحتية وقدراتها القتالية بشكل كامل، مضيفا أن "الإرهابيين غيروا تكتيكهم، وأقدموا على إنشاء مواطئ قدم لهم في دول ومناطق أخرى".
وشدَّد بوتين على الخطر البالغ المتمثل في الإرهابيين الأجانب، الذين تعرضوا لغسل الدماغ وتلقوا تدريبا عسكريا في مناطق النزاعات، والذين يعودون إلى بلدانهم الأصلية، ليواصلوا نشاطهم الإرهابي هناك. وقال: "هذا الاحتياطي البشري للإرهاب الدولي يجب الكشف عنه وتحييده في الوقت المناسب".
يذكر أن اجتماع كراسنودار الذي يستمر حتى يوم غد 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يشهد مشاركة ممثلي 116 وفدا من 74 دولة وأربع منظمات دولية، وهي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة "شنغهاي للتعاون" ورابطة الدول المستقلة.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فصائل المعارضة السورية المسلحة صعّدت المواجهة مع "جبهة النصرة" في إدلب، وذلك بعد اللقاء الأخير بين الزعيمين الروسي والتركي في أنقرة. وأشار لافروف في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، إلى التطورات التي شهدتها إدلب نهاية الشهر الماضي، عندما خرق المسلحون التزاماتهم الخاصة بمنطقة تخفيف التوتر المتفق عليها في المنطقة، وحاولوا بدعم من "جبهة النصرة" السيطرة على مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وقال لافروف إن هذه الأحداث أثارت قلقا شديدا لدى موسكو، إلا أن مخططات المسلحين أحبطت بمساعدة من القوات الروسية. ولفت لافروف إلى أن المباحثات الأخيرة التي أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في الـ28 سبتمبر، قد أثمرت.
وقال: "متابعتي للأخبار تشير إلى وجود معلومات مفادها أن الفصائل المسلحة التي انضمت إلى الاتفاقية بشأن منطقة تخفيف التوتر في إدلب، زادت من شدة قتالها ضد جبهة النصرة.. سوف نساعدها في ذلك، كما سنساعد الجيش السوري بطبيعة الحال".
أرسل تعليقك