كشف قياديو الأحزاب الإسلامية, في الجزائر، عن تفاؤلهم بشأن نجاح فكرة التحالفات والدخول بقوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مما ستزيد من حظوظهم في الظفر بأكبر عدد من المقاعد وستعزز أقساطهم في "كعكة" مجلس النواب.
وأظهر استطلاع أجراه "العرب اليوم"، الثلاثاء، قبيل 48 ساعة من موعد الجولة الحاسمة, أن الأحزاب الإسلامية أقل تشاؤمًا مقارنة بما كانوا عليه في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الماضية, وأجمع قياديو تلك الأحزاب على أنهم يتشوّقون إلى يوم الرابع من مايو /أيار 2017, لتذوق طعم الفوز وحصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل, معوّلين كثيرًا على "التحالفات" التي جمعت بين "فرقاء الأمس", ويعتبرون أن ذلك التحالف سيرسم مشهدًا سياسيًا جديدًا في البرلمان الجزائري.
وتوقع متصدر قائمة حركة مجتمع السلم والتغيير في محافظة جيجل شرق الجزائر, ناصر حمدادوش, في تصريحات صحافية لـ " العرب اليوم " حصول قطبي التغيير وحركة مجتمع السلم على نتائج مضاعفة لتلك التي حققوها في تشريعيات 2012, لكن إن لم يكن هناك تزويرًا, قائلا " تحالف حمس والتغيير سيكون في الطليعة ", ووجه النائب السابق نداء للسلطة الجزائرية يطالبها فيها بمنع حدوث أي تزوير باعتباره مظهر من مظاهر فساد العملية السياسية.
ووصف حمدادوش, الحملة الانتخابية للتحالف الذي يضم حمس والتغيير بـ " الناجحة والإيجابية " ونجح قياديي التحالف في استقطاب المزيد من الأصوات واستقطاب جزء من " الكتلة الصامتة ", بفضل البرنامج الانتخابي البديل الذي قدمه التحالف, وقال إنه حملتهم الميدانية لم تقتصر فقط على تنظيم خرجات ميدانية بل أقدمت قيادات التحالف اختراق أحياء صعب على أحزاب أخرى دخولها بسبب اتساع دائرة المقاطعين داخلها خاصة من فئة الشباب.
ووجه ناصر حمدادوش انتقادات لاذعة للمقاطعين، ردًا على سؤال بشأن إمكانية تأثير دعاة المقاطعة على الناخبين, قائلًا إن هذا الفعل لا يعد برنامجًا انتخابيًا, ولا يخدم الوضع القائم بل يزيد الأمور تعقيدًا, فالانسحاب من المشهد السياسي يخدم بقوة مزوري الانتخابات.
وعرج حمدادوش للحديث عن موقع الحركة في المرحلة المقبلة, قائلًا إنه وفي حالة تحقيق النتائج التي تصبوا إليها كل حمس والتغيير, سيواصلان مسعاهما الرامي إلى تشكيل " حكومة وحدة وطنية" وتسيير مرحلة انتقالية, للخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه الجزائر جراء تهاوي أسعار البترول في الأسواق الدولية, مشيرًا إلى أن الأمور ستزداد تعقيدًا خلال الأيام المقبلة وهشاشة الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد أصبح يشكل عبئًا ثقيلًا على حكومة عبد المالك سلال.
وقال القيادي في جبهة العدالة والتنمية, ومتصدر قائمة الاتحاد الإسلامي في محافظة قسنطينة شرق الجزائر, لخضر بن خلاف, إن الاتحاد الإسلامي يطمح هو الآخر لحصد أكبر عدد من الأصوات في البرلمان القادم, وبدا بن خلاف واثقا من تحقيق فوز كبير يوم 4 مايو/ آيار, قائلا إن الاتحاد الإسلامي من أجل النهضة والبناء والعدالة والتنمية سيصنع المفاجأة, شرط تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة بعيدًا عن أي تزوير, محذرًا السلطة من التلاعب بصناديق الاقتراع لأنه وفي حالة تكرار سيناريو الاستحقاقات الماضية, فالوضع القائم لا يحتمل وقوع أية انزلاقات, بسبب الوضع الاقتصادي والمالي الذي تمر به الجزائر.
وأبدى الأمين العام لحركة النهضة, محمد ذويبي, في تصريحات صحافية لـ " العرب اليوم " ثقته من الفوز وتحقيق نتائج إيجابية, مرجعًا ذلك إلى اتحاد القوى الإسلامية, حيث لعب هذا الأمر دورًا كبيرًا في استدراج الناخبين, مشيرًا إلى أن هذا التحالف ليس مؤقتًا والهدف منه هو مساعدة الجزائر لإخراجها من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها, وعن إمكانية مشاركة الاتحاد في الحكومة, رفض محمد ذويبي التعليق على هذه الخطوة, مكتفيًا بالقول إن الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه.
وفي تعليق له على النتائج التي سيحققها التيار الإسلامي في الانتخابات البرلمانية المقبلة, قال الإعلامي الجزائري, أحسن خلاص في تصريحات صحافية لـ "العرب اليوم" " لا أتوقع حدوث مفاجآت في هذه الاستحقاقات لكن في النهاية سيعود التحالف الرئاسي السابق إلى الواجهة بعد غياب دام قرابة ستة سنوات وسيكون بنفس التركيبة التي كان عليها في السابق, أي سيكون مشكلًا من حزب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتجمع الوطني الديمقراطي ثاني تشكيلة سياسية في البلاد يقوده مدير ديوان الرئاسة وحركة مجتمع السلم أكبر تنظيم لإخوان الجزائر وقد يضاف إليه عناصر من الاتحاد الإسلامي الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هي كل من النهضة والعدالة والتنمية وحركة البناء, مشيرًا إلى أن تشكيل الحكومة المقبلة سيكون توافقيًا.
أرسل تعليقك