تترقب السلطات الإسرائيليّة الجمعة أن تُعلِمها حركة حماس بأسماء الرهائن الثلاث الذين تنوي الإفراج عنهم السبت مقابل سجناء فلسطينيين، وذلك بعد تبادل تهديدات بين الجانبين أثارت مخاوف من تجدد القتال.ويؤشّر موقف حماس إلى إجراء عملية تبادل جديدة السبت لرهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعاً مع كبار القادة الأمنيين في إسرائيل، يوم الخميس، لمناقشة ما سيجري السبت وإمكانية استئناف الحرب إذا لم تسلم حماس الرهائن وفقاً للصفقة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ومن بين 251 شخصاً احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يزال 73 منهم رهائن في غزة، و35 منهم لقوا حفتهم، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وأكدت الحركة الخميس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق، وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الرهائن والسجناء تبعاً للجدول الزمني المحدد، بعد تأكيد الوسطاء في مصر وقطر متابعة كل ما يتعلق بإزالة العقبات وسد الثغرات.
وفي بيان لها على تلغرام، قالت حركة حماس إن الوفد المفاوض في القاهرة أجرى اتصالات ركزت على تأمين إيواء الغزيين وإدخال المساكن الجاهزة "الكرفانات" والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود بشكل عاجل، واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق
وكان مصدر مصري أكد أن الوسطاء توصلوا إلى اتفاق للمضي قدماً في وقف إطلاق النار، وسيصدرون بياناً قريباً، مشيرة إلى أن تبادل الرهائن والسجناء سيستأنف يوم السبت كما كان مخططاً.
وبات الاتفاق على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بـ"فتح أبواب الجحيم" ما لم تُفرج بحلول السبت عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
وكررت إسرائيل تلك التهديدات، إذ قال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر الخميس، إنّ "تفاهمات وقف إطلاق النار توضح أنه يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن الثلاث أحياء يوم السبت، وإلا سينتهي الاتفاق".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن الثلاثاء أن "القتال العنيف" سيستأنف في غزة، بينما قال وزير خارجيته يسرائيل كاتس الأربعاء إنّ "أبواب الجحيم ستُفتح... كما وعد الرئيس الأمريكي"، إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.
وتضاربت الأنباء حول دخول المساكن المتنقلة أراضي قطاع غزة، فمع تأكيدات فلسطينية لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الوسطاء "حصلوا على تعهد إسرائيلي مبدئياً بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني بدءاً من صباح الخميس، ما سيُتيح إدخال "الكرفانات والخيام والوقود والمعدّات الثقيلة والأدوية ومواد ترميم المستشفيات"، إلا أن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عومر دوستر قال إن "لا معدات ثقيلة" ستدخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وأعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الخميس، أن "الكارثة الإنسانية مستمرة" في غزة رغم الهدنة، داعياً إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر.
وبعد زيارة ميدانية، قال يورغي موريرا دا سيلفا، وهو أيضاً مساعد للأمين العام للأمم المتحدة، إن غزة "شهدت أيضاً درجة لا يمكن تصورها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجماً هائلاً من الأنقاض".
ونبه الى أن إزالة الحطام والركام الناجمين عن النزاع ستستغرق "سنوات"، داعياً إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" و"الإفراج الفوري عن جميع الرهائن" وإيصال للمساعدات الإنسانية "من دون معوّقات".
وتحوّل جزء كبير من القطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية المدنية، إلى أنقاض جراء الحرب بين حماس وإسرائيل، التي استمرت حوالي 15 شهراً، وأعقبت هجوماً نفذته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما في جهود الإغاثة للأطفال الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة مع أسرهم، نقلت إيطاليا 14 طفلاً فلسطينياً، من بينهم عدد من المصابين بالسرطان، إلى أراضيها لتلقي العلاج الطبي، إذ خضعوا لفحوصات طبية قبل أن يُنقلوا جواً إلى إيطاليا على متن طائرة عسكرية إيطالية.
وكان في استقبالهم في مطار تشامبينو في روما وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الذي أكد أن هذه المبادرة جزء من دبلوماسية التضامن التي تهدف إلى تعزيز السلام والحوار في المنطقة.
وسيتلقى بعض الأطفال العلاج في مستشفيات العاصمة روما، بينما سيُنقل آخرون إلى مستشفيات في مدن مثل تورينو وميلانو. كما سيُعالج اثنان من الأطفال في مستشفى بامبينو جيسو في الفاتيكان، حيث تم علاج تسعة أطفال فلسطينيين آخرين العام الماضي.
مساء الخميس، قُتل طفلان في قطاع غزة أحدهما بالرصاص والآخر بانفجار جسم من مخلفات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأكدت أن طفلاً منهما قُتل بقصف طائرات إسرائيلية لموقع شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وكانت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لوك إيرفينغ"، حذرت نهاية الشهر الماضي من مخلفات الجيش الإسرائيلي وتأثيرها على حياة المدنيين.
وأوضحت أن هذه الذخائر تسببت في "مقتل وإصابة مدنيين، وعرقلة العمليات الإنسانية، وأن التقارير الأولية توثق 92 ضحية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وبحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 48,239 قتيلاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً انطلق من قطاع غزة، الخميس، لكنه سقط داخل القطاع أيضاً، دون إيضاح المزيد من التفاصيل.
أفادت مصادر مصرية لبي بي سي، إن هناك ترتيبات تُجرى لعقد قمة خماسية تضم مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر، في الرياض، لمناقشة كيفية التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
ورجّحت المصادر انعقاد القمة في 20 فبراير/شباط الحالي في العاصمة السعودية الرياض، وذلك قبل انعقاد القمة العربية الطارئة في 27 فبراير/شباط في القاهرة.
وتمثلت خطة ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإخراج سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليونين، ونقلهم إلى دول أخرى مثل الأردن ومصر، اللتان رفضتا المقترح.
ومن المرتقب أن يسافر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الأحد إلى الثلاثاء.
وأعلن روبيو الخميس أن بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة.
وأمل روبيو في مناقشة هذه المقترحات في السعودية والإمارات وإسرائيل، الدول الثلاث التي سيزورها في إطار هذه الجولة.
وفي تعقيبه على الرفض الأردني والمصري لاستقبال الغزيين، قال روبيو إن "كل هذه الدول تتحدث عن مدى اهتمامها بالفلسطينيين، لكن لا أحد منها يريد استقبالهم. لم يفعل أي منها شيئاً من أجل غزة من هذا المنظور".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك