بغداد - نجلاء الطائي
أعلن محافظ الأنبار، محمد الحلبوسي، عن تحديد ساعة الصفر لانطلاق عمليات تحرير مدن رواة والقائم، غرب الأنبار، في وقت ألقت فيه طائرات القوة الجوية العراقية مئات الآلاف من المنشورات على مناطق القائم وراوة، تمهيدًا لانطلاق معركة استعادتها من تنظيم "داعش". وذكر بيان للحلبوسي أن رئيس حكومة الأنبار المحلية يبشر المواطنين في راوة والقائم بقرب تحريرهم من ظلم تنظيم "داعش"، والاستعداد للانتقال من إطار العبودية الفكرية المتطرفة إلى فضاء الحرية الوطنية ضمن العراق الواحد الموحد.
ودعا الحلبوسي المواطنين من أهالي راوة والقائم إلى تنسيق التعاون مع إخوانهم في وحدات القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية ومتطوعي الحشد العشائري لتحرير مدنهم ومدهم بالمعلومات التي تساهم في تسريع عمليات تحرير مدنهم، والقضاء على فلول تنظيم "داعش". وطالب البيان رئيس حكومة الأنبار المحلية قيادات العمليات العسكرية والأمنية، المكلفة بعمليات التحرير، إلى الحفاظ على حقوق وكرامة وممتلكات المدنيين فيها، وإرشادهم إلى الممرات الآمنة بما يساهم في تقليل الضحايا من المدنيين في مدن غرب الأنبار. وينشّط الجيش تحركه شرقًا بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال، والحدود العراقية، فيما يستعد الجانب العراقي لإطلاق تحرّك سوري ــ عراقي نحو البوكمال والقائم. ويترافق التحرك المرتقب مع أنباء عن محاولات أميركية لتوسيع التفاهمات السابقة مع "داعش"، عبر بعض زعماء العشائر لاحتلال قرى جديدة في وادي الفرات، بما يتيح له قطع الطريق على الجيش بين الميادين والبوكمال.
ويتقاطع هذا التوجه مع تحرك عراقي من الجانب المقابل للحدود، يضع مدينة القائم هدفًا مرحليًا على طريق تحرير كامل الحدود. وتشير المعلومات من مصادر ميدانية عراقية إلى أن العمليات نحو الحدود ستنطلق خلال الأيام المقبلة، موضحة أنها ستسعى إلى الوصول إلى مدينة القائم، والتثبيت على حدودها في المرحلة الأولى، على أن تكون المرحلة الثانية داخل مدينة القائم، ومن ثم باقي الحدود والتثبيت على طولها بالاشتراك مع القوى الأمنية. وأكد تلك المصادر أن العمليات ستشهد حضورًا لقيادة الحشد الشعبي إلى جانب قيادة غرفة العمليات المشتركة. وبينما ينتظر انطلاق التحرك من قبل القوات العراقية، يشهد الجانب السوري نشاطًا عسكريًا واسعًا ضمن هذا المسار، في إطار تنسيق واسع بين دمشق وبغداد، بدأت بوادره بمشاركة الطائرات العراقية في استهداف "داعش" داخل الأراضي السورية، حيث يتقدم الجيش نحو البوكمال من جبهتين رئيستين، الأولى من محيط مدينة الميادين الجنوبي، والثانية من محيط محطة T2.
وبينما وصل الجيش على الجبهة الأولى إلى أطراف بلدة العشارة، بعد سيطرته على القورية وحصاره محكان، عزز مواقعه في محيط محطة T2 في أقصى الريف الجنوبي لمحافظة دير الزور، محاولاً عزلها عن محاور إمدادها نحو ريف البوكمال والميادين، ونحو منطقة الوعر قرب الحدود مع العراق. وأكدت مصادر ميدانية مطّلعة أن قرار التحرك نحو البوكمال الحدودية اتخذ فعلاً، وما يجري حاليًا في محيط المحطة الثانية هو جزء من تأمين الطريق للعبور نحو المدينة، في سياق خطة متكاملة للإمساك بالحدود العراقية ــ السورية. ويتزامن ذلك مع زيارات مكثفة شهدتها محاور القتال المحيطة في مدينة الميادين، لعدد من الضباط الروس خلال الأيام الماضية.
ويركز الجيش جهده في محيط محطة T2 في محاولة لحسم معركتها خلال وقت قصير، تحسّباً لأيّ تغيّرات قد تطرأ في محيط وادي الفرات، خاصة أن هناك تخوفًا من تمدد الصفقة الأميركية مع "داعش" لتشمل تسليم التنظيم، بوساطات عشائرية، بلدات جديدة على وادي النهر، لحساب قوات سورية الديمقراطية. ومن شأن ذلك أن يفتح احتمالات جديدة تهدد مسار التحرك عبر الحدود، إذ ستتيح لقوات التحالف عبور النهر بين الميادين والبوكمال، لقطع الطريق على الجيش السوري وحلفائه هناك، وكذلك فإن عناصر "داعش" الذي سيخلون مواقعهم سيتفرغون لقتال الجيش على باقي المحاور، وصولاً إلى محيط محطة T2، ما قد يتسبّب في تغيير موزاين القوى في إحدى أعنف الجبهات ضمن البادية الشرقية.
أرسل تعليقك