تونس ـ حياة الغانمي
أكّدت مصادر خاصة أنّ زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، عيّن متطرفًا تونسيًا للقضاء على الانقلاب الداخلي عليه، والذي تقوده مجموعة تُسمى بـ"المهاجرين العرب"، بقيادة التونسي المعروف بعبد الكريم التونسي، احتجاجًا على ظروفهم الاجتماعيّة.
وأشارت المصادر ذاتها أنّ المُكلّف بالقضاء على الانقلاب يُكنّى بأبو محمود التّونسي، وهو أمير الحسبة (الشرطة الشرعية) في التنظيم الدّموي، والذي شكّل مجموعة شنّت هجمات على "المهاجرين العرب"، وقضت على المئات منهم، من بينهم تونسيون من بنزرت وبن قردان، ومن بين العناصر المتطرفة التي تم القضاء عليها قائد الانقلاب، المدعو محمّد القمري.
ويذكر أن مجموعة "المهاجرين العرب" في مدينة الرقة السورية نفذت انقلابًا على تنظيم "داعش"، وخرجت عن إرادة زعيمه، أبو بكر البغدادي، وكفّرته، احتجاجًا على ظروفهم المعيشيّة هناك. وشهدت مدينة الرقة، معقل التنظيم، اضطرابًا من نوع آخر لم يألفه سكّانها طوال السنوات الماضية، إثر قيام مجموعة من "المهاجرين" بالانقلاب على تنظيم "داعش"، في منتصف مارس / آذار.
وقالت المصادر إنّ مجموعة كبيرة من المهاجرين العرب من الجنسية التونسية أعلنوا احتجاجهم على التغييرات الأخيرة، والظروف التي يعيشونها، تطورت إلى قتال بالأسلحة الخفيفة مع عناصر آخرين من التنظيم. وتحوّلت الأمور إلى انقلاب من قبل عدد من التونسيين على ما يسمّى "الخلافة"، وقرروا الخروج على البغدادي وتكفيره، ما دفع التنظيم إلى استنفار قواته وشن حملة اعتقالات طالت العشرات من العناصر، إلا أنّ أحد المقاتلين التونسيين فجّر نفسه وسط مجموعة كبيرة من عناصر الشرطة العسكرية التابعة للتنظيم، ما تسبّب في مقتل 20 منهم، ومن ثم أفسح المجال لهروب بعض "الانقلابيين" خارج المدينة.
كما أشارت المصادر إلى أنّ التوتّر مازال قائمًا، وسط حملات تفتيش ومداهمات في الرقة. وتتزامن هذه التطورات مع الخسائر المتتالية التي مُنِيَ بها التنظيم في الموصل، في العراق، وريف حلب الشرقي، إضافة إلى خسارته مدينة تدمر الاستراتيجية، قبل أيام، في سورية.
ويشار إلى أن هذه ليست المرّة الأولى التي يشهد فيها التنظيم انقلاب مجموعة من عناصره، وخروجهم على البغدادي، إذ سبق لـ"داعش" إعلان الكشف عن مجموعة وصفها بـ"الغلاة الانقلابيين" في مدينة الموصل، العام الماضي. ويطلق التنظيم تسمية "المهاجرين" على من يحملون الجنسيات العربية أو الأجنبية ضمن صفوفه.
أرسل تعليقك