الخرطوم تَتَأهَّب لتظاهرات تحت شعار مليونية سلطة الشعب وترقُّب لبدء حوار وطني
آخر تحديث GMT11:21:54
 العرب اليوم -

الخرطوم تَتَأهَّب لتظاهرات تحت شعار "مليونية سلطة الشعب" وترقُّب لبدء حوار وطني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الخرطوم تَتَأهَّب لتظاهرات تحت شعار "مليونية سلطة الشعب" وترقُّب لبدء حوار وطني

من المظاهرات التي يشهدها السودان
الخرطوم - العرب اليوم

تتأهب العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الاثنين 14 فبراير (شباط)، لانطلاق تظاهرات حاشدة دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة تحت شعار "مليونية سلطة الشعب" للمطالبة بحكم مدني في كامل أجهزة الدولة، وإبعاد العسكر عن المشهد السياسي في البلاد، وذلك رداً على القرارات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بإعلان حالة الطوارئ وتعطيل الشراكة مع المكون المدني، ما اعتبرته قوى سياسية ومجتمعية عريضة انقلاباً عسكرياً، على أن تكون وجهة هذه التظاهرات مقر البرلمان في أم درمان، إحدى مدن العاصمة الثلاث.

وتأتي هذه التظاهرات، التي تتزامن مع مسيرات أخرى تنطلق في بقية المدن السودانية، في ظل بوادر باقتراب حوار وطني (سوداني) بين الأطراف المعنية للوصول إلى حل شامل ينهي الأزمة، التي كادت تؤدي إلى انزلاق البلاد إلى المجهول، إذ يجري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي هذه الأيام مشاورات مع أطراف الصراع السوداني من سياسيين وعسكريين، كما تترقب الأوساط وصول المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد إلى الخرطوم خلال الساعات المقبلة، فيما أعلنت الأمم المتحدة، الأحد (13 فبراير)، انتهاء المرحلة الأولى من المشاورات السياسية التي أطلقتها في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، وشملت أكثر من 35 مجموعة وجهة تمثل مختلف منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق المرأة، والأحزاب والأكاديميين.
في الأثناء، عرض البرهان خلال لقائه فكي، الأحد، حلاً من 4 محاور لتجاوز بلاده الأزمة السياسية الحالية، يشمل "إطلاق عملية حوار شامل يضم كل القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد دون استثناء، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول، تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية، إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب متغيرات المشهد السياسي في البلاد، بالإضافة إلى تأكيد تنظيم انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية".

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، دعت سكان العاصمة بكل فئاتهم وشرائحهم إلى تسيير ما سمتها "مليونية سلطة الشعب" إلى مقر البرلمان في أم درمان، استمراراً للمواكب السلمية المناهضة للانقلاب العسكري، والمطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية.
وقالت التنسيقيات في بيان، إن "مقاومة شعب السلمية ضد انقلاب الذل والمهانة تستعر، وتتخذ في أشكالها وتكتيكاتها من عظمة التجربة السودانية الطويلة في اقتلاع الديكتاتوريات وتصفيتها". وأضافت "نعود في يوم 14 فبراير في مليونية الحرية للمعتقلين، حيث قامت سلطة الانقلاب الغاشمة كعادة كل الشموليات بقيادة حملة اعتقالات طاولت شباب وشابات لجان المقاومة، وعدداً من الكيانات المجتمعية والسياسية ملفقةً لبعضهم تهم المكيدة السياسية، ظناً من هذه السلطة الزائلة لا محالة، إن تكميم الأفواه والحرمان من الحرية، التي هي حق أساسي، قد يمنع شعبنا الظافر من المواصلة في دربه نحو إسقاطهم، ولكن هيهات".وأكدت التنسيقيات أن المواكب في العاصمة المثلثة ستتجه نحو البرلمان في أم درمان، "نحو مركز سلطة الشعب وقراره"، في إشارة قوية لحق الشعب في الاختيار.

في هذا السياق، علق الكاتب السوداني الجميل الفاضل على وقع تطورات المشهد السوداني الراهن، فرأى أن "استمرار التظاهرات والحراك الشعبي بدأ يؤتي ثماره، نظراً إلى تصريحات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان السبت الإيجابية تجاه دور لجان المقاومة، إذ اعتبرها صاحبة الحق الأصيل في الثورة، فضلاً عن إبداء أسفه لأول مرة لسقوط ضحايا في هذه التظاهرات، إضافة إلى ما تشهده البلاد من حراك دبلوماسي وسياسي يقوده رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي مع الأطراف السودانية جميع للوصول إلى حل توافقي ينهي هذه الأزمة التي اندلعت في 25 أكتوبر بسبب تعطيل البرهان العمل بالوثيقة الدستورية". وأضاف الفاضل، "الشارع السوداني ممثلاً في هذا الحراك فرض نفسه، وتمكن في الفترة الأخيرة من إحداث تنوع في نشاطه داخل الأحياء، إلى جانب تقليص عدد المسيرات الشهرية إلى 4، مما قلل الضغط على الكثير من المواطنين الذين يعتمدون في تحصيل رزقهم على الكسب اليومي، بالتالي أصبحت الثقة في هذه اللجان متزايدة، وليست متناقصة، مما يشير إلى أن موعد الحسم لصالح الثورة أصبح قاب قوسين أو أدنى". وتابع الكاتب السوداني، "وفق المعطيات نلاحظ أن هناك تخوفاً وعدم ثقة من قبل جبهة الحكم التي تسيطر على مقاليد ومفاصل السلطة تجاه مجريات الأحداث، وذلك بسبب الضغط الذي يمارسه عليها كل من الشارع والمجتمعين الإقليمي والدولي، فالمشهد القائم حالياً تشوبه حالة من الغليان والتفاعل المستمر، لكن يتوقع أن تحرز زيارة المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد المرتقبة، هدفاً في شباك العودة إلى الانتقال المدني الديمقراطي من خلال حوار وطني يفضي إلى صيغة جديدة مغايرة للتجربة السابقة التي لم تُراعِ جانب حفظ الحقوق والضمانات، على أن تكون الحلول مرضية للشارع ولا تتجاوز تطلعات وأحلام جيل الشباب، القائد الفعلي لهذه الثورة".

ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر 2021 حالة من التوتر جراء تصاعد موجة التظاهرات المتواصلة في الشارع، والتي قوبلت بعنف مفرط من قبل القوات الأمنية أدى إلى سقوط 79 قتيلاً، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، الأمر الذي وضع الشارع السوداني وقواه السياسية والعسكرية، أمام اختبار صعب في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي باتت تتعقد يوماً بعد يوم في ظل تزايد دائرة العنف لحسم وقمع هذه التظاهرات باستخدام الرصاص الحي والمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية من ناحية، واتساع شقة الخلاف بين المكونين المدني والعسكري في التعاطي مع هذه الأزمة من ناحية أخرى.
ويعيش السودان منذ 21 أغسطس (آب) 2019، فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات في يوليو (تموز) 2023، ويتقاسم خلالها السلطة، كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت اتفاقاً مع الحكومة لإحلال السلام في جوبا عاصمة جنوب السودان، في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

قد يهمك ايضا 

البرهان يُرهن تسليم السلطة في السودان بانتخابات أو توافق سياسي

البرهان يُقرر تعيين 15 وزيراً في الحكومة الانتقالية ويدعو لمحاسبة المتورطين في الأحداث الأخيرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخرطوم تَتَأهَّب لتظاهرات تحت شعار مليونية سلطة الشعب وترقُّب لبدء حوار وطني الخرطوم تَتَأهَّب لتظاهرات تحت شعار مليونية سلطة الشعب وترقُّب لبدء حوار وطني



هيفاء وهبي تتألق في إطلالة مُميزة بصيحة البولكا دوت

القاهرة - العرب اليوم

GMT 07:26 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

نانسي عجرم تتألق بإطلالة أنيقة ومريحة
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بإطلالة أنيقة ومريحة

GMT 19:31 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يلمح إلى رحيله عن ليفربول
 العرب اليوم - محمد صلاح يلمح إلى رحيله عن ليفربول

GMT 15:04 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال

GMT 01:53 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل جندي إسرائيلي في الضفة الغربية

GMT 01:53 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل 89 فلسطينيا في غزة و26 في جنين

GMT 07:49 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الخطوط الجوية العراقية تستأنف رحلاتها

GMT 01:52 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الجيش الإسرائيلي يعثر على جثث رهائن في غزة

GMT 01:52 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الحوثيون يعلنون استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 07:46 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab