تونس - حياة الغانمي
يجري وفد يضم النائبين عن كتلة نداء تونس في مجلس نواب الشعب منجي الحرباوي وإبتسام الجبابلي بالإضافة إلى رجل الأعمال شفيق جراية، زيارة إلى ليبيا منذ يوم الأحد الماضي 9 أبريل/نيسان الجاري بهدف تسلم الأطفال التونسيين القصّر المتواجدين في السجون الليبية، والذين تعلقت بآبائهم وأمهاتهم شبهات إرهابية أو قتلوا في مدينتي سرت وصبراطة.
وأكدت رئيسة لجنة التونسيين بالخارج بالبرلمان ابتسام الجبابلي خلال زيارتها إلى ليبيا، وجود 17 طفلا تونسيا في مقر الهلال الأحمر في مدينة مسراطة الليبية من بينهم 7 أيتام، في حين نفت وجود دوافع أمنية تمنع الحكومة التونسية من تسلمهم وفق تعبيرها. وأشارت الجبابلي إلى أن منطقة معيتيقة يعيش فيها 22 طفلا تونسيّا، وذهب الوفد النيابي إلى الأراضي الليبية بدافع إعادة الأطفال التونسيين الذين علقوا في الأراضي الليبية بعد تورّط أوليائهم في العمليات الإرهابية التي حدثت على الأراضي الليبية.
وقد أظهرت المعارك الأخيرة في ليبيا عن وجود أطفال ونساء تونسيين، أزواجهن من المنتسبين للتنظيم المتطرف "داعش"، وأن العدد ارتفع بعد معركة سرت ومعارك الشرق وبخاصة معركة تحرير بنغازي والهلال النفطي. و قد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن "تخاذل" الحكومة التونسية في معالجة ملف المنسيين في ليبيا، وقدَّم مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، أرقامًا تبين أن عدد النساء التونسيات يفوق 30 امرأة ينتمين للتنظيم المتطرف "داعش"، ويتواجدن بالسجون الليبية إضافة إلى عدد من الأطفال يناهز الـ 22 طفلاً في سجن معيتيقة، تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات، ويسعى المرصد لإعادتهم لأنهم وجدوا في واقع لم يختاروه.
وكان أحمد بن سالم مدير مكتب الإعلام بقوة الردع الخاصة قد كشف لجمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، عن وجود 20 طفلاً و13 امرأة تونسية في سجن معيتيقة. كما كشف الناشط الحقوقي مصطفى عبدالكبير عن سعي لجنة تونسية مكونة من وزارتي الخارجية والداخلية ووزارة الصحة ووزارة المرأة لاسترجاعهم من المعتقلات الليبية.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد أعلنت، بتاريخ 4 اذار 2017، عن تأجيل الزيارة التي كان من المنتظر أن يؤديها وفد يمثل ستّ وزارات إلى العاصمة الليبية طرابلس، لتسلم أطفال تونسيين متواجدين بالسجون الليبية، إلى وقت لاحق، وأوضحت أنه تم اتخاذ قرار التأجيل قصد استكمال الترتيبات اللازمة للزيارة، وتوفير الظروف الكفيلة بإنجاح مهمة الوفد.
من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، في تصريح سابق، أنه اتفق مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج على إرسال وفد تونسي إلى ليبيا، لبحث مسألة إمكانية تواجد أطفال تونسيين في السجون الليبية، مضيفًا أنه سيتم خلال هذه الزيارة التعرف على هؤلاء الأطفال والعمل على استرجاعهم. وفي ظل تعثر المساعي الحكومية لعدة أسباب، ينسق حقوقيون الآن مع الليبيين لاستعادة الأطفال.
وتمثل قضية الأطفال التونسيين المعتقلين "الشجرة التي تخفي الغابة"، في سياق الأرقام المتضاربة عن عدد المفقودين سواء المنخرطين في تنظيمات إرهابية أو العمال المسجونين لسبب أو لآخر، ويصنف الناشط الحقوقي التونسي عبد الكبير هؤلاء في عدة حالات، مشيرا إلى أن عدد التونسيين في السجون الليبية يفوق 170 تونسيًا، وأن أغلب التهم الموجهة إليهم باطلة وانهم عمال بسطاء. ويضيف أن عدد المفقودين من التونسيين في ليبيا إلى الآن يبلغ نحو 700 شخص منهم نحو 25 تونسيًا من ضمنهم صحافيين (نذير وسفبان) وموظف السفارة التونسية المفقود منذ سنتين وليد الكسيكسي. فيما قدر عدد التونسيين المنتمين للتنظيم المتطرف "داعش" ما يفوق 300 عنصر في سجون مجهولة بمناطق مختلفة من ليبيا، وبخاصة في المنطقتين الشرقية والغربية.
أرسل تعليقك