أعلن وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، عن وضع خطط جديدة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد لبسط الأمن والاستقرار في العاصمة، فيما كشف مسؤول محلي في محافظة ديالى، الثلاثاء، عن تسلل اكثر من 50 من مسلحي تنظيم "داعش" من الحويجة باتجاه المطبيجة، حيث حذر من تحول المطبيجة الى قنبلة مؤقوتة لزعزعة الأمن في ثلاث محافظات، كما دعا إلى تنسيق أمني لردء مخاطر ولادة "بؤرة إرهابية"، بحسب قوله.
وأكد الأعرجي في تصريح صحافي اطلع عليه "العرب اليوم"، وجود "جهود تُبذل من قبل قيادة العمليات لتخفيف العبء عن المواطن إلى جانب توفير الأمن له، لا سيما أن التحديات كبيرة بمستوى أهمية بغداد، كونها العاصمة والجميع يعرف قيمتها وأهميتها ويجب أن نحافظ على بقائها مدينة للسلام ومركزًا لاشاعة السلام".
وتابع بالقول: "نحن وقيادة عمليات بغداد نبذل كل الجهود الرامية لرفع الكثير من السيطرات والحواجز لتسهيل حركة العجلات والمشاة"، كما رفض الحديث عن تفاصيل الخطط الأمنية الجديدة، لحساسيتها ولضمان نجاحها، إلا انه أكد أنها "سوف تسهل حركة المواطنين وليس العكس"، مشيرًا إلى "توجيهه بضرورة التعامل بمنتهى الدقة والاحترام وعدم انتهاك مبادئ حقوق الانسان والتقيد بالقانون مهما كان الضغط الذي يسببه بعض المتجاوزين كبيرًا".
وبشأن عملية تحرير الموصل، قال وزير الداخلية: إن "العمليات تسير وفق الخطط المرسومة لها على الرغم من أن وجود المدنيين في مناطق العمليات يُشكل تحديًا كبيرًا ويؤخر في حسم المعركة لان هذا العدد الكبير من المدنيين وضيق الازقة والدور القديمة جعلت تحرير المدينة يأخذ وقتًا أطول، إذ أن التوجيهات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي شددت على أن حياة المواطن اهم من عملية طرد تنظيم داعش وقتلهم ولهذا نستفيد من عامل الزمن لتحرير المواطنين والارض وقتل المتطرفين من دون حدوث انتهاكات لحقوق الانسان".
وفي غضون ذلك كشف قائم مقام قضاء الخالص، (15 كم شمال بعقوبة)، عدي الخدران، أن "أكثر من 50 مسلحًا من تنظيم داعش تسللوا من الحويجة باتجاه المطبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين خلال الأسابيع الماضية وفق المعلومات الأمنية المتوفرة لدينا"، لافتًا إلى أن "نشاط داعش في المطبيجة بات واضحًا ويمكن رؤية عجلاتهم عن بعد خاصة في الليل".
وحذر الخدران من "تحول المطبيجة الى قنبلة موقوتة لزعزعة الأمن في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين لانها تمثل خاصرة رخوة تتميز بموقعها الاستراتيجي وقربها من منظومة طرق برية عدة، ناهيك عن تعقيدات الأرض والتضاريس التي اسُتغلت من قبل مسلحي التنظيم في الاختباء وانشاء المضافات"، كما دعا إلى "تنسيق امني عالي لدرء مخاطر ولادة بؤرة ارهابية في المطبيجة"، لافتا إلى أن "داعش قد يبادر إلى شن هجمات في اتجاهات مختلفة، انطلاقًا من المطبيجة لفتح جبهة جديدة، وهذا ما يجب الانتباه إليه والاسراع بحسمه".
وتعد المطبيجة من المناطق الساخنة جدًا وتقع على الحدود بين ديالى وصلاح الدين لكنها ضمن حدود الاخيرة ولا يفصلها عن ناحية العظيم سوى نهر فرعي.
في المقابل، أوضح جهاز مكافحة الإرهاب التابع لمجلس الأمن في إقليم كردستان يوم الأربعاء مقتل 10 عناصر من تنظيم داعش بينهم قيادي بضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي استهدفتهم جنوب غرب محافظة كركوك، قال الجهاز في بيان له، ان طائرات التحالف الدولي قصفت الاثنين على طريق "الرياض- الحويجة" سيارة تقل 10 عناصر منتنظيم داعش، مضيفًا أن ذلك القصف أسفر عن مقتل أولئك العناصر جميعًا بينهم المسؤول الأمني في التنظيم المدعو "عمار حسن محمد حسن" المكنى بـ"أبو نبيل".
وكشف القائد في جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي، الثلاثاء، عن تقدم في توغل قواته في حيي "التنك" و"الثورة" في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، موضحًا أن "جهاز مكافحة الإرهاب مستمر بعملية التقدم والتوغل في حيي التنك والثورة، وتتمكن من تحرير أجزاء كبيرةمنهما"، مؤكدا ان "الممرات الآمنة تتوفر للمدنيين لمن يريد الخروج إلى الأحياء الأخرى"، ومتابعًا أن "معنويات عناصر داعش انهارت بسبب قلة العتاد والتموين".
وكانت مديرية الاستخبارات العسكرية، قد أعلنت الاثنين، قتل طيران التحالف الدولي لخبراء الطيران الدواعش بقصف جوي استهدف مقرًا للطائرات المسيرة في أيمن الموصل، فيما يشن الطيران العراقي، وطيران التحالف الدولي، بشكل يومي، ضربات جوية على مقرات تابعة لداعش، في الجانب الايمن لمدينة الموصل، تسفر عن تدميرها وقتل من فيها، بينما يُذكر أن القوات المشتركة، وبإسناد من التحالف الدولي، تشن حملة واسعة لاستعادة الجانب الأيمن لمدينة الموصل، من تنظيم داعش.
على الجانب الآخر، وصل رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، اليوم الثلاثاء، إلى محافظة ديالى لعقد سلسلة لقاءات مع مسؤوليها والاطلاع على واقع المحافظة، وأوضح مصدر أمني أن " الجبوري وصل إلى محافظة ديالى للقاء عدد من المسؤولين والأكاديميين وشيوخ ووجهاء العشائر في المحافظة"، مبينًا ان "الزيارة للاطلاع على واقع المحافظة لاسيما الخدمي"، كما أضاف أن "الجبوري قام "بزيارة لكلية بلاد الرافدين الجامعة والتقى بعميد الكلية وكوادرها التدريسية والإدارية وعدد من طلبتها قبيل بدء مؤتمر علمي برعاية وزارة التعليم العالي وبحضور الحكومة المحلية في المحافظة".
وتشهد محافظة ديالى زيارات عديدة من قبل السياسيين والمسؤولين، كان آخرها زيارة وفد كبير من التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم، بسبب طبيعة المحافظة الأمنية والخدمية، والتي تعرضت إلى أزمات متلاحقة في هذين الملفين.
أرسل تعليقك