كييف - جلال ياسين
قال الجيش الأوكراني، الأحد، إن الدفاعات الجوية دمرت 56 من أصل 108 طائرات مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية في أحدث غارة ليلية.وأضاف الجيش أنه "فقد أثر" 49 مسيرة أخرى، وهو ما يحدث عادة نتيجة للتشويش الإلكتروني.وقالت القوات الجوية إن حطام طائرات مسيرة ألحق أضراراً بجزء غير محدد من البنية التحتية بالإضافة إلى مبان سكنية ومنازل.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن روسيا بدأت في الاستعانة بقوات من كوريا الشمالية بأعداد كبيرة للمرة الأولى لشن هجمات على القوات الأوكرانية التي تقاتل للاحتفاظ بالسيطرة على جيب في منطقة كورسك الروسية.
وقال زيلينسكي إن توسيع الاستعانة بجنود من كوريا الشمالية تصعيد جديد في الحرب، داعيا إلى رد عالمي، في الوقت الذي تعزز فيهعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل التكهنات بشأن دفعة قادمة لمحادثات السلام.
وعلى صعيد أخر قال زيلينسكي، السبت، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء في أعقاب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وتعليق الإمدادات الروسية.
وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "بعد تقارير من مسؤولينا الحكوميين، اتفقنا على إجراءات تتعلق بسوريا - في المقام الأول الجهود الإنسانية والأمنية الرامية إلى تحقيق الاستقرار. بالنسبة لأوكرانيا، هذا مهم: فكلما كان الوضع أكثر هدوءاً في مثل هذه المناطق، كلما كان العالم أكثر نشاطاً في مساعدتنا على تحقيق السلام".
وأضاف: "لهذا السبب على وجه التحديد تحاول موسكو جاهدة إشعال المزيد من الصراعات والحروب في مختلف أنحاء العالم، مما يؤدي إلى تأجيج عدم الاستقرار وإضافة التحديات العالمية".
وتابع: "نحن مستعدون لمساعدة سوريا في منع حدوث أزمة غذاء، وخاصة من خلال البرنامج الإنساني (الحبوب من أوكرانيا)"، مشيراً إلى أنه قد وجه الحكومة لإنشاء آليات لتوريد المواد الغذائية بالتعاون مع المنظمات الدولية والشركاء.
وأوكرانيا هي منتج ومصدر عالمي للحبوب والبذور الزيتية، وكانت تصدر القمح والذرة إلى دول في الشرق الأوسط ولكن ليس إلى سوريا، التي اعتادت على استيراد المواد الغذائية من روسيا في عهد الأسد، لكن إمدادات القمح الروسية توقفت بسبب ما قالت موسكو إنه "حالة الضبابية فيما يتعلق بالحكومة الجديدة ومشكلات بشأن تأخر الدفع".
ولم تصل سفينتان محملتان بالقمح الروسي كانتا متجهتين إلى سوريا إلى وجهتهما.
وقال مصدر روسي مقرب من الحكومة إن الإمدادات إلى سوريا جرى تعليقها، لقلق المصدرين حيال الغموض بشأن من سيدير واردات القمح على الجانب السوري بعد تغيير السلطة في دمشق.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف: "أعتقد أنه لا أحد يجرؤ على توريد القمح إلى سوريا في ظل الظروف الحالية".
وأظهرت بيانات الشحن أن السفينة "ميخائيل نيناشيف" راسية قبالة الساحل السوري، بينما تتجه السفينة "ألفا هيرميس" نحو ميناء الإسكندرية المصري بعد أن بقيت قبالة الساحل السوري لعدة أيام.
وكانت المؤسسة العامة لتجارة وتخزين الحبوب (السورية للحبوب) تجري مناقصات لشراء القمح، لكنها اعتمدت بشكل متزايد على شبكة من الوسطاء الدوليين للحصول على الإمدادات الروسية رغم العقوبات.
ويقول متعاملون إن نحو ستة آلاف طن فقط من الذرة الأوكرانية وصلت إلى السوق السورية في موسم 2023-2024 من حجم صادرات الذرة الإجمالي الذي سجل 29.4 مليون طن.
لكن محللين قالوا إن كميات صغيرة من الحبوب أوكرانية المنشأ ربما تكون وصلت إلى سوريا من دول مجاورة، ولم تشملها هذه الإحصاءات.
وقالت مصادر غربية مطلعة على النشاطات العسكرية الأوكرانية بالخارج، إن فصائل المعارضة المسلحة السورية "تلقت مسيرات ومعدات عسكرية أخرى"، من استخبارات أوكرانيا.
ومنذ سقوط الأسد، الحليف المقرب من روسيا، تعبر كييف عن رغبتها في إعادة العلاقات مع سوريا. وأشار وزير الخارجية أندريه سيبيها أن كييف مستعدة "لتمهيد الطريق لإعادة العلاقات في المستقبل وتأكيد دعمنا للشعب السوري".
وقال وزير الزراعة الأوكراني فيتالي كوفال الجمعة: "حيثما كانت الأمور صعبة، يتعين علينا أن نكون هناك بغذائنا. نحن منفتحون على توريد غذائنا وإذا احتاجت سوريا إليه، فسوف نلبي الطلب".
وتأثرت صادرات أوكرانيا بالغزو الروسي في فبراير 2022، إذ حد بشدة من الشحنات المرسلة عبر البحر الأسود. وكسرت أوكرانيا منذ ذلك الحين ما كان حصاراً بحرياً بحكم الأمر الواقع، وأعادت إرسال الصادرات من موانئ أوديسا جنوب البلاد.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك