كابول ـ أعظم خان
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوّية في أفغانستان . و استهدفت طائرة مسيّرة الظواهري خليفة بن لادن في عملية أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأميركية في العاصمة كابل يوم الأحد. و أشار بايدن إلى إن الظواهري مارس "القتل والعنف ضد الأميركيين"، مشيرا إلى أن "العدالة قد تحقّقت الآن".
وأضاف قائلاً إنه هو من أعطى الموافقة النهائية على تنفيذ "ضربة دقيقة" استهدفت زعيم القاعدة البالغ من العمر 71 عاماً.
وكشف مسؤولون أن الظواهري كان في شرفة منزل آمن عند استهدافه بصاروخين أطلقا من الطائرة المسيّرة.
وأضافوا أن أفراد عائلته كانوا معه في المنزل، لكنهم لم يصابوا بأذى ولم يقتل في العملية سوى الظواهري.
وقال بايدن إن الظواهري كان العقل المدبر لأعمال عنف أخرى، من بينها التفجير الانتحاري الذي استهدف المدمرة البحرية "يو إس إس كول" في عدن، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000.
وأضاف بايدن: "ليس مهماً أين تختبئ، ستجدك الولايات المتحدة وتخرجك"، وقال: "لن نتردد أبدًا في الدفاع عن أمتنا وشعبها".
وأكّد متحدث باسم حركة طالبان حدوث غارة في منطقة سكنية في كابل. ووصفها بأنها خرق واضح للمبادئ الدولية.
وقال إنّ "مثل هذه التصرفات تكرار للتجارب الفاشلة خلال العشرين عاماً الماضية،
وتولّى أيمن الظواهري قيادة القاعدة في أعقاب مقتل أسامة بن لادن على أيدي قوات أميركية في الثاني من مايو/ أيار 2011.
و يعتبر أيمن الظواهري بمثابة العقل الأيديولوجي لتنظيم القاعدة.
و سجن في الثمانينيات بسبب انتمائه للحركة الإسلامية المتشددة في مصر، وغادرها بعد الإفراج عنه، و شارك مع تنظيمات جهادية عالمية في باكستان في تأسيس تنظيم القاعدة.
و إنتقل الظواهري مع أسامة بن لادن إلى أفغانستان وأعلنا سوياً الحرب على الولايات المتحدة، وخطّطا لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
واستغرق الأمر عقدًا من الزمن لتعقّب بن لادن وقتله من قبل الولايات المتحدة. بعد ذلك، تولى الظواهري قيادة القاعدة، لكنه أصبح شخصية بعيدة وهامشية، ولم يوجه سوى رسائل من حين لآخر.
وتعتبر الولايات المتحدة إغتيال الظواهري على أنه نصر، لا سيما بعد انسحابها الفوضوي من أفغانستان العام الماضي، لكن الظواهري كان يملك نفوذاً ضئيلاً نسبياً، وسط تزايد نفوذ الجماعات والحركات الجديدة مثل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
وسيظهر بلا شك زعيم جديد للقاعدة، لكن من المرجّح أن يكون تأثيره أقلّ من تأثير سلفه.
ويشير مقتل الظواهري في كابل إلى الأهمية المستمرة التي تمثّلها أفغانستان. وكانت هناك مخاوف من أن تجد الجماعات الإسلامية مساحة أكبر للعمل، وأن تجد ملاذاَ آمناً مع عودة طالبان للسيطرة.
لكن الولايات المتحدة أظهرت أنه لا يزال بإمكانها الضرب من مسافة بعيدة، وإن لم يعد لديها جنود على الأرض.
و يأتي مقتل الظواهري بعد حوالي عام من الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان بأمر من الرئيس الأميركي جو بايدن، مما وضع نهاية للوجود العسكري الأميركي في البلاد بعد أن استمر لعشرين عاما.
وبموجب اتفاق السلام الذي عقدته واشنطن مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، وافقت الحركة على ألا تسمح لتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات المتشددة بممارسة أنشطتها في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان.
و رغم ذلك، بقيت حركة طالبان وتنظيم القاعدة حليفين لسنوات طويلة، ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن الحركة كانت تعلم بوجود الظواهري في كابل.
وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن استضافة وإيواء الظواهري في العاصمة الأفغانية كابل يُعد "خرقا بالغا" لاتفاق السلام.
يُذكر أن الغارة التي شّنتها طائرة مسيّرة أميركية هي الأولى التي تنفّذها الولايات المتحدة في كابل منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقبل أيام من ذلك الانسحاب، قتلت غارة جوية بطائرة مسيرة عشرة أبرياء في كابل بينهم موظف إغاثة وسبعة أطفال. وقالت واشنطن في ذلك الوقت إنه خطأ مأساوي، وإن قواتها كانت تستهدف فرعا محليا لتنظيم الدولة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بايدن يعلن رسميا أن الولايات المتحدة قتلت زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري
السعودية ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري
أرسل تعليقك