دمشق - أحمد شالاتي
أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه من المهم أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل على تشاور وثيق بشأن الأحداث الجارية في سوريا، حسبما أفاد بيان صادر عن "البنتاجون".
وذكر البيان أن الوزير أوستن أبلغ كاتس، خلال اتصال هاتفي بينها، بأن واشنطن تراقب التطورات في سوريا وأنها تدعم انتقالاً سياسياً سلمياً يشمل الجميع.
وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، سابرينا سينج، إن الولايات المتحدة ما زالت تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لضمان هزيمة تنظيم "داعش".
وأضافت أن السجون الموجودة في شرق سوريا وتضم عناصر من تنظيم "داعش" مازالت آمنة وتحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
من جانبه قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الخميس، إن بلاده سترصد سياسات فصائل المعارضة المسلحة في سوريا تجاه تنظيم "داعش" والاعتداءات الإسرائيلية "وتعمل بما يتناسب مع ذلك".
ونقل تلفزيون "العالم" الإيراني عن قاليباف قوله إن المنطقة تتجه بسرعة نحو تحولات جديدة، مؤكداً أن بلاده يجب أن تحول التحديات الحالية إلى فرص.
وأعرب قاليباف عن ثقته في أن مستقبل سوريا "لن يكون وفق ما يخطط له المتآمرون".
من جانبه أعلن قائد إدارة العمليات العسكرية في فصائل المعارضة المسلحة أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، الأربعاء، أنه سيعمل على "حل قوات الأمن التابعة للنظام السابق"، و"إغلاق السجون سيئة السمعة".
وقال الجولاني إن "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها "تعمل مع المنظمات الدولية على تأمين مواقع يُحتمل وجود أسلحة كيماوية فيها"، وهي التصريحات التي رحبت بها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".
ويراقب العالم عن كثب ليرى ما إذا كان بوسع حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في بلد قد تسعى فيه الأطراف المختلفة للانتقام بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً.
ووعد الجولاني بملاحقة أي شخص متورط في تعذيب المعتقلين أو قتلهم في السجون، والتي من بينها سجن صيدنايا الشهير، خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، ولكنه يسعى حالياً لتحقيق توازن بين مطالبات الضحايا بتحقيق العدالة، وضرورة تجنب العنف، وضمان تلقي الدعم الدولي.
وحدد رئيس حكومة تصريف الأعمال في سوريا، محمد البشير، الثلاثاء، مهام حكومته التي ستستمر حتى مارس 2025، في "ضبط الأمن" و"الحفاظ على استقرار المؤسسات"، و"ضمان عدم تفكك الدولة"، إلى حين "البت في القضايا الدستورية".
وتواجه حكومة البشير تحديات اقتصادية وسياسية ثقيلة، منها كيفية التعامل مع الوجود الروسي عبر قاعدتين جوية وبحرية، واستمرار القصف الإسرائيلي الكثيف على بلاده، وملف إعادة إعمار سوريا، والذي سيكون مهمة كبيرة بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية التي قتلت مئات الآلاف.
وقالت المتحدثة باسم "البنتاجون" سابرينا سينج، الأربعاء، إن واشنطن ترحب بتصريحات الجولاني بشأن تأمين المواقع التي يُحتمل وجود أسلحة كيماوية فيها، إلا أنها ستنتظر الأفعال.
وذكرت سابرينا سينج في تصريحات أوردتها "رويترز": "نرحب بهذا النوع من الخطاب، لكن... الأفعال يجب أن تطابق الكلمات أيضاً".
وتواجه حكومة تصريف الأعمال تحديات إيجاد المواقع المرتبطة بالأسلحة الكيماوية التي استخدمت خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، وسط مطالبات بالإعلان عن جميع الأسلحة الكيميائية المحظورة وتدميرها.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها تتابع الوضع في سوريا مع إيلاء "اهتمام خاص" بالمواقع المرتبطة بالأسلحة الكيماوية، مضيفةً في بيان، أن فريقاً لديها أمضى أكثر من 10 سنوات في محاولة التعرف على نوع الأسلحة الكيماوية التي لا تزال سوريا تملكها، لكنها أشارت إلى أنه لم يحرز تقدماً يذكر بسبب العراقيل التي وضعتها حكومة الأسد.
وجاء في البيان: "هذا العمل مستمر حتى الآن، لا يمكن النظر إلى ما أعلنته سوريا عن برنامجها للأسلحة الكيماوية باعتباره دقيقاً وكاملاً".
وسيتعين التوصل لضمانات أمنية قبل نشر أي مفتشين جدد للمنظمة. وسوف يتطلب ذلك التواصل مع وسطاء جدد أقوياء في سوريا، وربما الفصائل المعارضة.
واشنطن تعمل على إبعاد الأسلحة الكيميائية في سوريا عن "الأيدي الخاطئة"
وتعمل الولايات المتحدة مع عدة دول في الشرق الأوسط لمنع سقوط الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام الأسد في "الأيدي الخاطئة"، حسبما أفاد موقع "أكسيوس"، الاثنين.
وسبق أن تعرض أعضاء من البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للاستهداف بمتفجرات ونيران بنادق كلاشنيكوف خلال محاولتهم الوصول إلى موقع هجوم كيميائي في مدينة كفر زيتا في شمال سوريا في مايو 2014.
ودأبت حكومة الأسد وحلفاؤها الروس على نفي استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب التي اندلعت في مارس 2011.
وخلصت 3 تحقيقات مختلفة، إلى أن "نظام الأسد استخدم غاز الأعصاب (السارين)، وبراميل الكلور في هجمات خلال الحرب الأهلية، مما أدى إلى قتل وإصابة الآلاف".
وأُجريت هذه التحقيقات عبر آلية مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى جانب فريق التحقيق والتعرف التابع للمنظمة وتحقيق أجرته الأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب.
وأصدرت محكمة فرنسية مذكرة اعتقال بحق الأسد، والتي أيدتها محكمة استئناف، بتهمة استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة ضد المدنيين.
وأعلنت سوريا امتلاك 1300 طن من الأسلحة الكيماوية المحظورة لديها، بعد أن انضمت لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 2013.
وجرى تدمير تلك الأسلحة، لكن مفتشين عثروا منذ ذلك الحين على أدلة تثبت وجود برنامج ينتهك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة عام 1997،والتي تشرف المنظمة على تنفيذها.
وقد يهمك أيضًا :
أوستن يؤكد حماية الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية
أوستن يعبر لغالانت عن غضبه عقب مقتل موظفي الإغاثة وتوقعات بتوتر العلاقة بين بايدن ونتنياهو
أرسل تعليقك