بغداد - نجلاء الطائي
أعلن مصدر عسكري في الجيش العراقي، أن القوات الأمنية بدأت عملية تحرير مدينة عنة في الأنبار غرب العراق، من ثلاثة محاور، فيما تشهد أعمال عنف في مدينة كركوك بشمال العراق إلى انتشار واسع للشرطة للحيلولة دون تطور اشتباك مميت إلى صراع عرقي قبل استفتاء مقرر على استقلال إقليم كردستان. وأفاد المصدر أن "قوات أمنية مشتركة بدأت بتحرير مدينة عنة غرب محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "داعش"، بمشاركة الجيش والشرطة والحشد العشائري، وبإسناد من طيران التحالف الدولي والمروحي التابع للجيش".
وذكر مصدر أمني آخر أن القوات الأمنية حررت صحراء عكاشات وقرية العوجة وقرى أخرى باتجاه القائم. وقال المصدر أن "القوات الامنية حررت صحراء عكاشات وقرية العوجة وعدة قرى باتجاه القائم بمشاركة كل من الفرقة الأولى وحشد أعالي الفرات". وأضاف أن "قوات حشد صقور الصحراء شاركت أيضا في عمليات التحرير"
يذكر أن القوات الأمنية، تمكنت قبل يومين من تحرير منطقة عكاشات الواقعة غرب الأنبار، بعد تكبيد تنظيم "داعش" خسائر فادحة بالأرواح والمعدات. وفي سياق متصل، أفادت خلية "الصقور" الاستخباراتية، التابعة لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بوزارة الداخلية العراقية في بيان لها أمس الإثنين، أن الطائرات قصفت أيضا تجمعات "داعش" في عدد من المواقع في مناطق عكاشات وعنه والقائم، وعددها 42 هدفا تم تدميرها بشكل كامل، من تاريخ 11 ولغاية 16 الشهر الجاري، كما أدى القصف أيضا إلى مقتل 306 وجرح عشرات المتطرفين.
بالمقابل أعلنت شرطة مدينة كركوك فرض حظر التجوال داخل المدينة بعد أعمال عنف وصدامات مسلحة وقعت بين شبان أكراد مؤيدين لاستفتاء إقليم كردستان وحراس مقر حزب تركماني. هذا وأشارت مصادر محلية إلى أن انفجارًا هز منطقة المصلى في كركوك قبل قليل دون معرفة سببه. وقال النائب التركماني حسن توران إنه " بسبب اقحام كركوك في مشروع الاستفتاء تعيش الميدنة أجواء متوترة، وزاد من توترها اليوم مرور رتل من أمام أحد مقرات الأحزاب التركمانية وهو (الحركة القومية التركمانية) وهناك أنباء عن حدوث تبادل لإطلاق نار بين الطرفين".
وأوضح أن "حراس المقر تعرضوا إلى إطلاق نار فردوا على المهاجمين، وبالتالي أدى الحادث إلى وفاة أحد الأشخاص من الرتل المار من أمام مقر الحركة القومية التركمانية".
وأضاف " قبل قليل سمع دوي انفجار في منطقة المصلى التركمانية في كركوك لم يعرف طبيعته ولا مصدره". ومضى إلى القول " ادعو كل الأطراف التهدئة وعدم الانجرار إلى فتنة يراد منها اقحام كركوك في صراع قومي".
وطالب القوات الأمنية وتحديدا الشرطة المحلية بأن تضطلع بمهامها ومسؤولياتها، موضحا بأن القضاء سيخذ مجراه إذا كان هناك أي حادث، وأن التحقيقات هي الكفيلة بمعرفة هوية الجاني والمعتدي. ودعا "عقلاء القوم في كركوك" إلى إخماد نار الفتنة التي يحاول البعض اذكائها. وتقود الحركة القومية التركمانية منذ أيام حملة لمقاطعة ورفض إجراء الاستفتاء في مدينة كركوك المتنازع عليها. وعلقت على مقرها لافتة كبيرة تحث على عدم إجراء الاستفتاء.
وكان مجلس محافظة كركوك، قرر بالأغلبية المشاركة في استفتاء الاستقلال المقرر في إقليم كردستان في الـ 25 من أيلول/سبتمبر الجاري. ويرفض التركمان المؤيدين للنظام التركي المشاركة أو إجراء الاستفتاء في مدينة كركوك الغنية بالنفط. وأصيب أستاذ عربي جامعي مؤيد لاستقلال كردستان العراق، الاثنين، من جراء انفجار في سيارته بمدينة كركوك شمالي البلاد، وفق ما أفادت مصادر أمنية.
وقالت المصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن الاستاذ الجامعي ناظم الشمري أصيب بجروح خطيرة من جراء تفجير عبوة لاصقة وضعت أسفل سيارته. وتقول مصادر مقربة من الشمري إنه استهدف من خصومه السياسيين على خلفية تأييده المطلق لكردستان ولاستفتاء الانفصال، وضم كركوك إلى الإقليم. وفي غضون ذلك بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، استفتاء استقلال إقليم كردستان المقرر إجراؤه نهاية الشهر الجاري.
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية، بحسب الأناضول الرسمية، أن أردوغان والعبادي تناولا في اتصال هاتفي العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها. وأضافت المصادر، أن الرئيس التركي ورئيس الوزراء العراقي أكدا على ضرورة المحافظة على وحدة الأراضي العراقية، وأشاروا إلى أن الاستفتاء سيعزز التوتر في المنطقة. كما تناول أردوغان والعبادي سبل محاربة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش"، وتنظيم حزب العمال الكوردستاني "بي كي كي". وأعرب الرئيس التركي عن تعازيه لرئيس الوزراء العراقي بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف محافظة ذي قار.
أرسل تعليقك