دمشق - نورا خوام
تدور اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس منبج العسكري من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في "درع الفرات" من جانب آخر، في القرى الواقعة بجنوب غرب مدينة منبج في الريف الشمالي الشرقي لحلب، مترافقة مع قصف متبادل بين طرفي القتال في سعي لقوات عملية “درع الفرات” العاملة في ريف حلب، لتوسعة مناطق سيطرتها في ريف حلب بعد أيام من سيطرتها على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة وقرى أخرى في محيطها، بعد عملية عسكرية استغرقت عدة أسابيع.
وتترافق الاشتباكات المتواصلة في قريتي تل تورين وقارة بريف منبج الجنوبي الغربي، بين الفصائل العاملة في “درع الفرات” وقوات مجلس منبج العسكري، مع قصف عنيف ومكثف على قرى أولاشلي وكورهيوك وجبل البوغاز ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المجلس العسكري بريف منبج، إضافة للقرى التي تدور الاشتباكات بمحيط بعد تمكن فصائل “درع الفرات” من السيطرة عليها، حيث تهدف عملية “درع الفرات” إلى الوصول إلى العريمة بالإضافة لمحاولتها فصل مناطق سيطرة المجلس العسكري لمنبج عن مناطق سيطرة النظام.
وأكدت مصادر أن العملية العسكرية للقوات الحكومية في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تتواصل على محاور شرق اوتستراد حلب الحسكة المار من منطقة الباب، بعد تمكنها أمس الأول، من رسم حدود تقدم القوات التركية وفصائل عملية “درع الفرات”، عبر تقدم مباشر أوصلها إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري المسيطرة على مدينة منبج وريفها، وقطع طريق التقدم نحو ريف حلب الشرقي أمام القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها، وبخاصة بعد التعليمات والأوامر الروسية للقوات الحكومية والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لـ “درع الفرات”، بعدم الاحتكاك أو الاشتباكات مع الأخيرة لأي سبب كان، وعدم الرد على أية إطلاقات نارية تأتي من طرف قوات عملية “درع الفرات.
هذا التقدم والوصول إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري، من قبل القوات الحكومية ، بعد عملية عسكرية طويلة لا تزال مستمرة به بدعم من نخبة "حزب الله" والمسلحين الموالين لها وبإسناد من المدفعية الروسية، في محاولة لتحقيق تقدم بمساحة أكبر وتقليص مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق حلب، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تقدم النظام بمساحة نحو 20 كلم مربع، بموازاة حدود سيطرة مجلس منبج العسكري على بعد نحو 16 كلم بجنوب غرب مدينة منبج، سيعيد -ومن طريق آخر- بعد أكثر من عامين العمل بين محافظتي الحسكة وحلب، وستتواصل مجدداً مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية والإدارات الذاتية الديمقراطية في كل من “عفرين وكوباني والجزيرة”، دون المرور بمناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” أو القوات التركية والفصائل المدعومة منها، وسيكون اتصال هذه المناطق عبر هذه المناطق التي تقدمت إليها القوات الحكومية في ريف الباب.
كذلك فإن عملية توسيع السيطرة من قبل القوات الحكومية في حال استكملت نحو 20 كلم مربعًا من المناطق الموازية لحدود سيطرة مجلس منبج العسكري، ستؤمن طريق الانتقال لمن يرغب بالتنقل بين محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ومحافظة حلب، كما ستؤمن عملية توسع القوات الحكومية في مثلث أبو منديل – الخفسة – دير حافر، منطقة التواصل بين مناطق سيطرة القوات الحكومية والمجلس العسكري لمنبج، من هجمات محتملة لتنظيم داعش مستقبلاً، في حين أن إعادة وصل المناطق بين عفرين وحلب من جهة ومناطق الرقة ودير الزور والحسكة من جهة ثانية، بمناطق خارجة عن سيطرة تنظيم داعش ، قد يخفف من صعوبات عملية الانتقال التي عانى منها المواطنون في وقت سابق خلال نحو 3 سنوات مضت، حيث اضطر المئات من المواطنين المتنقلين بين مناطق شمال شرق سورية وبين عفرين، إلى العبور بواسطة مهربين للجانب التركي من الحدود، ومن ثم معاودة اجتياز الحدود نحو الجانب السوري، فيما تشهد مناطق الخفسة وريف حلب الشرقي، نزوحاً من قبل عشرات العائلات نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في منطقة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
وفي الرقة أفادت مصادر أمنية بأن عناصر "قوات سورية الديمقراطية" تمكنت من السيطرة على قرى حمد عساف، وجديدة خابور والكُليب، في ريف الرقة الشرقي. وأكدت المليشيات الكردية أنها تمكنت من قطع طريق إمدادات داعش، من الرقة الى دير الزور، شرق نهر الفرات، بعد السيطرة على هذه البلدات.
وتجددت الاشتباكات، بين فصائل الجيش السوري الحر، ضمن غرفة عمليات درع الفرات، وقوات الجيش النظامي ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسط تقدم للجيش الحر في المنطقة. وقالت فصائل درع الفرات، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط قرية الحوتة، جنوب بلدة العريمة مع المليشيات الكردية، مؤكدة مقتل سبعة من المليشيات الكردية، وأسر اثنين من قوات الجيش شرقي مدينة الباب.
وقامت فرق الهدنة التابعة للجيش الحر بتفكيك نحو 3 آلاف لغم في عدة بلدات ومدن في ريف حلب الشمالي بالاعتماد على الطرق البدائية. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الأجتماعي شريط فيديو مصورًا يظهر مركزا كان تنظيم داعش يقوم بتصنيع الألغام فيه بمدينة الباب بطريقة جديدة، عبر وضعها ضمن حجارة لاستخدامها في معارك ضد فصائل الجيش الحر في ريف حلب.
وأكدت المصادر أن بعض الألغام التي زرعها داعش تحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات التي تؤدي إلى تدمير منازل بأكملها، مشيرة إلى أن الجيش الحر اكتشف عدة ألغام مربوطة ببعضها البعض وعند انفجار أحدها تنفجر البقية مما يؤدي إلى تدمير شارع كامل في بعض الأحيان.
أرسل تعليقك