«لقاء باريس» ينتظر من النواب اللبنانيين الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي
آخر تحديث GMT23:44:14
 العرب اليوم -

«لقاء باريس» ينتظر من النواب اللبنانيين الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «لقاء باريس» ينتظر من النواب اللبنانيين الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي

مجلس النواب اللبناني
بيروت ـ العرب اليوم

يتدحرج لبنان نحو مزيد من الاهتراء على المستويات كافة، من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج تدعو للتفاؤل بوقف الانهيار الشامل، في ظل استمرار تحليق سعر صرف الدولار، الذي أفقد العملة الوطنية قدرتها الشرائية، وانسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وتعذّر انعقاد جلسات تشريع الضرورة، واستحالة فتح قنوات الحوار للبحث في السبل الآيلة لإخراج لبنان من التأزُّم.
فلبنان الرسمي كان ينتظر من وفد سفراء الدول الخمس، التي اجتمع ممثلون عنها في باريس، أن يحمل إليه بشرى التدخُّل لإنقاذه، لكنه فوجئ بأنه يضع المسؤولية على عاتق البرلمان، على خلفية تعطيله انتخاب رئيس للجمهورية، ويدعوه في المقابل لإنهاء الشغور الرئاسي، شرط أن يتلازم مع استجابة حكومة تصريف الأعمال لدفتر الشروط التي أدرجها المجتمع الدولي، بدءاً بتحقيق الإصلاحات المطلوبة، لمساعدته للخروج من أزماته.
وبعد لقاءات السفراء مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، كان لهم لقاء أمس مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وشاركت في اللقاء سفيرة فرنسا آن غريو، وسفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، وسفير مصر ياسر علوي، وسفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن العمودي.
وشدّد السفراء على «ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية». كما أكّدوا ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، وأبلغوا بو حبيب أن الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات. وهو ما سبق أن كرره السفراء خلال اجتماعهم بالرئيسين بري وميقاتي من ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لا يشكّل تحدّياً لأي فريق، ويكون مقبولاً عربياً ودولياً.
وهكذا يكون السفراء قد أعادوا الكُرة إلى البرلمان، محمّلين إياه مسؤولية عدم التوافق على رئيس، مع تأكيدهم على أن دولهم لا تتدخّل في أسماء المرشحين، ولا تفضل مرشحاً على آخر، شرط ألا يشكل تحدياً لأي فريق. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن ميقاتي أصر أمام السفراء على عدم تحميله شخصياً مسؤولية العوائق التي تؤخّر انتخاب رئيس، لأنه عزف عن الترشُّح للانتخابات النيابية، وليست لديه كتلة نيابية، والتشرذم الحاصل بين النواب السنة لم يكن سبباً في تعطيل الانتخاب، لأنهم لم يقاطعوا الجلسات. ولفتت مصادر إلى أن السفراء تحدثوا مع الذين التقوهم بلهجة تحذيرية، كانت بمثابة إنذار للعواقب التي تحل بلبنان، لما حملته خريطة الطريق الدولية من مواصفات يُفترض أن يلتزم بها لإنقاذه. وتوقفت أمام الحوار الذي دار بين السفراء وبين بري انطلاقاً من تحميلهم البرلمان مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي، وقالت إن بري كان صريحاً بقوله إن أمام لبنان أسابيع لإنقاذه، لأن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، ولا يتحمل مزيداً من الانتظار. ونقلت عن بري قوله إنه لا مشكلة أمام دعوة البرلمان مجدداً لعقد جلسة نيابية لانتخاب الرئيس، لكن الانقسام الحاصل بين النواب يعيق انتخابه، وتنتهي الجلسة كما انتهت الجلسات السابقة إلى مهزلة.
وأكد بري، كما تقول المصادر، أنه لم ينطلق في دعوته للحوار من فراغ، وإنما جاءت انطلاقاً من «إدراكي أنه لا بد من فتح ثغرة في الحائط المسدود، لئلا نبقى ندور في حلقة مفرغة»، وقال إن دعوته قوبلت برفض من «الثنائي المسيحي»، في إشارة إلى حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».
ورأى أن هناك ضرورة لتلاقي النواب في منتصف الطريق، وسأل أمام السفراء؛ كيف يمكن الالتفاف على الانقسام العمودي في البرلمان، طالما أن كل فريق يدير ظهره للآخر، ويرفض التواصل للتوافق على رئيس لا يشكل تحدياً لأحد؟ وهل المشكلة هي في عدم توجيه الدعوة لعقد جلسة انتخاب جديدة، أم أنها تكمن في أن نتائجها ستكون نسخة عن سابقاتها، في ظل غياب تعدُّد المرشحين؟ وكشف بري عن أنه كان السبّاق في مقاربته لانتخاب رئيس للجمهورية في خطابه الذي ألقاه في المهرجان، الذي أقامته حركة «أمل» لمناسبة اختفاء مؤسسها الإمام موسى الصدر، ودعا فيه إلى انتخاب رئيس يجمع بين اللبنانيين ولا يفرقهم وينفتح على الدول العربية، وقال إنه لا يزال على موقفه؛ خصوصاً أنه ليس هناك فريق في البرلمان لديه القدرة على تأمين حضور أكثرية الثلثين كشرط لانعقاد الجلسة وانتخابه بـ65 صوتاً أو أكثر، أي نصف عدد النواب زائداً واحداً.
وعلّق مصدر دبلوماسي محسوب على وفد السفراء على ما سمعه هؤلاء من بري بأنه يدعو للتوافق على رئيس للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأحد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بري يحتفظ لنفسه بكلمة الفصل في هذا الخصوص، وهو يتريّث في إخراجها إلى العلن لسببين؛ أولاً لمراعاته حليفه زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وتقديراً لتحالفه الاستراتيجي مع «حزب الله»، لعله يدرك لاحقاً أن هناك صعوبة في تأمين تأييد 65 نائباً لفرنجية، وبالتالي لا بد من انخراطه في البحث عن مرشح توافقي، وهذا ما تنتظره منه دول اللقاء الخماسي، التي تُبقي على مشاوراتها مفتوحة، لعل الكتل النيابية تقرّر ملاقاتها في منتصف الطريق، للإفراج عن انتخاب رئيس للجمهورية.

قد يهمك ايضاً

دعوة بري لـ«حوار رئاسي» تفجر خلافاً مع عون

 

لبنان يدخل «الفراغ الرئاسي» عملياً قبل أسبوع من نهاية ولاية عون

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لقاء باريس» ينتظر من النواب اللبنانيين الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي «لقاء باريس» ينتظر من النواب اللبنانيين الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab