تفاؤل حذر بعد سنتين من إعلان كورونا حالة طوارئ صحية ودعوات لتوسيع التلقيح والمراقبة
آخر تحديث GMT07:15:51
 العرب اليوم -

تفاؤل حذر بعد سنتين من إعلان "كورونا" حالة طوارئ صحية ودعوات لتوسيع التلقيح والمراقبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفاؤل حذر بعد سنتين من إعلان "كورونا" حالة طوارئ صحية ودعوات لتوسيع التلقيح والمراقبة

فيروس كورونا
واشنطن - العرب اليوم

مضى أكثر من عامين على إعلان منظمة الصحة العالمية جائحة «كوفيد - 19» حالة طوارئ صحية تسببت حتى الآن فيما يزيد على 360 مليون إصابة وأكثر من 5.6 مليون ضحية، فيما تستمرّ أعداد الإصابات الجديدة في تحطيم أرقام قياسية كل يوم بسبب من السرعة غير المسبوقة لسريان متحور «أوميكرون»، وذلك رغم تجاوز عدد الذين تلقّوا اللقاحات في العالم عتبة الأربعة مليارات شخص في غضون ذلك، تجهد الدول يائسة لبلوغ النهاية الموعودة لهذه الجائحة، وتتساءل أين ومتى يبدأ العد العكسي نحوها؟ وهل ثمّة نهاية فعلاً لهذا الوباء الذي ما زال يحمل كثيراً من المفاجآت ويطرح كثيراً من الأسئلة التي لم يجد العلم بعد إجابات قاطعة بشأنها.

وفيما تنشط الأوساط العلمية لفكّ ألغاز هذه الجائحة التي أسدلت ستاراً كثيفاً من الغموض حول مستقبل التعامل مع الفيروسات وما ينتظر أن ينشأ عنها من أمراض، ويتوقع بعضهم أشهراً من الهدوء بعد نهاية الموجة الراهنة الناجمة عن المتحور الجديد، ينبّه آخرون من أن خطر ظهور طفرات جديدة والتفاوت الجغرافي في الحصول على اللقاحات وعدم توفّر كميات كافية من الادوية العلاجية ضد المرض، تشكّل عقبات لا يستهان بها على طريق الوصول إلى هذه النهاية التي يجمع الخبراء على أنها ليست في الانتقال إلى مرحلة توطّن الفيروس الذي ما زال يُجهل الكثير عنه.

ويحذّر الخبراء من الإفراط في استخدام تعبير «تزكيم» الوباء لما يوحي به من استخفاف في التعامل مع المرض كما لو أنه زكام عادي، وينبهون من خطورة هذا التصرف خصوصاً في المرحلة الراهنة. لكن في المقابل، يلاحظ أن بعض البلدان الأوروبية بدأت مؤخراً بوضع برامج تجريبية لمراقبة تطور «كوفيد - 19» على غرار ما تفعل عادة لمراقبة فيروس الإنفلونزا الموسمية، كما أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قال منذ أيام: «نحن مقبلون على مرحلة تعايش مع كوفيد، وعلينا أن نتعلّم كيف ندير هذه المرحلة بمنظومات مستديمة ومتكاملة لمكافحة الأمراض التنفسية الحادة».

ولا يحدد أي من الخبراء تاريخاً للانتقال إلى هذه المرحلة، لكنهم يجمعون على أنها لا يمكن أن تبدأ قبل نهاية الموجة الراهنة، واستكمال ثلاثة شروط أساسية هي: إقامة نظام مراقبة فاعل للوباء وللجينات الوراثية، وتعزيز المنظومات الصحية لتمكينها من معالجة المصابين بـ«كوفيد - 19» من غير أن يؤثر ذلك على الخدمات الصحية الأخرى، وتوفير الاستثمارات الكافية للبحوث الفيروسية. لكن مع ذلك، ليس من الواضح بعد إذا كان «كوفيد - 19» سيواصل مسراه العشوائي بموجات جامحة من فترة إلى أخرى مع ظهور طفرات جديدة، أم أنه سينحو إلى الظهور الموسمي على غرار الفيروسات التنفسية الأخرى.

مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة في أوروبا هانز كلوغيه يعتقد أن الظهور الموسمي لكورونا ليس في الأفق القريب، لكنه يوضح أن الظروف المناخية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية خلال فصل الشتاء تساعد في سريان الفيروس، لأنها تدفع بالناس إلى البقاء فترات أطول في منازلهم وعدم فتح النوافذ لتهويتها التوزيع الجغرافي للقاحات والأدوية العلاجية هو أيضاً من العوامل الأساسية التي تؤثر في مسار الجائحة على الصعيد العالمي، وإذا تراجع معدّل السريان في منطقة معيّنة بفضل ارتفاع نسبة التغطية اللقاحية، فإن تدنّي هذه التغطية في مناطق أخرى سيسهم في ظهور طفرات جديدة، سرعان ما تنتشر إلى البلدان الأخرى كما حصل مع «أوميكرون». يضاف إلى ذلك أن استئصال الفيروس يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود خزّانات حيوانية له، إلى جانب الخزّانات البشرية يواصل النمو والتكاثر فيها.

ويذكّر الخبراء بأن المناعة الطبيعية أو التي تتولد من اللقاح، تختلف باختلاف البلدان من حيث المواصفات الفيزيولوجية لسكانها وظروفها المناخية ومعدلات التغطية اللقاحية فيها. ويعتقد بعض الخبراء أن التحورات الكثيرة التي يحملها «أوميكرون» حصلت لدى أشخاص يعانون من وهن أو خلل في جهاز المناعة الطبيعية، وفي بلدان ما زالت التغطية اللقاحية فيها متدنية إلى جانب ذلك، يتوقف خبراء عند البلدان التي اعتمدت استراتيجية «تصفير كوفيد» مثل الصين، ويتساءلون ما الذي سيحصل بعد منع الفيروس من السريان حسب المسرى الطبيعي. ويقول أحد الخبراء إن هذا الخيار قد يشكّل، في الأمد المتوسط، تهديداً لهذه البلدان لأنه سيحول دون بلوغها مرحلة توطّن الفيروس بسبب من تدني مستوى المناعة الطبيعية، ويوصي بأن تقتصر هذه الاستراتيجية على كسب الوقت إلى أن تبلغ التغطية اللقاحية مستويات كافية.

لكن الخطر الأكبر، بإجماع الخبراء الذين استطلعتهم «الشرق الأوسط»، يبقى ظهور متحورات جديدة قادرة على التهرّب من الحماية المناعية الطبيعية أو اللقاحية، خصوصاً إذا كانت هذه المتحورات سريعة السريان مثل «أوميكرون»، لأنها تشكل أرضاً خصبة لظهور مزيد منها. لذلك، ينبّه الخبراء إلى خطورة التوقعات التي تقول إن «أوميكرون» هو خاتمة المتحورات، ويتوقعون ظهور مزيد من الطفرات الفيروسية في المستقبل. ويقول كلوغيه إن المتحورات الجديدة ستكون حتماً أسرع سرياناً من الموجودة لكي تتمكن من تجاوزها، ومن الأرجح أن تكون أيضاً قادرة على التهرّب من الحماية المناعية، أي أن اللقاحات ستكون أقل فاعلية، لكن من المستحيل تقدير مستوى خطورتها.

في جملة القول، يمتنع جميع الخبراء عن تحديد تاريخ أو فترة معيّنة لنهاية الجائحة، رغم أنهم يتوقعون مرحلة من الهدوء قد تمتد من بداية الربيع إلى نهاية الصيف المقبل، لكنهم ينبهون إلى مخاطر الحديث عن توطّن الفيروس والاستعداد للتعامل معه قريباً على هذا الأساس. ويقول العالم الفيروسي آريس كاتزوراكيس، من جامعة «أكسفورد» في مقالة تنشرها مجلة «Nature» في عددها الأخير: «أشعر بإحباط عميق عندما يستحضر السياسيون عبارة (متوطن) كذريعة لعدم القيام بواجباتهم»، ويذكّر بأن «كوفيد ما زال يحمل في جعبته كثيراً من المفاجآت».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

منظمة الصحة العالمية والعمل الدولية تدعوان لحماية صحة العاملين أثناء العمل عن بعد

منظمة الصحة العالمية تُعلن عن اكتشاف متحور فرعي لأوميكرون في 57 دولة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاؤل حذر بعد سنتين من إعلان كورونا حالة طوارئ صحية ودعوات لتوسيع التلقيح والمراقبة تفاؤل حذر بعد سنتين من إعلان كورونا حالة طوارئ صحية ودعوات لتوسيع التلقيح والمراقبة



هيفاء وهبي تتألق في إطلالة مُميزة بصيحة البولكا دوت

القاهرة - العرب اليوم

GMT 20:25 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

ياسمين صبري تتألق بألوان صيفية مبهجة
 العرب اليوم - ياسمين صبري تتألق بألوان صيفية مبهجة

GMT 19:31 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يلمح إلى رحيله عن ليفربول
 العرب اليوم - محمد صلاح يلمح إلى رحيله عن ليفربول

GMT 15:04 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال

GMT 01:53 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل جندي إسرائيلي في الضفة الغربية

GMT 01:53 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل 89 فلسطينيا في غزة و26 في جنين

GMT 07:49 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الخطوط الجوية العراقية تستأنف رحلاتها

GMT 01:52 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الجيش الإسرائيلي يعثر على جثث رهائن في غزة

GMT 01:52 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الحوثيون يعلنون استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 07:46 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab